أسواق جو
أكد تقرير حديث أن الأردن يسعى لتعزيز بصمته في مشهد الطاقة النظيفة، إلا أن تحديات إقليمية ما تزال تُبطئ من وتيرة تحقيق هذا المسعى الحيوي.
وبحسب تقرير “أبرز ملامح الطاقة المتجددة 2025” الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، فإن مؤشرات عالمية وإقليمية تؤكد امتلاك الأردن قاعدة إنطلاق واعدة في مجال الطاقة المتجددة إلا أن الحاجة ملحّة لتسريع عجلة التنفيذ وتوسيع الاستثمار في البنية التحتية لا سيما في مشاريع التخزين والربط الإقليمي.
وأشار التقرير إلى أن تعزيز دور الأردن كمركز إقليمي للطاقة النظيفة ليس رفاهية بل ضرورة تقتضي تحولات هيكلية ودعمًا مستدامًا على مستوى السياسات والتمويل والشراكات الدولية.
على مستوى منطقة الشرق الأوسط بما فيها الأردن، قال التقرير “ما تزال المنطقة تسجل أدنى مساهمة عالمية للطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء، كما لم تتجاوز مساهمة المصادر المتجددة في توليد الكهرباء بالمنطقة 4.3 % فقط من إجمالي الإنتاج عام 2023، وهي النسبة الأدنى عالميًا”.
وبلغ إجمالي الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة في المنطقة 62 تيراواط/ساعة، أي ما يعادل 0.7 % من الإنتاج العالمي، وهو رقم محدود جدًا بالنظر إلى الإمكانات الشمسية الهائلة التي تتمتع بها دول مثل الأردن.
ورغم هذه الأرقام المتواضعة، شهدت المنطقة في عام 2023 أعلى معدل نمو عالمي في إنتاج الكهرباء المتجددة بنسبة 35 % مقارنة بالعام السابق لكن هذا النمو، الذي انطلق من قاعدة منخفضة، يُشير إلى أن الأردن ودول المنطقة تمتلك فرصًا واعدة، إلا أنها ما تزال بحاجة ماسّة إلى تحفيز الاستثمار وتذليل العقبات أمام تنفيذ المشاريع.
وعلى صعيد القدرة المركبة، أضافت منطقة الشرق الأوسط 4 غيغاواط فقط في عام 2024، في تباين صارخ مع آسيا التي أضافت أكثر من 413 غيغاواط خلال الفترة ذاتها، ما يُسلط الضوء على الفجوة الكبيرة في حجم الاستثمارات وتوسع البنية التحتية.
ولفت التقرير إلى أنه يُعوّل على الأردن أن يستفيد من مبادراته الرائدة في مجال الطاقة الشمسية والرياح لتعزيز موقعه في هذا القطاع الحيوي.
سباق عالمي نحو الطاقة المتجددة.. وتحدي الأهداف
ويظهر التقرير أن الطاقة المتجددة شكّلت 29.9 % من إجمالي إنتاج الكهرباء العالمي في عام 2023، بإجمالي إنتاج بلغ 8928 تيراواط/ساعة، مسجلة نموًا سنويًا بنسبة 5.6 %.
في المقابل، ما تزال 70.1 % من الكهرباء العالمية تُنتج من مصادر غير متجددة تشمل الوقود الأحفوري والطاقة النووية.
وتصدّرت الطاقة الشمسية قائمة مصادر النمو المتجددة، بارتفاع إنتاجها بنسبة 25.2 % مقارنة بعام 2022، لتصل إلى 1624 تيراواط/ساعة، تلتها طاقة الرياح بنمو بلغ 9.8 %.
أما الطاقة الكهرومائية، ورغم مساهمتها الأكبر ضمن مزيج الطاقة المتجددة، فقد شهدت تراجعًا طفيفًا بنسبة 1.6 %.
وبلغت القدرة المركبة للطاقة المتجددة عالميًا 4443 غيغاواط في نهاية عام 2024، أي ما يمثل 46.2 % من إجمالي القدرة المركبة عالميًا.
وتمت إضافة 582 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة في عام واحد، وهو أعلى رقم سنوي يُسجّل على الإطلاق.
ومع ذلك، ما تزال الوتيرة الحالية للنمو أقل من المطلوب لتحقيق هدف مضاعفة القدرة إلى 11.17 تيراواط بحلول عام 2030، إذ يحتاج العالم إلى تسريع معدل النمو السنوي إلى
16.6 % لتحقيق هذا الهدف الطموح.
نقلا عن الغد