براكين إقليم عفر الإثيوبي.. مشاهد الفزع وأهوال القيامة

اسواق جو – شهدت 3 مديريات في إقليم عَفَر شمال شرقي إثيوبيا انفجارات بركانية متتالية، أثارت هلع السكان حتى خُيّل لبعضهم أنّ يوم القيامة قد اقترب.

فقد دوّت أصوات الانفجارات على مسافات بعيدة، وهرع كثيرون إلى المساجد طلبا للنجاة من أهوالٍ بدت لهم كأنها نهاية العالم.

الطريق إلى فنتا علي

على بُعد 200 كيلومتر من العاصمة أديس أبابا، بدأ فريق الجزيرة، وهو أول فريق إعلامي يصل المنطقة، رحلته عبر أراضي قومية الأرومو ذات الأغلبية السكانية، في طريقه إلى إقليم عفر.

فريق الجزيرة أول فريق إعلامي يصل منطقة البركان في إقليم عفر الجزيرة

ومع تهادي المركبة على الطريق، بدت أمامنا فوهات يتصاعد منها دخان كثيف، كان ذلك بركان فنتا علي الذي يكتم أنفاس المدن القريبة بسبب الزلازل الناتجة عن حركته، إذ يقع على امتداد مجرى الوادي المتصدّع.

الوصول إلى “فنتا علي” لا يعني مجرد بلوغ جبلٍ بركاني، بل هو بمثابة الدخول إلى بداية الخريطة الجغرافية لإقليم عَفَر، إذ يتموضع هذا الجبل في المنطقة الفاصلة بين قوميتي الأرومو والعفر، وهو ما يمنحه دلالة رمزية وجغرافية في آن واحد.

مراسل الجزيرة محمد طه توكل في منطقة البراكين بإقليم عفر الجزيرة

وربما لهذا السبب جاءت تسميته، إذ تُترجم عبارة “فنتا علي” في اللغة المحلية على أنها الجبل الفاصل، بما يعكس موقعه الحدّي الذي يشكّل علامة بارزة بين الإقليمين ويجعل منه نقطة انتقال طبيعية من أراضي الأرومو إلى عمق إقليم عفر.

ملامح العفر

دخلنا الإقليم، فبدت الطبيعة الجبلية والصحراوية منعكسة على أجساد الناس وملامحهم. أبناء عفر معروفون بصلابتهم وسرعة عدوهم، ومن طريف عاداتهم أنّ الشاب يُعدّ بندقيته قبل الزواج، في إشارة إلى مسؤوليته في حماية أسرته.

صورة لرجلين من العفر يرتديان الزي العفري الجزيرة

بعد مسافة 600 كيلومتر وصلنا إلى سمرا عاصمة الإقليم، التي تغيّرت ملامحها بشكل لافت، إذ أضحت أكثر حضارة وجمالا، بشوارع مضاءة وممرات حديثة لا تقل عن العاصمة أديس أبابا، في مشهد يوحي بتحولات قد تغيّر حتى أسلوب التفكير لدى الإنسان العفري.

أساطير البراكين

يعتقد العفريون أنّ من يقصد الجبال البركانية قد لا يعود، إمّا لأن الجن أصابه أو لأن البركان ابتلعه. أساطير تتوارثها الأجيال وتزيد من رهبة المكان.

مملكة الجن كما تسميه قبائل العفر القاطنة بهذا الإقليم المعروف باسمها الجزيرة

قبل الفجر، اتجهنا نحو الحدود مع تيغراي، وبعد 4 ساعات من السير ظهرت الفوهات البركانية. صعدنا بحذر وسط رسوبيات حادة تشبه الشعب المرجانية، في حين كنا نكابد الدخان والغازات مستخدمين الكمامات لـ40 دقيقة، كأننا نصعد إلى السماء.

Related posts

آفات المحاصيل وخسائر الغذاء تتفاقم بسبب أزمة المناخ

بلا خيام وبلا مقومات.. الغزيون يواجهون منخفضا جويا فاقم معاناتهم

وزير البيئة يؤكد سلامة نوعية الهواء في منطقة العراق بمحافظة الكرك