بعد فشل محادثات الرسوم.. صناعة الذهب السويسرية في مهب الريح

أثار فشل سويسرا في التفاوض على خفض الرسوم الجمركية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلاً حول دور صناعة الذهب في البلاد، وما إذا كان ينبغي عليها أن تدفع ثمن «الأضرار» الناتجة، حسب ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز.
كما أثر الإعلان الأميركي عن فرض رسوم بنسبة 39% على بعض الواردات السويسرية، بالإضافة إلى ضريبة غير متوقعة على سبائك الذهب، أكبر مركز لتكرير الذهب في العالم.

حملة لتقليص العجز التجاري

جاءت هذه الخطوات ضمن حملة أوسع من ترامب لتقليص العجز التجاري الأميركي حيث قال البيت الأبيض، يوم الجمعة، إنه سيصدر قريباً أمراً تنفيذياً «يوضح» الموقف الأميركي بشأن رسوم سبائك الذهب.

 

ورغم أن سويسرا لا تمتلك مناجم ذهب، فإن الذهب الذي تُصدّره مصافيها إلى الولايات المتحدة بقيمة نحو 61.5 مليار دولار خلال 12 شهراً حتى يونيو حزيران، كان له أثر كبير في فائضها التجاري مع أميركا، ما دفع بعض الأطراف في البلاد إلى تحميل القطاع مسؤولية فشل المحادثات التجارية.

الذهب أكبر صادرات سويسرا العام الماضي

ووفق البنك الوطني السويسري، كان الذهب أكبر صادرات البلاد العام الماضي بنسبة 27%، متقدماً على الأدوية، وشهدت صادرات الذهب السويسرية ارتفاعاً حاداً في وقت سابق من العام، مدفوعاً جزئياً بمسارعة المستثمرين الأميركيين لاستيراد المعدن قبل فرض الرسوم المحتملة، وهو ما أثار اهتماماً خاصاً في واشنطن.
تعهدت الحكومة السويسرية بمواصلة التفاوض من أجل صفقة أفضل بعدما عادت خالية الوفاض من زيارة عاجلة للولايات المتحدة، لكن بعض السياسيين الوسطيين واليساريين في سويسرا بدؤوا يطالبون علناً بأن يسهم قطاع الذهب- الذي يوظف نحو 2000 شخص ويحقق أكثر من 100 مليار دولار إيرادات- في دفع ثمن هذه الأزمة.

وقال النائب هانز-بيتر بورتمن من الحزب الليبرالي الديمقراطي: «إذا كان قطاع ما يضر بالاقتصاد الوطني ككل، والقطاع نفسه ليس ذا قيمة كبيرة لسويسرا من حيث الوظائف أو الضرائب، فعليك أن تفكر في الأمر، ربما يجب على هذا القطاع أن يدفع ثمن الأضرار التي تحدث الآن».
واقترح بورتمن إعادة الذهب إلى مصدره الأصلي مثل المملكة المتحدة أو البرازيل أو هولندا وترك تلك الدول مسؤولة عن شحنه إلى الولايات المتحدة، مضيفاً أن فرض «تعرفة استدامة» على الصناعة قد يكون «خياراً آخر».

تأثير رسوم ترامب

من جانبها، اقترحت زعيمة حزب الخضر ليزا مازوني أن تعوّض الصناعة سويسرا عبر «ضرائب مناسبة» لموازنة تأثير رسوم ترامب، كما انتقد نواب من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحكومة لفشلها في توقع أن يصبح الذهب قضية سياسية حساسة.

وقالت نانيت هيخلر فايدهيرب، الرئيسة التنفيذية لأوروبا في بنك لومبارد أودييه الخاص، إن فرض رسوم أو قيود على الصناعة قد يكون منطقياً اقتصادياً إذا ساعد على تحسين المفاوضات: «إذا كانت إدارة ترامب تنظر فقط إلى الرقم الإجمالي لواردات سويسرا، فقد يكون من المنطقي أن تجد سويسرا طرقاً لتقليص صادرات الذهب إلى الولايات المتحدة مؤقتاً، عبر حواجز تجارية من نوع ما».

صناعة المعادن الثمينة

ودافع جيمس إيميت، الرئيس التنفيذي لمصفاة MKS Pamp، عن الصناعة ضد الانتقادات المحلية الأخيرة، مشيراً إلى أن دور سويسرا كمركز للتكرير يرجع إلى خبرتها وتنظيمها المتخصص: «صناعة المعادن الثمينة، والذهب بشكل خاص، تمثل واجهة مشرّفة لسويسرا، الجودة السويسرية مطلوبة بشدة».

ويتبع تدفق تجارة الذهب العالمية عادة نمطاً ثلاثياً، حيث تتحرك السبائك الكبيرة ذهاباً وإياباً بين لندن ونيويورك عبر سويسرا، حيث يُعاد صبها بأحجام مختلفة، إذ لا تستخدم لندن ونيويورك أحجام السبائك نفسها، وتعد خدمات إعادة الصب هذه محركاً كبيراً لصادرات وواردات الذهب السويسرية شهرياً، لكنها بالنسبة للمصافي أعمال منخفضة الهامش وتنافسية من حيث الأسعار.

Related posts

النشاط التجاري في منطقة اليورو يسجّل أعلى نمو منذ 15 شهرا في آب

أبو علي: 1.2 مليون فاتورة تصدر عن نظام الفوترة يوميا

نشاط محدود في سوق الألبسة يخيب آمال التجار رغم ذروة الموسم