سباق الروبوتاكسي.. كيف ترسم تسلا و «وايمو» التابعة لـ«ألفابت» ملامح ثورة النقل الذكي؟

بعد شهر واحد من إطلاق شركة تسلا خدمة تجريبية لسيارات الأجرة الذاتية (روبوتاكسي) في مدينة أوستن بولاية تكساس خلال يونيو حزيران لعدد محدود من العملاء، أعلن الرئيس التنفيذي إيلون ماسك أن هذه السيارات قد تصبح متاحة لنصف سكان الولايات المتحدة بنهاية العام الجاري.
في المقابل، فإن وايمو التابعة لـ«ألفابت»، والتي تعد رائدة في مجال خدمات الركوب الذاتية في الولايات المتحدة، بدأت أولى تجاربها المشابهة في فينيكس قبل أكثر من ثماني سنوات. واليوم، تعمل في مناطق لا تغطي سوى نحو 3% من سكان أميركا.

ماسك: تسلا تستطيع التوسع أسرع

تصريحات ماسك عن التوسع بمعدل «فائق السرعة» تتناقض مع النهج الحذر الذي تتبعه وايمو قبل دخول أسواق جديدة.

 

ويرى ماسك أن تسلا تستطيع التوسع أسرع لأنها تعتمد فقط على الكاميرات والذكاء الاصطناعي، على عكس وايمو التي تبني نظامها على الذكاء الاصطناعي القائم على القواعد مع استخدام أجهزة استشعار إضافية وخرائط عالية الدقة… هذا التباين في الاستراتيجية يحدد ملامح المنافسة المبكرة في سوق ناشئة قد تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات خلال الـ15 عاماً المقبلة، بحسب محللين.

وايمو يعتمد على رسم خرائط شاملة للمدن

نهج وايمو للتوسع يعتمد على رسم خرائط شاملة للمدن الجديدة ثم إدخال الخدمة تدريجياً بعد اختبارات ميدانية يقودها سائقون مع موظفين كركاب.

 

أما تسلا فتؤكد أن تقنيتها المختلفة تقلل الحاجة إلى هذه التحضيرات الطويلة، حيث تعتمد على ذكاء اصطناعي يتفاعل مع الطرق كما يفعل السائق البشري، ما يسمح وفقاً للشركة بتقليل الاختبارات المكثفة.

وقال ماسك في أبريل نيسان: «بمجرد أن نجعلها تعمل في بضع مدن أميركية، يمكننا تشغيلها في أي مكان بالبلاد»، واصفاً نهج وايمو بأنه «هش» وصعب التوسع.

 

مستثمرون يراهنون على رؤية ماسك

كثير من المستثمرين يراهنون على رؤية ماسك، إذ يعتبر بعض المحللين أن الجزء الأكبر من قيمة تسلا السوقية مرهون بقدرتها على نشر السيارات الذاتية بسرعة أكبر من منافسيها، وهو ما قد يمثل محرك نمو جديد للشركة.
رويترز أجرت مقابلات مع 12 مسؤولاً حالياً وسابقاً في القطاع، بالإضافة إلى منظمين ومسؤولين محليين، كشفت عن تباينات حادة بين استراتيجيات تسلا ووايمو على المستوى التقني والتشغيلي.

مسؤولون في وايمو شددوا على أن دراسة خصوصيات كل مدينة -مثل المرتفعات الحادة في سان فرانسيسكو- أمر أساسي لتأمين السلامة، في حين قال ماسك الشهر الماضي: “لا نريد المخاطرة وسنتحرك بحذر”.

تعتمد كلتا الشركتين على الذكاء الاصطناعي، لكن بتطبيقات مختلفة: وايمو تستند إلى بيانات من خرائط عالية الدقة ومستشعرات متطورة للتعرف على الأجسام ورسم مسار المركبة، بينما تسلا تبني على شبكة كاميرات تلتقط الفيديو ليُترجم فورياً إلى قرارات قيادة دون خطوات وسيطة. وايمو جرّبت هذا النهج لكنها اعتبرته محدود الأداء.

 

ملايين الروبوتاكسي

تسلا تستهدف تشغيل “ملايين الروبوتاكسي” بحلول النصف الثاني من العام المقبل، مقارنة بأسطول وايمو المكوّن من نحو 2000 مركبة.

وبعد إطلاق التجربة في تكساس، تنتظر تسلا موافقات في أريزونا وتسعى للتوسع إلى ولايات أخرى مثل نيفادا وفلوريدا، فيما تتعرض لضغوط لتحقيق وعودها بسبب تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية.

في المقابل، تعد وايمو حالياً الشركة الوحيدة التي تقدم خدمة أجرة ذاتية مدفوعة بالكامل في الولايات المتحدة، وتعمل في سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وفينيكس وأوستن وأتلانتا.

تجاوز إشارات المرور

رغم نهجها الدقيق، واجهت وايمو تحديات. ففي أوستن، سجلت الشرطة حالات تجاهلت فيها سياراتها إشارات ضباط المرور أو دخلت إلى طرق خطرة، بما في ذلك حادثة دخول مركبة إلى مياه فيضان في مايو أيار الماضي.

وقال ضابط الشرطة وليام وايت: «لو تعرض الراكب للوفاة، لكان الأمر جريمة خطيرة».

منذ مارس آذار، أصدرت شرطة أوستن ثلاث مخالفات بحق وايمو، لكنها تؤكد أن العملية معقدة ومضيعة للوقت، ما يمنعها من رصد جميع الانتهاكات.

 

تحديات تنظيمية واجتماعية

إلى جانب العقبات التقنية، تواجه الشركتان تحديات تنظيمية واجتماعية، فقد بدأت وايمو التواصل مع مسؤولي أوستن قبل أكثر من عام من إطلاقها الخدمة هناك، فيما التقت تسلا المسؤولين قبل أشهر قليلة فقط.

يوم إطلاق الخدمة، رُصدت إحدى سياراتها تتجاوز السرعة المحددة قرب مدرسة للصم.

كما تعرقل اللوائح المختلفة في الولايات توسع الشركات، مثل واشنطن العاصمة التي كان من المخطط إطلاق الخدمة فيها عام 2026، لكن تأخر التشريعات قد يؤجل المشروع.
وايمو كثفت جهود الضغط السياسي عبر شركات لوبي وحملات مجتمعية، بينما لم تُسجَّل اتصالات من جانب تسلا، بحسب دائرة النقل في العاصمة.

Related posts

أكبر استثمار بتاريخها.. “ستيلانتيس” تضخ المليارات في أميركا

“ستيلانتيس” تضخ أكبر استثمار بتاريخها في أميركا

الصين تضاعف صادراتها من السيارات الكهربائية خلال سبتمبر