النقل السككي.. ضعف التمويل أبرز معيقات التحول لمركز لوجستي إقليمي

أسواق جو

تيسير النعيمات
عمان – يشكل النقل السككي للبضائع والركاب أحد أنماط النقل الاقتصادية الأقل كلفة والأكثر صداقة للبيئة مقارنة بوسائل النقل الأخرى.
ويعزز موقع الأردن الجغرافي المتوسط فرصه ليكون مركزا إقليميا للوجستيات يربط الخليج العربي بأوروبا، غير أن التمويل وضعف التعاون الإقليمي يظلان من أبرز التحديات التي تعيق تنفيذ مشاريع السكك الحديدية في المملكة، وفق ما يؤكد خبراء ومختصون.

ويرى خبراء أن النقل السككي يمكن أن يكون بديلا أكثر فاعلية وأقل كلفة من الشاحنات، خصوصا في حال تعرض النقل البحري لمخاطر، كما حدث مؤخرا في البحر الأحمر.
جهود للتعاون الإقليمي
وعلى الصعيد السياسي، من المتوقع أن يعقد قريبا اجتماع ثلاثي بين وزراء النقل في تركيا وسورية والأردن لتنسيق حركة النقل الإقليمي.
وكان وزير النقل الدكتور نضال القطامين قد بحث، قبل أيام، مع السفير التركي في عمّان يعقوب جايماز أوغلو سبل تعزيز التعاون في مجال النقل، بما يشمل مشاريع السكك الحديدية.
وزير النقل الأسبق هاشم المساعيد أشار إلى أن مشروع “سكة الحديد الوطنية” مطروح منذ أكثر من 15 عاما، وقد جرى استملاك أراض لمساراته، لكن غياب التمويل حال دون تنفيذه.
وقال “إن النقل السككي رخيص نسبيا سواء لنقل البضائع أو الركاب، كما أن الربط مع دول الإقليم ممكن ويفيد جميع الأطراف”.
المساعيد لفت إلى أن السعودية أنجزت مشروع سكة حديد تصل قريبا من الحدود الأردنية، مضيفا أن استقرار الأوضاع في سورية يمكن أن يفتح المجال لربط شبكي يصل حتى تركيا وأوروبا، ما يعزز حركة التجارة والصادرات الأردنية وتجارة الترانزيت، مع إمكانية التفرع نحو العراق وشرق آسيا وربط الشبكة بفلسطين.
مشروع استراتيجي لتعزيز التجارة والسياحة
من جانبها، شددت وزيرة النقل السابقة لينا شبيب على أن الربط السككي بين الأردن ودول الإقليم يمثل مشروعا استراتيجيا قادرا على تعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضحت أن الربط سيسهل حركة البضائع ويخفض الكلفة، ما يزيد القدرة التنافسية للمنتجات الأردنية ويفتح أسواقا جديدة في أوروبا عبر سورية وتركيا. كما أنه سيوفر وسيلة نقل سريعة وآمنة للركاب، بما يعزز السياحة ويقلل الازدحام على الطرق البرية.
ودعت شبيب إلى إحياء سكة الحديد الحجازية التاريخية لتكون جزءا من مشروع الربط، معتبرة أن تحديث بنيتها التحتية سيخلق فرص عمل جديدة ويعزز السياحة الثقافية. كما توقعت أن يجذب المشروع استثمارات محلية وأجنبية ويوفر فرصا اقتصادية واجتماعية، إلى جانب مساهمته في تقليل انبعاثات غازات الدفيئة.
وأكدت شبيب أن التغلب على هذه التحديات يتطلب خطة تمويل واضحة تشمل مصادر محلية ودولية، وتعزيز التعاون بين الأردن ودول الإقليم.
النقل السككي كرافعة لـ”القوة الناعمة”
الخبير الاقتصادي زيان زوانة، رأى أن الأردن بحاجة إلى استثمار موقعه الجغرافي وإرثه التاريخي لتعزيز مكانته الإقليمية.
وقال “يمكن لمشاريع السكك الحديدية أن تدعم القوة الناعمة الأردنية، عبر تحويل موقعه الجغرافي من مصدر مخاطر إلى فرصة، ليصبح مركزا لوجستيا يخدم الإقليم وما بعده”.
وأشار إلى أهمية مشروع خط السكك الحديدية لربط مناطق التعدين الأردنية بميناء العقبة والممول إماراتيا، والمتوقع تشغيله بحلول العام 2030، إضافة إلى مشروع الميناء البري في معان. كما ذكر بمشاريع عالمية كبرى، مثل الحزام والطريق الصيني والممر الاقتصادي الهندي-الأوروبي عبر الشرق الأوسط، مؤكدا أن الأردن لا يجب أن يبقى خارج هذه التحولات.

صحيفة الغد

Related posts

جلسة نقاشية لاتحاد العمال حول “اقتصاد الرعاية”

وزير الصناعة يدعو لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع أميركا وزيادة الصادرات

الأردن يشارك في اجتماعات العمل الإحصائي بعُمان