اسواق جو – شهدت توقعات الأسواق العالمية بشأن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي حول أسعار الفائدة تراجعاً جديداً، بعد أن انخفضت احتمالات خفض الفائدة في اجتماع شهر كانون الأول إلى نحو 69% وفق أداة CME FedWatch، بعدما كانت قد قفزت إلى 74% في الجلسة السابقة. ويعكس هذا التراجع حالة من التذبذب الواضح في توقعات المستثمرين نتيجة تضارب البيانات الاقتصادية والتصريحات الصادرة عن مسؤولي الفيدرالي.
تقلبات حادة في توقعات خفض الفائدة
وتُظهر بيانات أداة “فيدواتش” أن الأسواق المالية لم تستقر بعد على اتجاه واضح لمسار الفائدة، إذ شهدت الأيام الأخيرة تقلّبات متسارعة في التسعير نتيجة
المعطيات الاقتصادية المتغيرة، وخصوصاً مؤشرات سوق العمل والتضخم.
وقد ارتفعت توقعات الخفض خلال الفترة الماضية إلى مستويات تجاوزت 70%، قبل أن تتراجع مجدداً مع صدور إشارات متباينة من أعضاء الفيدرالي حول قوة الاقتصاد وقدرته على تحمل السياسة النقدية الحالية.
تصريحات تدعم الخفض… وأخرى تربك الأسواق
ودفعت تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك بإمكانية وجود “مساحة لتعديل السياسة النقدية في الأجل القريب” المستثمرين إلى رفع توقعاتهم لخفض الفائدة، وهو ما انعكس سريعاً على أسواق السندات والعقود الآجلة.
لكن على الجانب الآخر، أظهرت محاضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة انقساماً واضحاً بين الأعضاء بشأن مدى الحاجة إلى خفض الفائدة الآن، في ظل استمرار الضغوط التضخمية فوق مستوى 2% المستهدف، ما جعل الأسواق تعيد تسعير توقعاتها بحذر.
بيانات اقتصادية تزيد حالة عدم اليقين
وتزايدت حالة القلق في الأسواق بعد تأخر بعض البيانات الاقتصادية الحيوية، وعلى رأسها بيانات التوظيف الأميركية، ما خلق فجوة معلوماتية لدى المستثمرين وصنّاع القرار على حدّ سواء. كما أن ارتفاع معدل البطالة إلى مستويات تقارب 4.4% أعاد النقاش حول مدى متانة سوق العمل الأميركي، وهو عامل أساسي في تحديد اتجاه الفيدرالي.
أثر مباشر على الأسواق العالمية
وانعكست هذه التقلبات في توقعات الفائدة على حركة الأسواق، إذ شهدت الأسهم الأميركية والسلع، وعلى رأسها الذهب، تراجعاً في بعض الجلسات نتيجة انخفاض احتمالات الخفض. كما تأثرت عوائد السندات الأميركية بتحركات متسارعة، في مؤشر على حساسية المستثمرين تجاه أي تغيير محتمل في السياسة النقدية.