سبتمبر الحاسم.. وول ستريت في اختبار مزدوج بين تقرير الوظائف وإشارات الفيدرالي

تستعد الأسواق الأميركية لأسبوع حاسم، حيث يترقب المستثمرون تقرير الوظائف لشهر أغسطس آب، المقرر صدوره يوم الجمعة، باعتباره الاختبار الأكبر لتوقعات خفض الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
البيانات الضعيفة التي ظهرت في يوليو تموز الماضي رفعت رهانات السوق على أن الفيدرالي سيعلن أول خفض جديد للفائدة خلال اجتماعه في 16 و17 سبتمبر أيلول، وهو ما أكده رئيس المجلس جيروم باول مؤخراً حين أشار إلى تصاعد المخاطر التي تواجه سوق العمل.

خفض الفائدة وتقرير الوظائف الأميركية

قال درو ماتوس، كبير استراتيجيي السوق في «ميتلايف لإدارة الاستثمارات»: «سيحتاج الأمر إلى قوة واسعة جداً في التقرير كي يعيد الفيدرالي التفكير في خفض الفائدة، والاحتمال ضعيف لذلك»، وأضاف: «قد نرى تقريراً عادياً، لكنه لن يمنع الفيدرالي من الخفض».

ويُتوقع أن يضيف الاقتصاد الأميركي 75 ألف وظيفة جديدة فقط، بعد 73 ألفاً الشهر الماضي، وهو ما يعزز صورة سوق عمل آخذة في التباطؤ، ورغم أن هذه الأرقام تثير المخاوف بشأن قوة الاقتصاد، فإنها تدعم رهان المستثمرين على خفض أسرع وأوسع للفائدة.
وقال أليكس غراسينو، كبير الاقتصاديين العالميين ورئيس إستراتيجية الاقتصاد الكلي في «مانولايف لإدارة الاستثمارات»، إنه يتوقع أن تُظهر مكونات التقرير، مثل معدل البطالة ومتوسط الأجور بالساعة، «الرسالة نفسها تقريباً، وهي أن سوق العمل الأميركي قد تباطأ».

 

الأسهم الأميركية والرسوم الجمركية

الأسهم الأميركية، التي تجاهلت في الأشهر الماضية تداعيات الرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس دونالد ترامب، صعدت بقوة منذ أبريل نيسان مدعومة بتفاؤل حول الذكاء الاصطناعي، غير أن قطاع التكنولوجيا أظهر هشاشة مع تراجع أسهم مرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتوتر قبيل إعلان أرباح «برودكوم»، ورغم ذلك أنهى مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» أغسطس آب مرتفعاً 1.9%، لترتفع مكاسبه منذ بداية العام إلى نحو 10%.

سبتمبر.. أصعب الشهور على الأسواق الأميركية

يشير التاريخ إلى أن سبتمبر أيلول هو أصعب الشهور على الأسواق الأميركية، حيث كان الأسوأ أداءً للمؤشر على مدار 35 عاماً، ما يجعل تقرير الوظائف المقبل بمثابة «المفتاح» الذي سيحدد اتجاه السوق للفترة المقبلة.
وعلى الجانب السياسي، أشعلت محاولة ترامب عزل عضوة مجلس الفيدرالي ليزا كوك أزمة جديدة حول استقلالية البنك المركزي، كوك رفعت دعوى قضائية مؤكدة أن الرئيس لا يملك سلطة إقالتها، هذه التطورات تعيد الجدل حول قدرة الفيدرالي على إدارة السياسة النقدية بمعزل عن التدخلات السياسية.
رغم أن خفض سبتمبر أيلول شبه محسوم، فإن بيانات الوظائف قد تؤثر أيضاً على توقعات حجم التيسير في الأشهر المقبلة، إذ تُظهر العقود المستقبلية أن الأسواق تتوقع خفضاً إجمالياً يبلغ نحو 55 نقطة أساس بحلول ديسمبر كانون الأول، أي أكثر من خفضين قياسيين.

(رويترز)

Related posts

المركزي الأردني: القطاع المصرفي متين وقادر على مواجهة الصدمات

بورصة عمّان تغلق مرتفعة الأربعاء

الأسهم الأوروبية ترتفع مع تراجع المخاوف من تصاعد الحرب التجارية