تشير بيانات جمعية المستشفيات الخاصة الى نمو عدد القادمين إلى الأردن بهدف العلاج خلال أول خمسة شهور من العام الحالي بنسبة 16.5%، ليبلغ عدد السياح منذ بداية العام وحتى نهاية أيار نحو 92,776 ألف سائح، مقارنة بـ79,620 ألف سائح خلال الفترة ذاتها من عام 2024.
عودة السياحة العلاجية مؤشر مهم على بدء تعافي نوع مهم من أنواع السياحة .
هناك سياحة الترفيه وسياحة التعليم والمؤتمرات والمغامرات والسياحة الثقافية وسياحة المهرجانات وغيرها .
وان جاز لنا أن نقترح هنا فنقول انه ربما من المفيد تخصيص بوابة إلكترونية خاصة بمنح تأشيرات للراغبين في زيارة الأردن لأغراض العلاج ترتبط بجمعية المستشفيات وبرقابة الأطباء ومع وزارة الصحة ومركزها وزارة الداخلية التي قطعت شوطا كبيرا في التحول إلى التأشيرات الإلكترونية واستكمال ذلك كله بالبوابات الإلكترونية في المطار ومستقبلا على المعابر البرية والبحرية .
منح الزخم من جديد للسياحة العلاجية يتطلب جهدا استثنائيا على مستوى كل الجهات ذات العلاقة لكن أهمها تعزيز الثقة في القطاع الطبي ورقابة صارمة على التكاليف والأسعار لان المنافسة شديدة وقد كانت من بين أسباب تراجع السياحة العلاجية باقرار جمعية المستشفيات نفسها .
بداية أتحفظ على التسمية لأن المريض القادم للعلاج ليس مثل السائح الذي يطلب الإستجمام , ولعل الوصف هو الذي سمح بمعاملته مثل سائح يريد أن ينفق المال ويجد من يستغل هذه الرغبة .
تعرض القطاع لإنتقادات كثيرة بعضها صحيح وبعضها الآخر لأغراض المنافسة المحلية والخارجية على حد سواء , لكن عدم صحتها لا تنفي ضرورة المتابعة والتدقيق , بعيدا عن التهويل .
تقارير كثيرة تحدثت عن بعض ممارسات الإستغلال التي تبدأ من أصغر حلقة الى أن يصل لأكبرها , فسائق التكسي الذي يقل القادم للعلاج الى شقق فندقية بعينها مقابل عمولة , والأخيرة تغلق عينه عن الخيارات الا عن مستشفى أو مركز أو طبيب بعينه لقاء عمولة , والمستشفى الذي يقدم له قائمة من أطباء بعينهم مقابل عمولة والطبيب الذي ينصح بمواد علاجية ذات نوعية محددة – شبكات القلب مثلا – مقابل تقاسم الأرباح .
في الدفاع عن التجاوزات تكرر وزارة الصحة والجهات المعنية في القطاع الخاص من أن هنالك هجمة على السياحة العلاجية من قبل فئة في بعض الدول من باب المنافسة غير الشريفة ، وان ‹مصالح بعض المستشفيات في تلك الدول تضررت جراء السمعة الطبية الحسنة التي يتمتع بها الأردن، وتسعى جاهدة لضربه في هذا الإطار›… على فرض وجاهة مثل هذه الردود , فإن السؤال المضاد هو لماذا تترك لأصحاب هذه الهجمة ثغرة تشكل منبرا للهجوم ؟.
قطاع السياحة العلاجية يشكل ضعف السياحة التقليدية من حيث العائد وعدد المنشآت والغرف التي تصفها المستشفيات نفسها بالفندقية وهي تصنفها كما الفنادق تبدا بثلاث نجوم وحتى خمسة فبحسب إحصائيات متطابقة يقدر الدخل من السياحة العلاجية بحوالي 1.2 مليار دولار سنويا، أي ما يعادل نصف الدخل السياحي كاملا يتألف من المردود الطبي، وما تحققه المستشفيات الخاصة والقطاعات التجارية والخدمية والمرافق الأخرى والمنتجعات ومواقع ومراكز العلاج والإستشفاء .
منح زخم جديد للسياحة العلاجية يتطلب اكثر من منح تسهيلات او ايجاد أسواق جديدة ، هو يحتاج إلى مراجعة شاملة لأركان ووسائل جذب هذا النواع من السياحة اقلها تفاهمات ثابتة بين جميع الجهات المعنية .
الراي