أعلنت شركة xAI، الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي والمملوكة لإيلون ماسك، عن جمع تمويل بقيمة 10 مليارات دولار، من خلال مزيج من أدوات الدين والاستثمار في الأسهم، بحسب ما أفاد به بنك «مورغان ستانلي» يوم الإثنين.
وأوضح البنك أن نصف هذا التمويل جاء عبر إصدار سندات مضمونة وقروض لأجل، فيما تأمنت الـ5 مليارات دولار الأخرى من خلال استثمار استراتيجي في حقوق الملكية.
ويمنح هذا التمويل شركة xAI قوة دفع جديدة لتوسيع بنيتها التحتية وتطوير منصة «Grok» —نموذج الذكاء الاصطناعي الذي تسعى من خلاله إلى منافسة شركة «OpenAI» التي كانت ماسك أحد مؤسسيها سابقاً، إلى جانب شركات بارزة أخرى في القطاع مثل «Anthropic» المدعومة من «أمازون».
توسّع في القدرات الحاسوبية وتطوير الحوسبة الفائقة
وكان ماسك قد صرّح في مايو أيار الماضي لقناة CNBC أن شركته قامت بالفعل بتركيب 200 ألف وحدة معالجة رسومية في منشأة «Colossus» —وهو مركز الحوسبة الفائقة الخاص بـxAI في مدينة ممفيس بولاية تينيسي، والذي يستخدم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
وأشار ماسك حينها إلى أن الشركة تخطّط لإنشاء منشأة أخرى تحتوي على مليون وحدة خارج ممفيس، مؤكداً استمرارها في شراء الرقائق من شركتي «إنفيديا» و«AMD».
وفي بيان لها، قالت «مورغان ستانلي» إن العائدات ستُستخدم لدعم «تطوير حلول ذكاء اصطناعي متقدّمة، من ضمنها أحد أكبر مراكز البيانات في العالم ومنصة Grok الرائدة».
دعم إضافي لقيمة الشركة بعد صفقات كبرى
وكانت xAI قد أطلقت تحديثات متوالية لنموذج Grok، وطرحت الإصدار الثالث منه في فبراير شباط. كما قام ماسك بدمج المنصة مع شبكة التواصل الاجتماعي «X» (تويتر سابقاً)، بهدف تعزيز استخدامها.
وفي مارس آذار، أعلنت xAI عن استحواذها الكامل على «X» في صفقة قُدّرت قيمتها بـ33 مليار دولار، بينما بلغت قيمة شركة الذكاء الاصطناعي في الصفقة نحو 80 مليار دولار. ولم تُعرف بعد أي تفاصيل حول ما إذا كانت جولة التمويل الجديدة قد أثّرت في هذه التقييمات.
وكانت xAI قد جمعت 6 مليارات دولار العام الماضي، في جولة تقييمت الشركة حينها بـ50 مليار دولار.
وأضاف «مورغان ستانلي» أن عملية إصدار الدين الأخيرة كانت «مُكتتباً فيها بشكل مفرط»، وشارك فيها «عدد من أبرز المستثمرين العالميين في أدوات الدين».
اشتعال المنافسة بين شركات الذكاء الاصطناعي
تشتدّ المنافسة بين شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في الولايات المتحدة، مع تسابقها لجمع مليارات الدولارات لشراء الرقائق وبناء البنية التحتية اللازمة لتدريب نماذجها المتقدّمة.
فقد أغلقت شركة «OpenAI»، المطوّرة لنموذج «ChatGPT»، جولة تمويلية ضخمة في مارس آذار الماضي بلغت قيمتها 40 مليار دولار، لتصل القيمة السوقية للشركة إلى نحو 300 مليار دولار، بدعم من مستثمرين كبار مثل «مايكروسوفت» و«سوفت بنك» اليابانية.
في السياق ذاته، أنهت شركة «Anthropic» —المطوّرة لنموذج «Claude»— جولة تمويل في مارس آذار أيضاً قيّمتها بنحو 61.5 مليار دولار، قبل أن تحصل في مايو أيار على تسهيل ائتماني دوّار بقيمة 2.5 مليار دولار يمتد لخمس سنوات.
ماسك يعارض التيار السائد ويصطدم بمؤسسيه السابقين
وفي مسعى للتميّز عن منافسيه، وصف إيلون ماسك منصة «Grok» التابعة لشركة xAI بأنها «الأكثر التزاماً بالحقيقة» و«مناهضة للتيارات المستيقظة»، وهو ما أثار جدلاً واسعاً واعتُبر توجهاً سياسياً صريحاً داخل سوق يُفترض أنه تقني وعلمي بالدرجة الأولى.
ولم تخلُ تجربة Grok من العثرات، إذ أثارت المنصة جدلاً في وقت سابق من هذا العام عندما قدّمت إجابات غير مترابطة تضمّنت إشارات إلى نظريات مثيرة للجدل مثل «الإبادة البيضاء» في جنوب إفريقيا، ما أثار انتقادات حول التحيّز الخوارزمي وسلامة المحتوى.
كما دخل ماسك في صدامات متكرّرة مع زملائه السابقين في المجال، وعلى رأسهم سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «OpenAI»، التي شارك ماسك في تأسيسها قبل أن ينفصل عنها لاحقاً. ووجّه ماسك انتقادات حادّة إلى الشركة، متهماً إياها بـ«الانحراف عن رسالتها الأصلية» المتمثلة في تطوير ذكاء اصطناعي لصالح البشرية، وتحولها بدلاً من ذلك إلى كيان يسعى لتحقيق أرباح تجارية بحتة.
وفي خطوة تصعيدية، تقدّم ماسك ومجموعة من المستثمرين في فبراير بعرض قيمته 97.4 مليار دولار للاستحواذ على حصة مسيطرة في «OpenAI»، وهو عرض رفضه ألتمان سريعاً.
CNBC العربية-
