ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، مدعومة بالتفاؤل بشأن مفاوضات التجارة الأميركية التي من شأنها تخفيف الضغوط على الاقتصاد العالمي، وانخفاض حادّ في مخزونات الخام الأميركية فاق التوقعات.
فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 21 سنتاً، أو 0.3 في المائة، لتصل إلى 68.72 دولار للبرميل بحلول الساعة 03:35 بتوقيت غرينتش. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 22 سنتاً، أو 0.3 في المائة، لتصل إلى 65.47 دولار للبرميل.
لم يطرأ تغير يُذكر على كلا الخامين القياسيين يوم الأربعاء؛ حيث راقبت الأسواق تطورات محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في أعقاب اتفاق الرئيس دونالد ترمب بشأن الرسوم الجمركية مع اليابان. يُخفّض الاتفاق الرسوم الجمركية على واردات السيارات ويُعفي طوكيو من رسوم جديدة مقابل حزمة استثمارات وقروض أميركية بقيمة 550 مليار دولار.
وصرح هيرويوكي كيكوكاوا، كبير الاستراتيجيين في شركة «نيسان» للأوراق المالية للاستثمار، قائلاً: «كان الشراء مدفوعاً بالتفاؤل بأن التقدم في مفاوضات الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة سيساعد في تجنب أسوأ السيناريوهات».
وأضاف: «مع ذلك، فإن حالة عدم اليقين بشأن محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين ومفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا تُحدّ من تحقيق المزيد من المكاسب»، مُتوقعاً أن يظل سعر خام غرب تكساس الوسيط محصوراً بين 60 و70 دولاراً.
وصرح دبلوماسيان أوروبيان، يوم الأربعاء، بأن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتجهان نحو اتفاق تجاري قد يشمل تعريفة أميركية أساسية بنسبة 15 في المائة على سلع الاتحاد الأوروبي وإعفاءات محتملة، مما قد يُمهد الطريق لاتفاقية تجارية رئيسية أخرى بعد الاتفاق مع اليابان.
على صعيد العرض، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاض مخزونات الخام الأميركية الأسبوع الماضي بمقدار 3.2 مليون برميل لتصل إلى 419 مليون برميل، متجاوزة توقعات المحللين في استطلاع أجرته «رويترز» بانخفاض قدره 1.6 مليون برميل.
كما انخفضت مخزونات البنزين بمقدار 1.7 مليون برميل لتصل إلى 231.1 مليون برميل، وهو ما يقارب ضعف التوقعات بانخفاض قدره 908 آلاف برميل. وقال محللون من «إي إن زد» في مذكرة إن مخزونات نواتج التقطير، بما في ذلك الديزل ووقود التدفئة، ارتفعت بمقدار 2.9 مليون برميل خلال الأسبوع لتصل إلى 109.9 مليون برميل، وهي لا تزال قريبة من أدنى مستوى موسمي لها منذ عام 1996.
وأضافت «إي إن زد»: «يشير هذا إلى أن الطلب خلال صيف نصف الكرة الشمالي كان قوياً نسبياً».
في غضون ذلك، ظلت التوترات الجيوسياسية محط الأنظار. فقد عقدت روسيا وأوكرانيا محادثات سلام في إسطنبول يوم الأربعاء، وناقشتا المزيد من عمليات تبادل الأسرى، على الرغم من أن الجانبين لا يزالان متباعدين بشأن شروط وقف إطلاق النار واحتمال عقد اجتماع لزعمائهما.
وعلى صعيدٍ منفصل، مُنعت ناقلات النفط الأجنبية مؤقتاً من التحميل في موانئ روسيا الرئيسية على البحر الأسود بسبب لوائح جديدة، وفقاً لمصدرين في قطاع النفط يوم الأربعاء، ما أدى فعلياً إلى توقف الصادرات من كازاخستان عبر تحالف مملوك جزئياً لشركات طاقة أميركية كبرى. وصرح وزير الطاقة الأميركي، يوم الثلاثاء، بأن الولايات المتحدة ستدرس فرض عقوبات على النفط الروسي لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
في غضون ذلك، وافق الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة على حزمة العقوبات الثامنة عشرة ضد روسيا، ما أدى إلى خفض سقف سعر النفط الخام الروسي.