16
تبحث الصين السماح باستخدام عملات مستقرة مدعومة باليوان لأول مرة بهدف تعزيز انتشار عملتها على نطاق عالمي وتقليل الاعتماد على الدولار الأميركي، وفقاً لمصادر مطلعة على الملف تحدثت لوكالة رويترز.
وقالت المصادر إن مجلس الدولة الصيني، وهو بمثابة الحكومة، سيستعرض في وقتٍ لاحق من الشهر الجاري خارطة طريق لتوسيع نطاق استخدام اليوان عالمياً، تتضمن آليات اعتماد العملات المستقرة وتوزيع مسؤوليات الهيئات التنظيمية المحلية، إلى جانب وضع ضوابط للحد من المخاطر المحتملة.
وأضافت أن القيادة العليا في بكين ستعقد جلسة دراسية بنهاية أغسطس أب 2025 تركز على «تدويل اليوان» ودور العملات المستقرة، التي تشهد توسعاً متزايداً عالمياً، ومن المرجح أن تحدد هذه الاجتماعات الإطار العام لاستخدام هذه الأداة المالية وتوجهات تطبيقها في الأنشطة التجارية.
ويمثل ذلك انعطافة كبيرة في الموقف الصيني من الأصول الرقمية، بعد أن فرضت بكين حظراً شاملاً على تداول وتعدين العملات المشفرة في 2021 بسبب مخاوف تتعلق بالاستقرار المالي، غير أن تصاعد نفوذ العملات المستقرة المرتبطة بالدولار في الأسواق العالمية، خاصة في التجارة الإلكترونية والتحويلات عبر الحدود، يبدو أنه دفع الصين إلى إعادة النظر في استراتيجيتها.
وتشير بيانات منصة «سويفت» إلى أن حصة اليوان من المدفوعات العالمية تراجعت إلى 2.88% في يونيو حزيران 2025، وهو أدنى مستوى منذ عامين، مقابل 47.19% للدولار، هذا التراجع يتعارض مع طموحات بكين لجعل عملتها منافساً حقيقياً للدولار واليورو
ويأتي التحرك الصيني في وقت بدأت فيه دول آسيوية مثل كوريا الجنوبية واليابان خطوات عملية لإطلاق عملات مستقرة محلية، بينما أقرت هونغ كونغ مطلع أغسطس تشريعاً ينظم إصدار هذه العملات، ما يجعلها من أوائل الأسواق العالمية في هذا المجال.
وتوقعت المصادر أن تكون هونغ كونغ وشنغهاي بوابتين رئيسيتين لتسريع تنفيذ الخطة الجديدة، على أن تبحث السلطات توسيع استخدام اليوان والعملات المستقرة في التجارة عبر الحدود خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون نهاية الشهر الجاري.
وبحسب تقديرات بنك ستاندرد تشارترد، فإن السوق العالمية للعملات المستقرة التي تقدر بنحو 247 مليار دولار قد تصل إلى تريليوني دولار بحلول 2028، ما يفتح الباب أمام اليوان المدعوم رقمياً ليكون لاعباً رئيسياً في النظام المالي العالمي.