Home الاقتصاد العالميماذا يعني خفض الفيدرالي أسعار الفائدة للأسهم والذهب والبيتكوين؟

ماذا يعني خفض الفيدرالي أسعار الفائدة للأسهم والذهب والبيتكوين؟

by sadmin
يبدو أن قرار خفض الفائدة الأميركية أصبح أقرب من أي وقت مضى، بعدما كشف رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عن أنه أصبح أكثر انفتاحاً على تغيير السياسة النقدية لأقوى بنك مركزي في العالم.
وخلال شهر واحد سيخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مُلقياً باللوم على ضعف سوق العمل، وفي غضون ذلك لدى أميركا الآن نمو في تضخم مؤشر أسعار المنتجين عند أعلى مستوى له في ثلاث سنوات، وتضخم في مؤشر أسعار المستهلك أعلى من 2% لمدة 53 شهراً متتالية.

سوق الأسهم وخفض الفائدة

والقرار المرتقب من المنتظر أن يكون خبراً جيداً لأصحاب الأصول وسيكون له تداعيات تشمل أسواق الأسهم والذهب والبيتكوين والعقارات.

من المقرر أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بما يتناسب مع التضخم وهو ما سيُسعد سوق الأسهم، ومع ذلك، مع انتعاش التضخم، سيشهد أولئك الذين لا يمتلكون أصولاً وضعاً مشابهاً لما كان عليه الوضع في فترة ما بعد الجائحة.
سيتأخر نمو الأجور عن التضخم، وستتسع فجوة الثروة. في الواقع، عندما يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بنسبة 2% عن أعلى مستوياتها التاريخية، يُسعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بذلك.
وتاريخياً عادة ما يرتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمعدل +13.9% خلال الـ12 شهراً التالية لخفض الفائدة، وفقاً لأبحاث كارسون.

العقارات وأسعار الفائدة

ومن المرجح ألّا يأتي الارتياح في أسعار المساكن بأميركا، وأكد الاحتياطي الفيدرالي أنه سيظل منتبهاً لمخاطر التضخم، لذا، فإن تخفيضات أسعار الفائدة قادمة، ولكن ليس بوتيرة قوية مثل الـ300 نقطة أساس التي يريدها ترامب.

ستنخفض أسعار الرهن العقاري، ولكن لن يكون ذلك كافياً، ويجب أن تنخفض أسعار الرهن العقاري بما يكفي لتحفيز أكثر من 55% من مالكي المنازل الذين تقل أسعار الفائدة لديهم عن 4% على الانتقال.
ولكن، لن تنخفض الأسعار بما يكفي لتحقيق ذلك، ستكون النتيجة قروضاً عقارية بنسبة 5% تقريباً مع ارتفاع الطلب ولكن مع استمرار محدودية العرض. مرة أخرى، سيتخلف من لا يملكون أصولاً عن الركب.

قرار الفائدة سيدفع الذهب والبيتكوين للارتفاع

ويتجاوز الأمر مجرد الأسهم والعقارات، فأسعار البيتكوين والذهب ستتلقى دفعة كبيرة من خفض الفائدة، وتمكن الأصلان من الارتفاع بنسبة 450% و105% على التوالي في أقل من 3 سنوات.
يدرك السوق أن التضخم المرتفع سيستمر، لطالما كان الذهب ملجأ خلال فترات التضخم المرتفع وخفض الفائدة، وينظر إلى الذهب كأصل أمن مقاوم للتضخم.
ومع انخفاض الفائدة ينتظر ان يتوجه عدد أكبر من الأشخاص إلى الذهب والبيتكوين لتحقيق أرباح أكبر من الفائدة بالبنوك.
آخر مرة خفض فيها الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بسبب ارتفاع التضخم كانت في سبعينيات القرن الماضي.
مع أننا لا ندعو إلى انتعاش على غرار السبعينيات ليصل التضخم إلى 15% أو أكثر، إلّا أن الأمر يستحق الدراسة، والمعادلة هنا بسيطة عندما تُحفّز الطلب على وضع تضخم مرتفع أصلًا، يزداد التضخم حدة.

 

مهمة الفيدرالي والاقتصاد

ولفهم ما يحدث بشكل أفضل يجب عليك أولًا فهم مهمة الاحتياطي الفيدرالي، فالغرض من الاحتياطي الفيدرالي هو خفض البطالة وتجنب التضخم والانكماش، وهذا هو التفويض المزدوج للاحتياطي الفيدرالي.
ومنذ عام 2021، ركز الاحتياطي الفيدرالي بشدة على جانب التضخم من هذه المهمة، ومع ذلك، أجرى رئيس الاحتياطي الفيدرالي باول تحولاً جذرياً، إذ قال إن «التحول في ميزان المخاطر قد يستدعي تعديل موقفنا من السياسة النقدية».
بعبارة أخرى، ينظر الاحتياطي الفيدرالي الآن إلى البطالة على أنها خطر أكبر من التضخم، وهذا يمثل إشارة شبه مؤكدة على أن تخفيضات أسعار الفائدة مقبلة، لكن هذا التحول لم يحدث لأن التضخم عند هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
في الواقع عاد مؤشر أسعار المستهلك الأساسي ليتجاوز 3%، وشهد تضخم مؤشر أسعار المنتجين ارتفاعاً بنسبة 0.9% على أساس شهري، وهو الأكبر منذ عام 2022.

سوق العمل والاحتياطي الفيدرالي

إذاً، لماذا يغير الاحتياطي الفيدرالي من سياسته رغم ارتفاع التضخم، الإجابة لأن سوق العمل تشهد تدهوراً سريعاً وواضحاً، وفي أحدث البيانات عدلت نتائج شهري مايو ويونيو وحدهما بخفض 258 ألف وظيفة.
ومنذ بداية عام 2025 خفضت تعديلات بيانات الوظائف نحو 461 ألف وظيفة، والعديد من المؤشرات الرئيسية لسوق العمل تنهار.

فجوة الثراء وأسعار الفائدة

ستكون النتيجة اتساعاً تاريخياً مستمراً في فجوة الثروة، وفي تسعينيات القرن الماضي كانت فجوة الثروة بين أعلى 1% وأدنى 50% 3 تريليونات دولار، أما الآن، فهي 40 تريليون دولار.
يمتلك 0.1% من الأميركيين الأغنى الآن ثروة تفوق 5.5 أضعاف ثروة 50% من الأميركيين الأفقر، وسينتشر هذا الاتجاه خارج الولايات المتحدة بكثير.
في الواقع يتخلف الاحتياطي الفيدرالي عن دورة خفض أسعار الفائدة العالمية الحالية، وخفض 15 بنكاً مركزياً في العالم أسعار الفائدة في شهر مايو وحده في أسرع وتيرة شهرية هذا العام، ويُمثل هذا أيضاً إحدى أكبر موجات خفض أسعار الفائدة في هذا القرن.
وينتظر الاقتصاد الكلي تحولاً كبيراً بسبب قرار الفائدة، وسيكون للقرار آثاره على الأسهم والسلع والسندات والعملات المشفرة والذهب.

You may also like