20
أعلنت شركة مايكروسوفت عن خطة استثمارية ضخمة بقيمة 30 مليار دولار في المملكة المتحدة خلال الفترة من 2025 إلى 2028، وذلك في خطوة تُعدّ الأكبر بتاريخ استثماراتها في بريطانيا، يأتي الإعلان عشية الزيارة الرسمية للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى لندن بدعوة من الملك تشارلز، ليعكس عمق الشراكة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
أكبر استثمار لمايكروسوفت في بريطانيا
يتضمن البرنامج الاستثماري نحو 15 مليار دولار في الإنفاق الرأسمالي لبناء وتوسيع البنية التحتية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، بما في ذلك إنشاء أكبر حاسوب فائق في بريطانيا يضم أكثر من 23 ألف وحدة معالجة رسومية متقدمة (GPUs) بالتعاون مع شركة Nscale.
وسيُخصص الجزء الآخر من الاستثمار لدعم العمليات الجارية للشركة في بريطانيا، بما في ذلك شبكة موظفيها البالغ عددهم 6,000 موظف موزعين على عدة مدن ومراكز، يعملون في مجالات تشمل البحث المتقدم، وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، والألعاب الرقمية، وتشغيل مراكز البيانات، وخدمات الدعم.
دعم الاقتصاد البريطاني والوظائف
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تعليقاً على الصفقة: «إن استثمار مايكروسوفت التاريخي يُعد تصويتاً قوياً بالثقة في قيادة المملكة المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة. هذا الالتزام سيعزز بنيتنا التحتية الرقمية ويدعم آلاف الوظائف عالية المهارة، ويضمن بقاء بريطانيا في طليعة الابتكار العالمي ونحن نحقق خطتنا للتغيير».
وتسعى مايكروسوفت من خلال هذه الاستثمارات إلى تعزيز شراكاتها مع المؤسسات البريطانية الكبرى، مثل: بنك باركليز، وهيئة الصحة الوطنية (NHS)، وبورصة لندن، والدوري الإنجليزي الممتاز، وفودافون، ومكتب الأرصاد الجوية البريطاني، ويونيلفر.
قامت فودافون بتوسيع استخدام «Microsoft Copilot» ليشمل 68,000 موظفاً بعد أن أثبت تجارب الإنتاجية بزيادة 4 ساعات أسبوعياً لكل موظف.
فيما أطلق باركليز البرنامج لـ100,000 موظف مع دمجه في أنظمة العمل لزيادة الكفاءة.
ويستخدم مطورو بورصة لندن أدوات «GitHub Copilot» و«Windows 365» لتسريع عمليات التطوير بشكل آمن وموثوق.
شراكة عابرة للأطلسي
يمثل الاستثمار الجديد خطوة محورية في الشراكة التكنولوجية بين بريطانيا والولايات المتحدة، والتي تتماشى مع خطط الذكاء الاصطناعي المشتركة للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
كما أشار براد سميث، نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس مايكروسوفت، إلى أن الشركة ساعدت في تدريب أكثر من مليون شخص في بريطانيا على مهارات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن هذا الاستثمار يعزز موقع بريطانيا كدولة رائدة في الابتكار المسؤول والعلوم المتقدمة.
أوضحت مايكروسوفت أن قدرتها على تنفيذ هذا الاستثمار الضخم جاءت نتيجة الإصلاحات الحكومية البريطانية التي شملت تسهيل التخطيط، وزيادة القدرة الكهربائية، وخلق بيئة تنظيمية أكثر استقراراً وشفافية، وترى الشركة أن نجاح الذكاء الاصطناعي يتطلب وضوحاً تنظيمياً وثقة مجتمعية لضمان الاستمرار في تطوير هذه التكنولوجيا واستثمارها بشكل مسؤول.
وبينما يُعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل الصناعات ويفتح آفاقاً جديدة، تراهن مايكروسوفت على أن التكنولوجيا الأميركية الموثوقة القائمة على الأمن والشفافية والمسؤولية يمكن أن تمنح المؤسسات البريطانية قوة إضافية لقيادة المرحلة المقبلة من الاقتصاد الرقمي.
