Home ريادة الأعمالمحاضِرة من “هارفارد” تحذّر: خطآن شائعان قد ينسفان أية فكرة مشروع

محاضِرة من “هارفارد” تحذّر: خطآن شائعان قد ينسفان أية فكرة مشروع

وجود فكرة رائعة لا يكفي لجني المال

by sadmin

تقول جوليا أوستن، محاضرة أولى في قسم إدارة المشاريع الناشئة بكلية هرفارد للأعمال، إن هناك خطأين شائعين قد يقضيان على أي مشروع جديد، ويقع فيهما كثير من رواد الأعمال.

الخطأ الأول: عدم إجراء بحوث كافية للتأكد من وجود سوق حقيقية للفكرة أو المنتج الذي تريد بيعه. وتوضح أوستن أن وجود فكرة رائعة لا يكفي لجني المال، لا سيما إذا كنت تطمح إلى ما هو أبعد من مجرد “مشروع جانبي” وتريد تأسيس شركة ناشئة قابلة للاستمرار.

الخطأ الثاني: عدم وضع الأسس المبكرة لبنية تنظيمية فعالة. وتقول أوستن، التي شغلت مناصب تنفيذية في شركات ناجحة مثل “VMware” و”Akamai Technologies”، إن تحويل فكرة جيدة إلى مشروع ناجح يتطلب “بناء شركة متكاملة”. وتشير إلى أن كثيرًا من المؤسسين يُفاجؤون بأن العمل ينطوي على الكثير من المهام المتعلقة بالأشخاص، من تعيين الموظفين إلى إدارتهم وبناء فرق العمل، وهو ما لا يكون في حسبانهم عند البداية، وفقاً لتقرير نشرته شبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية Business”.

هذان الخطآن غالبًا ما يكونان نتيجة الحماسة الزائدة التي يشعر بها رواد الأعمال لأول مرة، كما تؤكد أوستن، وهي أيضًا مؤلفة كتاب “بعد الفكرة: ما يتطلبه الأمر حقًا لإنشاء شركة ناشئة وتوسيعها” (After the Idea: What It Really Takes to Create and Scale a Startup)، الذي صدر في 10 يونيو/حزيران الماضي.

من هم عملائي؟

عادةً ما تنشأ أفكار المشاريع من سؤال بسيط: كيف أحل هذه المشكلة التي أواجهها في حياتي؟

وتحذّر أوستن من أن كثيرًا من رواد الأعمال المحتملين يعتقدون – بشكل خاطئ – أن مشكلتهم الشخصية هي أيضًا مشكلة عامة يعاني منها الكثيرون، وبالتالي يفترضون أن حلّهم يصلح ليكون مشروعًا تجاريًا ناجحًا. وتقول: “قد تقع في حب الحلّ، وتنسى أصل المشكلة”.

وتتابع: “أنا أؤمن بقوة بالإلهام كبداية، لكن لا بد أن تفهم المشكلة بعمق. قد تكون لديك نسختك الخاصة من المشكلة، لكن كيف يمكنك توسيع هذا الفهم ليشمل جمهورًا أوسع؟ ومن هو هذا الجمهور؟”. وتنصح أوستن بالحصول على آراء متنوعة من خارج دائرتك المقربة، وتجنّب اتخاذ قرارات استنادًا إلى مؤشرات سطحية مثل منشور على مواقع التواصل الاجتماعي لاقى تفاعلًا جيدًا. وبدلاً من ذلك، تقترح القيام بأبحاث إثنوغرافية، أو تصميم حلّ تجريبي، أو حتى بناء نموذج أولي للمنتج وقضاء وقت مع المستخدمين المحتملين.

وتتوافق نصائحها مع ما قاله رجل الأعمال المخضرم وأستاذ جامعة ستانفورد، ستيف بلانك، الذي وصف في مارس/آذار الماضي تجاهل دراسة السوق قبل إطلاق الفكرة بأنه “خطأ قاتل” رآه يحدث مرارًا. وأضاف: “السؤال الأهم هو: من هم عملائي؟ والثاني: ماذا يريدون؟ وليس: ما الذي أبنيه وهل أستطيع بيعه؟”.

التحرك ببطء لتتحرك بسرعة

إذا توسّع مشروعك، ستحتاج عاجلًا أم آجلًا إلى توظيف موظفين. وهنا تحذّر أوستن من التسرّع وتوصي بالتحضير أولاً. ابدأ بوضع استراتيجية تنظيمية شاملة، تحدد فيها نوع الثقافة التي ترغب في بنائها داخل شركتك، ونوعية الموظفين الذين تحتاج إليهم لتحقيق هذا الهدف مع نمو المشروع.

وفي كتابها، تنصح أوستن بتخيّل شركتك بعد 6 إلى 12 شهرًا، وتحديد أهداف الإيرادات وأنواع المنتجات التي تنوي بيعها، وعدد العملاء اللازمين لتحقيق تلك الأهداف، والعدد المناسب من الموظفين في مختلف الأقسام لخدمة هؤلاء العملاء. بعد ذلك، يمكنك رسم مخطط تنظيمي يوضح عدد الموظفين الذين تحتاج إلى توظيفهم، وفي أي أدوار. فتحذر من أن توظيف عدد كبير جدًا – أو قليل جدًا – قد يؤدي إما إلى أزمة مالية أو إرهاق الموظفين، كما أن التوظيف الخاطئ قد يترك فجوات في هيكل الشركة يصعب إصلاحها لاحقًا.

وتقول: “إعادة تصحيح هذه الفجوات لاحقًا يستهلك وقتًا طويلاً وقد يؤثر على ثقافة الشركة، لذا من الأفضل أن تظل متقدمًا على هذه التحديات”. رغم أن أعمال التحضير قد تكون مملة، خصوصًا حين تبدأ الإيرادات بالارتفاع، وقد تشعر بالقلق من أن يقوم شخص آخر بنسخ فكرتك بسرعة، تؤكد أوستن أن البنية التحتية القوية ضرورية قبل أن تبدأ بالتحرك السريع. وإلا فستكون النتيجة غالبًا هي “الفشل السريع”.

وتختم بعبارتها المفضلة: “تحرك ببطء لتتحرك بسرعة”، مضيفة: “تذكّر أن غوغل لم يكن أول محرّك بحث على الإنترنت، وفيسبوك لم يكن أول تطبيق تواصل اجتماعي. النجاح يتعلق بالتنفيذ (وقليل من الحظ والتوقيت)”.

You may also like