56
أظهر مسح للبنك المركزي الأوروبي نُشر يوم الاثنين أن شركات منطقة اليورو لا تزال متفائلة بشأن آفاق النمو خلال الأشهر المقبلة، رغم استمرار الضغوط على أرباحها خاصة نتيجة تصاعد التوترات التجارية وتأثر سلاسل التوريد.
ورغم النمو الضعيف الذي شهدته منطقة اليورو في السنوات الأخيرة، وعدم تحقق التعافي المنتظر بشكل ملموس، أبدت الشركات ثقتها بحدوث تحسن قريب، وواصلت الحفاظ على مستويات توظيف مرتفعة، ما يعكس استقراراً نسبياً في سوق العمل وثقة في المستقبل الاقتصادي.
وأشار البنك المركزي الأوروبي في تقريره الفصلي حول «الوصول إلى التمويل للشركات» الذي نقلته وكالة رويترز إلى أن 8% من الشركات أفادت بزيادة في حجم المبيعات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بينما أعرب 23% عن تفاؤلهم إزاء الأداء في الربع المقبل.
لكن في المقابل، أشار المسح إلى استمرار تراجع الأرباح لا سيما بين الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تُعد أكثر عرضة للتقلبات الاقتصادية.
وأوضح التقرير أن «معظم الشركات أفادت بتأثرها، بدرجات متفاوتة، بالتوترات التجارية العالمية»، خاصة تلك التي تصدر منتجاتها إلى الولايات المتحدة، إلى جانب شركات القطاع الصناعي، التي واجهت تحديات أكبر في هذا السياق.
كما أعرب حوالي 30% من الشركات عن قلقها من تأخيرات أو نقص في سلاسل التوريد، ما دفع العديد منها إلى البحث عن موردين بديلين، وشملت الاستراتيجيات المتبعة للتكيف مع البيئة التجارية المتغيرة إعادة توجيه المبيعات إلى الأسواق المحلية وأسواق الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى إعادة هيكلة سلاسل الإمداد.
وفيما يخص التوقعات التضخمية، ظلّت توقعات التضخم على المدى الطويل مستقرة، لكن الشركات خفضت تقديراتها لنمو الأسعار خلال عام واحد من 2.9% إلى 2.5%، في دلالة على تهدئة محتملة في الضغوط التضخمية مستقبلاً.
ويعكس هذا المسح توجهاً مزدوجاً بين الحذر والتفاؤل، إذ تسعى الشركات للحفاظ على استقرارها، رغم التحديات التي لا تزال تخيم على البيئة الاقتصادية في منطقة اليورو.
