موديلات 2026 والرسوم الجديدة.. إلى أي مدى سترتفع أسعار السيارات؟

ما السبب؟

ولكن السبب الرئيسي وراء ذلك هو قلة عدد الأشخاص الذين يشترون السيارات بشكل عام.

سارع الأميركيون إلى شراء السيارات في مارس، خوفاً من ارتفاع الأسعار بشكل كبير، وقد أثر ذلك على المبيعات في وقت لاحق من العام، وكذلك تراجع ثقة المستهلك واستمرار ارتفاع أسعار الفائدة، ونتيجة لذلك، تحملت شركات صناعة السيارات التكلفة، خشية أن يؤدي ارتفاع الأسعار إلى انخفاض الطلب بشكل أكبر.

ولكن مع بدء وصول موديلات 2026 إلى صالات العرض، يتوقع العديد من الخبراء ارتفاع الأسعار، ومع ذلك، من المتوقع أن تكون أي زيادة في الأسعار معتدلة، وليست كبيرة بما يكفي لتغطية تكاليف الرسوم الجمركية البالغة مليارات الدولارات.

قال إيفان دروري، مدير قسم الرؤى في إدموندز، إن طلب السوق هو ما سيحدد أسعار السيارات، وليس التكاليف المرتبطة بإنتاج السيارة.

وأضاف دروري: «لقد واجهوا بالفعل صعوبات في بيع المخزون المتوفر لديهم، ناهيك عن رفع السعر بأكثر من 10%».

ارتفعت أسعار سيارتي شيفروليه ترافيرس وكاديلاك سي تي 5، بأكثر من 7%، أما الزيادة الأكبر فكانت في سيارة ميني كوبر المستوردة، حيث ارتفعت بنسبة 11.4% حتى مع اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة التي وضعت حداً أقصى للرسوم الجمركية على السيارات المصنعة في المملكة المتحدة عند 10%.

طرق بديلة لرفع التكاليف

بدلاً من وضع سعر السيارة على ملصق معلَّق عليها، ستجد شركات السيارات طرقاً أقل وضوحاً لرفع التكاليف، مثل فرض رسوم أعلى على المشترين مقابل الخيارات، أو تقديم خيارات قياسية أقل، أو تقليل الحوافز لجذب المشترين، ويمكنهم أيضاً زيادة الرسوم، مثل «رسوم الوجهة».

بلغ متوسط ​​رسوم الوجهة، وهي رسوم غير قابلة للتفاوض تغطي تكلفة نقل السيارة إلى الوكالة، 1500 دولار لسيارات موديل 2025، وفقاً لإدموندز، وهذا يمثل زيادة بنسبة 8.5% عن سيارات موديل 2024، وأكثر من 25% -أو 300 دولار- عن سيارات موديل 2021.

من المرجح أن تشهد هذه الرسوم ارتفاعاً كبيراً هذا العام، وفقاً للخبراء، نظراً لأن الرسوم لا تُحتسب عادةً ضمن تكلفة شراء السيارات من قِبل الأميركيين.

رسوم كندا والمكسيك تنذر بالأسوأ

تُنذر الرسوم الجمركية المفروضة على كندا والمكسيك بارتفاع أسعار السيارات الأميركية بما يصل إلى 12 ألف دولار، ما يزيد من الضغط على المستهلكين ويُحدث فوضى في شبكة خطوط توريد السيارات المعقدة الممتدة عبر القارة.

ومهما حاولت شركات صناعة السيارات جني الأموال لتغطية تكلفة الرسوم الجمركية، فإنها لا تملك الكلمة الأخيرة في التكلفة، إذ يُحدد سعر البيع الفعلي من خلال المفاوضات بين المشترين والتجار، وليس من قِبل شركات صناعة السيارات.

يُرجّح أن يمنع عدم اليقين بشأن التجارة شركات صناعة السيارات من رفع سعر التجزئة المقترح من المُصنّع بشكل مبالغ فيه وبسرعة كبيرة، وفقاً للخبراء.

وتحتاج الشركات إلى تفاصيل التجارة النهائية مع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وكندا والمكسيك لمعرفة التكاليف النهائية التي ستتكبدها.

قال كيفن روبرتس، مدير قسم المعلومات الاقتصادية والسوقية في كارغوروس: «أعتقد أننا سنشهد على الأرجح توزيعاً أكبر لتكاليف الرسوم الجمركية على المستهلكين مما توقعنا في البداية»، وأضاف: «قد يكون الأمر مجرد انتظار لمعرفة ما إذا كانت السياسة التجارية ستتغير أكثر».

خوف الشركات من ترامب

ردت الشركات على أسئلة CNN، وأشارت إلى أنها تُراعي عوامل عديدة عند تحديد الأسعار، بما في ذلك ظروف السوق، ومواصفات السيارة، والتنافسية، لكن لم يُشر أيٌّ منها إلى تكلفة التعريفة الجمركية.

هذا ليس مفاجئاً، فشركات صناعة السيارات، شأنها شأن العديد من الشركات، تخشى من إثارة غضب الرئيس دونالد ترامب بإقرارها بأي علاقة بين زيادات الأسعار ورسومه الجمركية، لا سيما وأنها تمارس ضغوطاً خفية على الإدارة بشأن سياسات ولوائح الرسوم الجمركية التي من شأنها أن تصب في مصلحة الصناعة.