16
بعد ثلاث سنوات من الحماسة الجامحة التي اجتاحت وول ستريت ووادي السيليكون، بدأت المؤشرات تتراكم على حدوث تباطؤ في قطاع الذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من أن الحديث عن «شتاء الذكاء الاصطناعي» قد يكون مبكراً، فإن سلسلة من الإخفاقات دفعت المستثمرين والشركات لإعادة النظر في التوقعات.
انتكاسات في كبرى الشركات
-أوقفت ميتا التوظيف في قطاع الذكاء الاصطناعي بعد أن أنفقت مبالغ طائلة وصلت إلى مكافآت توقيع بقيمة 100 مليون دولار للمهندسين.
-بدأ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لأوبن إيه آي، يتحدث علناً عن احتمال وجود «فقاعة».
-وُصف ChatGPT-5، الذي رُوج له كمنعطف تاريخي، بالفشل.
-خسرت Coreweave %40 من قيمتها السوقية في أسبوع واحد.
-كشف تقرير من MIT أن 95% من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي فشلت في تحقيق الهدف الأساسي: زيادة الإيرادات.
-تعرض أوبن إيه آي وأنثروبيك منتجاتهما للحكومة الأميركية بأسعار شبه رمزية، رغم حرقهما للسيولة دون مسار واضح للربحية.
المستثمرون يستعدون للأسوأ
دفعت هذه التطورات المتداولين لشراء «عقود الكارثة» (Disaster Puts) تحسباً لانهيار محتمل، في مشهد يعيد للأذهان فقاعة الدوت كوم في التسعينيات.
قال مايكل أو روك، كبير المحللين في «جونز تريدينغ»، إن «الإنفاق المبالغ فيه على توظيف مهندسي الذكاء الاصطناعي كان مؤشراً على أن الأمور خرجت عن السيطرة».
انعكاسات على أسهم التكنولوجيا
شهدت أسهم الشركات الكبرى التي تقود السوق مثل إنفيديا ومايكروسوفت وبالانتير تراجعات لافتة هذا الأسبوع.
ويأتي ذلك بالتزامن مع عوامل ضاغطة أخرى على السوق تشمل الرسوم الجمركية الجديدة وتباين نتائج شركات التجزئة، فضلاً عن الجدل السياسي حول تعيينات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
هل هي مجرد «استراحة»؟
يرى بعض الاستراتيجيين أن ما يحدث قد يكون مجرد «وقفة لالتقاط الأنفاس» قبل عودة الاستثمارات للقطاع، فيما يؤكد آخرون أن تراجع الزخم كان حتمياً بعد ثلاث سنوات من الوعود غير المثبتة.
وصف الكاتب التقني إد زترون الأمر بأنه «تحول تدريجي في المزاج» قائلاً «لن ينفجر الأمر في يوم واحد، بل عبر سلسلة من خيبات الأمل المتراكمة ضد تكنولوجيا لم تثبت جدواها خارج الدعاية».
(أليسون مورو، CNN)