30
تتسارع وتيرة حضور شركة «بي واي دي» الصينية في سوق السيارات الإسبانية، معتمدة على الأسعار التنافسية والتوسع السريع في شبكة الوكلاء، لتفرض نفسها كأحد أبرز اللاعبين في سوق المركبات الكهربائية والهجينة في أوروبا.
واختار خافيير هرنانديز، وهو مشغل حفارات يبلغ من العمر 51 عاماً من برشلونة، سيارة هجينة قابلة للشحن من «بي واي دي»، بعدما وجد أن سعرها يقل بنحو 10 آلاف يورو عن نظيراتها الأوروبية مثل «فولكس فاغن تيغوان» و«بيجو 3008».
ومع الدعم الحكومي، يبدأ سعر سيارة «سيل يو دي إم -آي» Seal U DM-i من نحو 30 ألف يورو، مقارنة بما يزيد على 40 ألف يورو للمنافسين الأوروبيين.
أسعار أقل وتوسع أكبر
يرى مدير «بي واي دي» في إسبانيا والبرتغال ألبرتو دي أزا في تعليقات لوكالة رويترز، أن العلامة الصينية غيّرت معادلة السوق، قائلاً، «قبل وصول بي واي دي، كان على من يرغب في سيارة كهربائية أن يدفع الكثير».
وأوضح أن شبكة وكلاء الشركة في إسبانيا تضاعفت أربع مرات تقريباً لتصل إلى نحو 100 وكيل مقارنة بـ25 فقط في العام الماضي، مدعومة بحملات تسويق واسعة وحوافز سعرية.
في المقابل، أغلقت العلامات التقليدية العديد من معارضها. وتشير بيانات اتحاد تجار السيارات (Faconauto) إلى أن عدد الوكالات تراجع إلى 1648 وكالة في 2024، مقابل 2164 قبل عقد.
قفزة في الحصة السوقية
بلغت حصة «بي واي دي» من سوق السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن في إسبانيا أكثر من 10% في يوليو تموز 2025، أي ثلاثة أضعاف حصة «تسلا» البالغة 3.3%، وأكثر من ضعف متوسطها الأوروبي.
كما ارتفعت حصتها من السوق الكلي للسيارات إلى 1.8% حتى أغسطس آب، مقارنة بـ0.3% فقط قبل عام، متجاوزة علامات مثل «جيب» و«فولفو».
وتظهر بيانات اتحاد مصنعي السيارات (ANFAC) أن سيارة «سيل يو» Seal U تصدرت قائمة السيارات الهجينة القابلة للشحن الأكثر مبيعاً في إسبانيا هذا العام.
ويعتبر المحللون أن غياب صانع محلي قوي للسيارات في إسبانيا يجعلها أرضاً خصبة للتمدد الصيني، فرغم ارتفاع مبيعات «سيات» 4% منذ بداية العام، فإنها أقل بكثير من نمو السوق الإسباني الإجمالي البالغ 15%.
في المقابل، قفزت مبيعات العلامات الصينية الأخرى مثل «إم جي» التابعة لـ«سايك» بواقع 58%، بينما تضاعفت مبيعات «تشيري أومودا»، أما «بي واي دي»، فسجلت قفزة هائلة بلغت 675% حتى أغسطس مع بيع أكثر من 14 ألف سيارة.
خطط للإنتاج المحلي وتحديات قائمة
تخطط «بي واي دي» لإنتاج جميع سياراتها المخصصة لأوروبا محلياً خلال ثلاث سنوات، وتبني بالفعل مصنعاً في المجر، كما تُعد إسبانيا خياراً محتملاً بفضل بنيتها الصناعية وأسعار الكهرباء المنخفضة.
لكن التحديات لا تزال ماثلة، إذ إن مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة شكّلت 21% فقط من السوق الإسباني في يوليو، مقارنة بـ27% كمتوسط أوروبي.
ويعاني السوق ضعف البنية التحتية لمحطات الشحن، إذ تمتلك إسبانيا نحو 50 ألف نقطة فقط، أي ثلث ما هو متوفر في هولندا رغم أن عدد سكانها أكبر.
في ظل ذلك، يفضل معظم الإسبان السيارات الهجينة أو الهجينة القابلة للشحن، وهو ما ينسجم مع استراتيجية «بي واي دي» للتوسع في أوروبا.
