Home مقالات‏العلاقات الأردنية – العراقية: عمق إستراتيجي يعيد التوازن للمنطقة

‏العلاقات الأردنية – العراقية: عمق إستراتيجي يعيد التوازن للمنطقة

ديما الفاعوري

by sadmin

اسواق جو – ‏يشكّل اللقاء الذي جمع جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والرئيس العراقي عبداللطيف رشيد في عمّان محطة جديدة تؤكد عمق العلاقات الأخوية التي تربط الأردن والعراق، وترسّخ نهجاً ثابتاً في بناء شراكة عربية تقوم على الثقة والتكامل والمصالح المشتركة، حيث أن الروابط بين البلدين، هي امتداد طبيعي لتاريخ طويل من التعاون والتفاهم، جسّدته المواقف المتبادلة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

‏وتجلّى في هذا اللقاء الأخوي ، حرص القيادتين على تعزيز مسارات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، وتطوير مشاريع الربط الكهربائي والنقل المشترك، بما يسهم في دعم التكامل بين البلدين وفتح آفاق جديدة أمام قطاعات الطاقة والتجارة والخدمات، حيث ان تلك المشاريع تمثّل ترجمة عملية لرؤية مشتركة تضع التنمية المستدامة في صميم العلاقات الثنائية، وتؤكد أن المصير العربي واحد، وأن الأمن الاقتصادي لا يقل أهمية عن الأمن السياسي.

‏اللقاء الأردني – العراقي حمل أيضاً رسالة واضحة تتجاوز البعد الثنائي إلى الإطار الإقليمي الأوسع، إذ ناقش الزعيمان الجهود المبذولة لاستعادة الاستقرار في المنطقة، والعمل على دعم الحلول السلمية للأزمات التي تشهدها دولها. هذه المقاربة الواقعية، التي يدعو إليها الأردن والعراق على الدوام، تنبع من إيمانهما بأن السلام لا يتحقق إلا بالحوار، وأن استقرار المنطقة هو مفتاح الازدهار للجميع.

‏كما شكّل الموقف المشترك من القضية الفلسطينية محوراً أساسياً في المحادثات، حيث شدد جلالة الملك والرئيس العراقي على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وضرورة إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني. ويأتي هذا التأكيد استمراراً لموقف ثابت لا يتأثر بتقلبات السياسة، بل يستند إلى قناعة راسخة بعدالة القضية وأهميتها المركزية في تحقيق الأمن الإقليمي.

‏تاريخ العلاقات الأردنية – العراقية يعكس نموذجاً للعلاقات العربية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المتوازنة، فالبلدان يشتركان في رؤية استراتيجية تدعم استقرار المنطقة وتعمل على مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية بجهود تكاملية. ومع ما يشهده العالم من تحولات متسارعة، تبرز أهمية هذا التعاون في صياغة مستقبل عربي أكثر توازناً واستقلالية.

‏ما بين عمّان وبغداد، تمتد جسور من الثقة والتفاهم، تعززها الإرادة السياسية الصادقة والإيمان المشترك بوحدة المصير. إن لقاء جلالة الملك والرئيس العراقي يؤكد أن العلاقات الأردنية – العراقية ليست مجرد تعاون بين دولتين، بل هي ركيزة أساسية في معادلة الاستقرار الإقليمي، ونموذج يُحتذى في العلاقات العربية التي تتطلع إلى غد أكثر أمناً وازدهاراً.

 

الدستور

You may also like