في زمنٍ أصبح فيه “الكلام أسرع من الرصاص”، و”اللي بتنشره الصبح بتشوف نتيجته قبل ما يجيك الليل”، صار من الضروري أن نعيد حساباتنا أمام هذا السلاح غير المرئي: خطاب الكراهية.
ليس مجرد حروف تُسكب على لوحة المفاتيح، بل شرارة تُشعل الفُرقة وتُذكي الخصام. الأمثلة تتحدث عن نفسها، من رواندا إلى نيوزيلندا، ومن مدننا العربية إلى أحياء تُفتت بالتفرقة كلما “فلان قال وفلان رد”؛ لأننا نُفسح للعدوى مكانًا كلما صمتنا.
يا جماعة الخير، خلونا نحكيها بصراحة: ما عدنا نحتمل مزيدًا من الانقسام والتشكيك. السوشال ميديا صارت “ديوان العصر” وإذا ما ضبطنا لسان هذا الديوان، فسنغرق في فوضى لا تُبقي ولا تذر.
في هذا اليوم العالمي، نوجه رسالة من القلب: خلي الكلمة الطيبة تسبق، و”خلي حديثك يعمّر لا يهدّ”. أنت مؤثّر حتى لو ما عندك متابعين بالملايين، لأن كل كلمة تطلع منك هي بذرة… يا تزهر حب، يا تنبت كراهية.
نحتاج قوانين، نعم. ونحتاج توعية، أكثر. لكن الأهم؟ أن نراجع أنفسنا، ونعلّم أولادنا أن الاختلاف مش تهديد، وأن الحوار مش ضعف، وأن الإنسانية هي الأصل، والباقي تفاصيل.
بسيطة جدًا: لا تكن وقودًا لنارٍ لا تُبقي ولا تذر، بل كن الماء الذي يطفئها.
في اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية…