اسواق جو – بالرجوع إلى خارطة التحديث الإقتصادي نجد أن نسبة النمو الاقتصادي في الأردن هي ٢.٧ ٪ وهذه النسبة توفر ٤٥ الف وظيفة سنوياً تقريباً مقارنة مع إجمالي الإنفاق العام في موازنة الدولة وحيث أن هذه النسبة لا تغطي نصف أعداد البطالة الموجودة ولا تتماشى مع رؤية التحديث الإقتصادي بنسبة نمو متوقعه ٥٪ والتي تعني توفير مليون فرصة عمل خلال الخمس أعوام مقبلة أي ١٠٠ ألف فرصة عمل سنوياً ، لذلك لابد من استغلال الضرائب والرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على الصين والهند وخاصة القطاعات الصناعية والتجارية بحيث يتم وضع خطة إقتصادية عامة وخاصة على القطاعات الحيوية كالصناعات التجارية والصناعية والزراعية وتوسيع قاعدة الإنتاج لتدعيم الصادرات المحلية إلى الخارج الأمر الذي ينعكس إيجاباً وينعش الاقتصاد ويوفر عمله صعبة لدى البنك المركزي ويعزز قوة الدينار الاردني وزيادة القوة الشرائية ، ولهذا يجب التفكير مليا وعميقا في الاستفادة من تلك القرارات التي أصدرتها الولايات المتحدة الأمريكية في ظل التخبط العالمي للأسواق التجارية نتيجة للتغير في سياسات بعض الدول وخاصة تلك الدول الكبيرة المنتجة بالإضافة إلى أن الرسوم والضرائب التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على الأردن أقل بكثير من الصين والهند فلابد من الإستفادة وتعزيز الصادرات الأردنية وتعويض الولايات المتحدة الأمريكية بالقطاعات التي ستقل وارداتها منها من الصين والهند.
وناهيك عن فرص العمل التي ستتوفر من تلك الخطة الاستراتيجية الوطنية لأن الإنفاق العام سيزداد بزيادة الصادرات المحلية بشرط التحرك بسرعة وتوقيع عقود طويلة الأمد مع المستوردين بحيث نضمن تدفق السلع والخدمات لمدة طويلة حتى وإن تغيرت تلك السياسات التبادلية التجارية بين الدول وخلص بيئة تنافسية جديدة وتعزيز الثقة بالمنتج الأردني دولياً وبالتالي يكون الأردن قد رسخ موقعه كمورّد بديل موثوق، خصوصًا أن اتفاقية التجارة الحرة تمنحه أساسًا قانونيًا متينًا للتصدير بأمان على المدى الطويل. وبهذه الطريقة، تتحول اللحظة الراهنة من فرصة مؤقتة إلى نقطة انطلاق استراتيجية دائمة للاقتصاد الأردني.
كما أن الأسهم الحرة (free float) أي المتاحة للأجانب للشركة الواحدة يجب أن تكون 1.5 مليار دولار، والسيولة معدلها (ATVR) لا يقل عن 15 %. في حين أن السوق الأردني يفتقر لهذه الشركات، وما يزال يسجل معدلات سيولة لا تتجاوز 9 % في أحسن الأحوال، وهو ما يعني أن حجم التداول لا يتناسب مع حجم الأسهم الحرة السائلة المطلوبة.
رغم التحديات الفرصُ موجودةٌ، والأردن يعمل على تعزيز البنية التحتية المالية والتشريعية ويشجع إدراج شركات جديدة تقفز بحجم الأسهم الحرة، ومتحمس لرؤية التحديث الاقتصادي حيث سوق رأس المال جزء أصيل منها. وهنا تبرز الحاجة إلى خطوات جريئة تكون برفع عدد الشركات المؤهلة، ربما بطرح شركات ناجحة من المحفظة الحكومية بما يزيد من عمق السوق، والتوسع في الطروحات الأولية (IPO) للشركات القائمة عبر خصخصة منضبطة ومدروسة، تضمن توسيع قاعدة الملكية، ورفع حجم الأسهم الحرة المتاحة لكن بأسعار تحقق العوائد العادلة للخزينة.
أنا واثق أن خطوات كهذه إن بدأت ستشجع القطاع الخاص على السير على ذات الخطى نحو الإدراج، حيث حرص كبار الملاك في الشركات العائلية والخاصة على تنمية ثرواتهم والتوسع في الملكية، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال سوق مالي نشط جاذب للاستثمار الأجنبي المؤسسي.
إن الانضمام إلى نادي الأسواق الناشئة ليس ترفًا اقتصاديًا، بل هو ضرورة لتعزيز الثقة وجذب الاستثمارات النوعية وتخفيف البطالة، والأهم القفز بمعدلات النمو التي نمت بشكل يبعث على الارتياح بعد أن أعلن عن تحقيق 2.8 % رغم التحديات، وهو رسالة للعالم بأن الاقتصاد الأردني يسير في اتجاه الإصلاح والانفتاح والاستدامة.
الغد