محركات
«رينو» الفرنسية تتكبد خسارة قدرها 11.19 مليار يورو خلال النصف الأول 2025
سجلت شركة “تويوتا موتور” (Toyota Motor) مبيعات عالمية قياسية خلال النصف الأول من عام 2025، مدفوعةً بطلب قوي على السيارات الهجينة في الأسواق الرئيسية، مما ساعد على تعويض التأثيرات السلبية للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على واردات السيارات إلى الولايات المتحدة.
أعلنت “تويوتا” يوم الأربعاء، أن مبيعاتها العالمية، بما يشمل شركتيها التابعتين “دايهاتسو موتور” (Daihatsu Motor) و”هينو موتورز” (Hino Motors)، ارتفعت بنسبة 7.4% لتتجاوز 5.5 مليون وحدة خلال الفترة من يناير إلى يونيو. وهذا النمو يُعزى بشكل أساسي إلى الطلب القوي في الولايات المتحدة واليابان والصين.
كما ارتفع الإنتاج بنسبة 8.8% ليصل إلى 5.5 مليون وحدة خلال نفس الفترة، بما في ذلك زيادة تقارب 20% في الإنتاج المحلي.
شهدت مبيعات شركة صناعة السيارات دفعةً قويةً في بداية العام نتيجة إقبال العملاء على الشراء في اللحظات الأخيرة قبل دخول تعريفة ترمب البالغة 25% على واردات السيارات حيز التنفيذ.
رغم أن رسوم ترمب أثارت حالة من انعدام يقين في قطاع السيارات العالمي، إلا أن شركات صناعة السيارات اليابانية قد تكون في وضع أفضل من نظرائها، بعد التوصل إلى اتفاق تجاري هذا الشهر يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% فقط على السيارات المصدرة إلى الولايات المتحدة.
أميركا تظل السوق الأهم لصادرات “تويوتا”
تُعد الولايات المتحدة السوق الأكبر لصادرات شركات صناعة السيارات اليابانية، حيث بلغت قيمة مبيعاتها نحو 40.8 مليار دولار العام الماضي، إلى جانب تصدير نماذج إضافية من مصانع تلك الشركات في كندا أو المكسيك.
وأعربت “تويوتا”، التي كانت مهيأة لتلقي أكبر ضربة بين نظرائها بفعل الرسوم الجمركية، عن تطلعها إلى تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة واليابان، ودعت إلى مزيد من الخفض في الرسوم الجمركية.
ذكرت الشركة أن مبيعاتها العالمية في يونيو ارتفعت بنسبة 2.7% لتصل إلى 937,246 وحدة، فيما زاد الإنتاج بنسبة 7.7% ليبلغ 963.455 وحدة.
رغم أن عودة الإقبال على السيارات الهجينة ساعدت “تويوتا” في تعزيز أرباحها، إلا أن الشركة، إلى جانب علامات تجارية عريقة أخرى، تواجه منافسة شرسة من شركات تصنيع السيارات الكهربائية، بقيادة شركة “تسلا” (Tesla) التابعة لإيلون ماسك، وشركة “بي واي دي” (BYD) الصينية.
وحتى الآن في عام 2025، تمكنت “تويوتا” من بيع نحو 82 ألف سيارة كهربائية تعمل بالبطاريات، حيث تم تسليم معظم هذه السيارات لعملاء خارج السوق اليابانية.
وفي الوقت نفسه، قالت شركة “هوندا موتور” إن مبيعاتها في يونيو انخفضت بنسبة 8% لتصل إلى 285.479 وحدة، بينما كانت الإنتاجية شبه مستقرة مقارنة بالعام السابق. وانخفضت مبيعات شركة “نيسان موتور” الشهر الماضي بنسبة 5% إلى 262.133 وحدة.
قالت شركة “فورد موتور” إن أرباحها ستتراجع بما يصل إلى 36% هذا العام، إذ تؤدي الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب إلى تقليص أرباحها بنحو 2 مليار دولار، وهو رقم يفوق ما كانت الشركة تتوقعه سابقاً.
وأوضحت “فورد” يوم الأربعاء، أن أرباحها المعدلة قبل احتساب الفوائد والضرائب ستتراوح بين 6.5 و7.5 مليار دولار، ما يعني استعادة الشركة لتوجيهاتها التي علّقتها في مايو الماضي بسبب حالة عدم اليقين المحيطة بسياسات ترمب التجارية.
وتعدّ هذه التوقعات أدنى من تقديراتها الأولية التي تراوحت بين 7 و8.5 مليار دولار، كما تمثل انخفاضاً حاداً من أرباح العام الماضي البالغة 10.2 مليار دولار.
رسوم ترمب تضغط على شركات السيارات الأميركية
تسلّط هذه التحديثات الضوء على حجم الضغوط التي تواجهها حتى الشركات المصنعة الكبرى مثل “فورد”، التي تُعدّ أكبر منتج للسيارات في الولايات المتحدة، في ظل الحواجز التجارية الجديدة التي فرضها البيت الأبيض.
وأدّت رسوم ترمب على السيارات المستوردة وقطع الغيار والصلب والألمنيوم، إلى جانب سلع من شركاء تجاريين رئيسيين، إلى ارتفاع التكاليف على “فورد” ومنافسيها.
وتُقدّر “فورد” أن الرسوم الجمركية ستؤثر على أرباحها المعدلة السنوية بمقدار ملياري دولار، أي أكثر بنحو 500 مليون دولار من توجيهاتها السابقة. وقد أخذت هذه التقديرات في الحسبان وفورات تُقدّر بنحو مليار دولار من تدابير تتخذها الشركة للتخفيف من وقع هذه الرسوم.
وقالت المديرة المالية شيري هاوس، إن التكاليف الأكبر ترجع جزئياً إلى قرار ترمب مضاعفة رسوم الصلب والألمنيوم من 25% إلى 50%. وأشارت إلى أن هذه الرسوم تؤثر على “فورد” لأنها ترفع كلفة المواد الخام التي يزودها بها الموردون، والذين بدورهم ينقلون هذه التكاليف إلى الشركة.
ومن العوامل الأخرى التي زادت التكاليف، الرسوم الجمركية المفروضة للحد من تدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، والتي بقيت عند مستويات مرتفعة لفترة أطول مما توقّعته “فورد”، بحسب هاوس.
وأضافت هاوس: “الإدارة الأميركية على علم بهذه الرسوم المتعددة وتعمل معنا لإيجاد الحل المناسب”.
تحذيرات من شركات أخرى
تُعدّ هذه الحصيلة الأحدث في سلسلة تداعيات السياسات التجارية الأميركية المتقلبة على قطاع السيارات.
وكانت “جنرال موتورز” قد أعلنت الأسبوع الماضي أن الرسوم الجمركية قلّصت أرباحها في الربع الثاني بمقدار 1.1 مليار دولار، ضمن تأثير متوقع يتراوح بين 4 و5 مليارات دولار على مدار العام.
أما شركة “ستيلانتس” المصنّعة لسيارات “جيب”، فقالت الثلاثاء إن الضرائب على الواردات ستقلّص أرباحها بنحو 1.7 مليار دولار هذا العام.
ويُهدد تحذير “فورد” بأن يُلقي بظلاله على نتائج الربع الثاني التي جاءت أفضل من توقعات “وول ستريت”، حيث بلغت الأرباح المعدلة 37 سنتاً للسهم في الفترة، مقارنة بمتوسط التوقعات البالغ 33 سنتاً. كما تجاوزت الأرباح التشغيلية المعدّلة البالغة 2.1 مليار دولار التقديرات.
أعلنت شركة صناعة السيارات متعددة الجنسيات “ستيلانتس” عن خسائر في النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق.
وقالت “ستيلانتس”، التي تمتلك علامات تجارية مثل بيجو وسيتروين وفيات وأوبل وكرايسلر وجيب وألفا روميو، إن صافي خسائرها العائدة إلى مالكي الشركة الأم في النصف الأول من عام 2025 بلغ 2.24 مليار يورو “2.6 مليار دولار”، أو 0.78 يورو للسهم، مقارنة بصافي دخل بلغ 5.62 مليار يورو، أو 1.86 يورو للسهم، في العام السابق.
وتضمنت نتائج الفترة الأخيرة رسومًا صافية بقيمة 3.3 مليار يورو مستثناة من صافي الدخل التشغيلي المعدل، مقارنة بصافي ربح النصف الأول من عام 2024 البالغ 5.6 مليار يورو، وفق وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ”.
وبلغت الأرباح المعدلة للسهم خلال النصف الأول من العام الحالي 0.18 يورو مقارنة بـ 2.36 يورو في العام السابق.
وتراجعت الإيرادات الصافية للنصف الأول من عام 2025 لتصل إلى 74.3 مليار يورو، بتراجع 13% عن العام الماضي.
ويعزى هذا التراجع بشكل أساسي إلى تراجع الأداء في مناطق أميركا الشمالية وأوروبا الموسعة، بينما تم تعويض جزء منه عبر النمو في أميركا الجنوبية.
وقامت “ستيلانتس” بتحديث تقديرها لتأثير صافي الرسوم الجمركية لعام 2025 إلى نحو 1.5 مليار يورو، منها 0.3 مليار يورو تكبدتها في النصف الأول من عام 2025.
وأكدت الشركة أنها لا تزال تعمل بشكل وثيق مع صانعي السياسات المعنيين، مع الاستمرار في التخطيط للسيناريوهات طويلة الأجل.
تعاني شركة تسلا من تراجع مبيعات السيارات، حيث الأرباح تتناقص، وإيرادات مبيعات الائتمان التنظيمي على وشك النضوب بسبب التغييرات السياسية التي يقودها الجمهوريون، ما يثير قلق المستثمرين حيال وعود الرئيس التنفيذي إيلون ماسك، الصعبة المنال على ما يبدو.
في الماضي، أقنعت الوعود المستقبلية للرئيس التنفيذي ايلون ماسك المستثمرين بتجاوز الأرقام القياسية، لكن ليس الآن.
بعد تقرير أرباح كئيب آخر هذا الأسبوع، أخبر ماسك المحللين في مكالمة هاتفية أن سيارات تسلا الكهربائية ستصبح قريباً ذاتية القيادة، مما يُدرّ المال على مالكيها أثناء نومهم.
كما قال إن خدمة سيارات الأجرة الآلية من تسلا، التي بدأت الشركة مؤخراً اختبارها بسعة محدودة في أوستن، تكساس، ستتوسع إلى ولايات أخرى، بهدف الوصول إلى نصف سكان الولايات المتحدة بحلول نهاية العام، “بافتراض حصولنا على الموافقات التنظيمية”.
انخفضت أسهم تسلا بنسبة 8% يوم الخميس، حيث ركز المستثمرون على التحديات المباشرة التي تواجه الشركة، بما في ذلك الصعود السريع لمنافسي السيارات الكهربائية منخفضة التكلفة، وخاصة في الصين، ورد الفعل السياسي ضد ماسك الذي أضر بعلامة تسلا التجارية في الولايات المتحدة وأوروبا.
انخفضت مبيعات السيارات بنسبة 16% على أساس سنوي في الربع الثاني لشركة صناعة السيارات الكهربائية، مع استمرار ضعف أرقام المبيعات في أوروبا وكاليفورنيا. وقال ماسك إنه قد تكون هناك “بضعة أرباع صعبة” قادمة بسبب انتهاء صلاحية ائتمانات السيارات الكهربائية ورسوم الرئيس دونالد ترامب الجمركية.
ارتد السهم قليلاً يوم الجمعة، مرتفعاً بنسبة 3.5%، لكنه أنهى الأسبوع بانخفاض، وانخفض الآن بنسبة 22% هذا العام، وهو أسوأ أداء بين شركات التكنولوجيا الكبرى. ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 1% خلال الأسبوع، ومن المتوقع أن يرتفع بأكثر من 9% في عام 2025، ليغلق عند مستوى قياسي يوم الجمعة.
مع ذلك، قال المحللون إنهم يركزون على بيان الأرباح والخسائر، قائلين: “لكننا نعشق النمو أيضًا، في الوقت الحاضر. نحتاج إلى أن تتحسن ديناميكيات بيان الأرباح والخسائر”.
وصف محللون في جيفريز تحديث الأرباح بأنه “ممل بعض الشيء”. بينما قال جولدمان ساكس إن جهود تيسلا في مجال سيارات الأجرة الآلية “لا تزال محدودة” مع بيانات فنية محدودة.
تشكيك المستثمرين
تمكن ماسك، الذي وصف نفسه سابقاً بأنه “متفائل بشكل مرضي”، من التأثير على المساهمين ودفع السهم للارتفاع بشكل حاد في بعض الأحيان بوعود بسيارات ذاتية القيادة، وروبوتات بشرية، ومركبات كهربائية بأسعار معقولة.
ولكن بعد عقد من التخلف عن المواعيد النهائية التي فرضها على نفسه فيما يتعلق بالقيادة الذاتية، تراقب وول ستريت تسلا وهي تتخلف عن وايمو Waymo التابعة لألفابت في الولايات المتحدة، وأبولو غو Apollo Go التابعة لبايدو في الصين.
في اجتماع المساهمين، قالت الشركة إن الربع الثاني يمثل بداية “انتقالها من قيادة صناعات السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة إلى أن تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات والخدمات ذات الصلة”. لم تقدم الشركة أي توجيهات جديدة بشأن النمو أو الأرباح للعام المقبل.
العقبات التنظيمية
أفاد موقع بيزنس إنسايدر يوم الجمعة أن شركة تسلا أبلغت موظفيها بإمكانية إطلاق خدمة سيارات الأجرة الآلية في منطقة خليج سان فرانسيسكو في نهاية هذا الأسبوع.
لكن تسلا لم تتقدم بطلب للحصول على التصاريح اللازمة لتشغيل خدمة طلب سيارات أجرة ذاتية القيادة في كاليفورنيا، وفقاً لما أكدته قناة CNBC. ستحتاج الشركة أولاً إلى تصاريح من إدارة المركبات الآلية في الولاية وهيئة المرافق العامة في كاليفورنيا CPUC.
أفادت هيئة المرافق العامة في كاليفورنيا لشبكة CNBC يوم الجمعة أنه بموجب التصاريح الحالية، لا يمكن لتسلا سوى تشغيل خدمة سيارات أجرة مستأجرة يقودها بشر، وليس نقل الركاب في سيارات أجرة آلية.
أرقام رئيسية
(رويترز)
انتقام كهربائي بعد 14 عاماً من سخرية ماسك.. “BYD” تقترب من الإطاحة بـ”تسلا”!
في عام 2011، جلس إيلون ماسك في مقابلة تلفزيونية شهيرة وسُئل عن شركة صينية تُدعى BYD. لم يتمالك نفسه من الضحك، وسخر منها قائلاً: “هل هذا سؤال جدي؟” في واحدة من أكثر المقابلات إحراجاً في مسيرته.
لكن الزمن دار دورته، واليوم، وبعد 14 عاماً من تلك السخرية، تقف “BYD” على أعتاب التفوق على “تسلا” كأكبر مصنع للسيارات الكهربائية في العالم.

“BYD” تنتصر بالأرقام.. و”تسلا” تتراجع بالأوهام
في عام 2024، باعت شركة BYD أكثر من 4.3 مليون مركبة، بينها 1.76 مليون سيارة كهربائية بالكامل، مقتربة جداً من رقم “تسلا” البالغ 1.79 مليون سيارة كهربائية فقط.
وبينما كانت مصانع “BYD” تعمل بأقصى طاقتها، كان إيلون ماسك مشغولاً بعيداً عن خطوط الإنتاج… غارقًا في مشاريعه السياسية وطموحاته للوصول إلى البيت الأبيض.
كيف كسرت “BYD” الهيمنة الأميركية؟
بخطة صينية دقيقة وابتكار متسارع، حققت “BYD” ما اعتبره كثيرون مستحيلاً قبل عقد:
1. تقنيات قيادة ذاتية متقدمة تقترب من مستوى “التحكم الكامل”.
2. شحن فائق السرعة يمنح السيارات مدى 470 كلم خلال 5 دقائق فقط.
3. سلاسل توريد ذكية وتكنولوجيا إنتاج أرخص وأسرع، قلّصت التكلفة ورفعت كفاءة الإنتاج.
كل هذا في وقت كان ماسك مشتتاً بين مشروع روبوت فاشل (Optimus) وتجاذباته مع إدارة ترامب التي أقصته بهدوء، في وقت هو بأمسّ الحاجة إلى دعمها التشريعي والتجاري.
هل بدأ عصر ما بعد “تسلا”؟
الحقائق على الأرض تقول إن “BYD” أصبحت قوة عالمية، لا مجرد صانع سيارات محلي. ومع تراجع شعبية ماسك داخل البيت الأبيض، واهتزاز سمعته بسبب انخراطه السياسي، يبدو أن الصينيين اقتنصوا اللحظة المناسبة لتوجيه الضربة الأقوى.
ماسك، الذي لطالما تحكّم بقواعد اللعبة، أصبح اليوم مهددًا بخسارتها على يد شركة استهان بها يوماً.
فهل تكون “BYD” نهاية أسطورة “تسلا”، وهل يدفع ماسك ثمن خروجه من مضمار السيارات… إلى حلبة السياسة؟
عدة عوامل تدفع “BYD” الصينية للتفوق على “تسلا”
قال المختص في شؤون التكنولوجيا، هاني نوفل، إن شركة “BYD” الصينية تخلت تماماً منذ 3 سنوات وتحديداً في مارس 2022 عن السيارات التقليدية وركزت على السيارات الكهربائية مدعومة بتفوق تكنولوجي واضح لأنها في الأساس شركة لصناعة البطاريات واستحوذت بعد ذلك على شركة سيارات.
وأضاف أن “BYD” استقطبت مستثمرين مثل وارن بافيت، وامتلك حصة 10% من الشركة منذ 2008 وباعها وحقق أرباحاً كبيرة، وأيضا استثمر فيها بيل غيتس.
وأوضح أن 40% من قيمة السيارة الكهربائية هي البطارية، والتقدم التكنولوجي فيها يجعلك تطور سيارة كهربائية فائقة، وهو ما أدى إلى تفوق “BYD”.
دعت شركة بورشه موظفيها إلى الاستعداد لجولة جديدة من إجراءات التقشف وخفض التكاليف، واصفةً الوضع الراهن بأنه «خطير» ويهدد استدامة نموذجها الاقتصادي، في وقت تتزايد فيه الأزمات التي تضرب قطاع السيارات الألماني من جميع الجهات.
كانت بورشه قد أعلنت في فبراير شباط الماضي عن خطط للاستغناء عن 1900 وظيفة، ضمن إطار أوسع لخفض النفقات، بينما تعمل الشركة الأم فولكس فاغن على خفض 35 ألف وظيفة بحلول عام 2030.
ورغم ذلك، يبدو أن التحديات تتصاعد بوتيرة أسرع من المعالجات.
أبلغت الإدارة الموظفين في خطاب داخلي، بأن «نموذج العمل الذي اعتمدنا عليه لعقود لم يعد صالحاً في شكله الحالي»، مؤكدة أن «الظروف التشغيلية تدهورت بشكل كبير خلال فترة قصيرة».
وبالنسبة لبورشه، فإن أزمة اليوم ليست مجرد تراجع مؤقت، بل لحظة فارقة تتطلب إعادة نظر في الأساس الذي بُني عليه نجاحها التاريخي.
في عصرٍ يُفضّل فيه الناس الأدوات الإلكترونية الذكية، يبدو التحوّل نحو المركبات الذكية أمراً حتمياً. بفضل الذكاء الاصطناعي شهدت صناعة السيارات تحوّلاً جذرياً.
لطالما كانت الوظائف المحوسبة، مثل مُثبّت السرعة ونظام المكابح المانعة للانغلاق، أساسيةً في السيارات الحديثة، لكنّ التطوّرات في مجال الذكاء الاصطناعي تُبشّر بانطلاقةٍ جديدةٍ في تكنولوجيا السيارات. وتدمج شركات مُصنّعة للسيارات، مثل «تسلا» و«مرسيدس بنز» و«فولفو»، الذكاء الاصطناعي في سياراتها لتوفير تجربة للمستخدم أكثر ذكاءً.
وفقاً لبحثٍ أجرته شركة «Zion» من المُتوقع أن تصل قيمة مساهمة الذكاء الاصطناعي في سوق السيارات إلى 735 مليار دولار بحلول عام 2032. ويُشير ارتفاع الإيرادات إلى نموّ الذكاء الاصطناعي وإمكاناته في تمكين مُستقبل قطاع السيارات.
ما دور الذكاء الاصطناعي في تطوير صناعة السيارات، وفوائده، والتحديات التي يُواجهها، وما وجهات نظر المُستهلكين حول الذكاء الاصطناعي في صناعة السيارات؟

التطوّرات بمجال الذكاء الاصطناعي تُبشّر بانطلاقةٍ جديدةٍ في تكنولوجيا السيارات (رويترز)
كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي في صناعة السيارات؟
بحلول عام 2040، من المتوقع أن يكون هناك ما يقرب من 33 مليون مركبة ذاتية القيادة على الطرقات جميعها مدعومة بأنظمة ذكاء اصطناعي متطورة. سيؤدي هذا الاعتماد الواسع النطاق على المركبات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي إلى تغييرات من القيادة الذاتية إلى التأثيرات البيئية المُتحكّم فيها، وعيرها.
– الذكاء الاصطناعي في تصنيع السيارات
قبل ظهور الذكاء الاصطناعي، كانت عملية تصنيع السيارات تتطلب إشرافاً بشرياً كبيراً مستمراً في كل خطوة. مع إدخال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، تمت أتمتة جزء كبير من عملية الإنتاج، مما قلّل بشكل كبير من الحاجة إلى التدخل اليدوي.
تتولى الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي الآن عمليات فحص الجودة وإدارة سلسلة التوريد، مما يقلل من وقت التوقف عن العمل والنفايات. تكتشف الكاميرات وأجهزة الاستشعار التي تعمل بالذكاء الاصطناعي العيوب بدقة، مما يضمن وصول المركبات عالية الجودة فقط إلى السوق.
– القيادة الذاتية
يُعد الذكاء الاصطناعي جوهر تقنية القيادة الذاتية، إذ يُمكّن المركبات من التنقل والتشغيل باستخدام مجموعة من أجهزة الاستشعار والكاميرات وخوارزميات التعلم الآلي. تُساعد هذه الأنظمة في إدراك البيئة المحيطة، وتفسير البيانات، واتخاذ قرارات آنية من خلال اكتشاف العوائق، وقراءة إشارات المرور، والتكيف مع ظروف الطريق المتغيرة لضمان القيادة الآمن

يُعد الذكاء الاصطناعي جوهر تقنية القيادة الذاتية إذ يُمكّن المركبات من التنقل والتشغيل باستخدام أجهزة استشعار وكاميرات (رويترز)
– أنظمة مساعدة السائق المتقدمة (ADAS)
يستخدم الذكاء الاصطناعي في أنظمة «ADAS» أجهزة الاستشعار لتوفير ميزات، مثل تحذيرات مغادرة المسار والكبح التلقائي في حالات الطوارئ. يُمكن لهذه الأنظمة تنبيه السائقين إلى المخاطر المحتملة، بل واتخاذ إجراءات تصحيحية لمنع الحوادث. على سبيل المثال، يُمكن للذكاء الاصطناعي اكتشاف المشاة والمركبات الأخرى والعوائق، ثم إطلاق التنبيهات، أو حتى اتخاذ إجراءات تصحيحية، مثل الكبح التلقائي أو تصحيح المسار.
– الصيانة التنبؤية
يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في صيانة المركبات من خلال أنظمة الصيانة التنبؤية. تستخدم هذه الأنظمة خوارزميات التعلم الآلي لتحليل البيانات من مختلف أجهزة الاستشعار وأدوات التشخيص، وتحديد الأنماط التي تُشير إلى الأعطال المحتملة قبل أن تُصبح حرجة. يُساعد هذا في الكشف والصيانة في الوقت المناسب، مما يُقلل من تكاليف الصيانة، ويُطيل أيضاً من عمر المركبات.
فوائد الذكاء الاصطناعي في صناعة السيارات
مع ظهور الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، شهدت صناعة السيارات تغيرات ملحوظة أبرزها:
– تحسين السلامة
أظهر تقرير صادر عن شركة «ماكينزي» أن الذكاء الاصطناعي خفض حوادث المرور بنسبة 40 في المائة. وقد ساعدت خوارزميات الذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات من أجهزة الاستشعار والكاميرات للكشف عن الحوادث ومنعها، مما يجعل القيادة أكثر أماناً للجميع. كما مكّن من تفعيل نظام تحذير مغادرة المسار (LDW)، ونظام الكبح التلقائي في حالات الطوارئ (AEB)، وغير ذلك من الأنظمة لتنبيه السائقين بالمخاطر المحتملة.