اسواق جو – الأسواق الأمريكية تشهد تراجعا في إقبال المستهلكين على الأطعمة المعلبة
في وقت تشهد فيه الأسواق الأمريكية تراجعا في إقبال المستهلكين على الأطعمة المعلّبة التقليدية، تجد الشركات الغذائية الكبرى نفسها أمام أزمة غير مسبوقة.
فقد كانت تبرّر ضعف المبيعات بتدهور الاقتصاد وارتفاع الأسعار، لكن التفسير الحقيقي يبدو أعمق من ذلك: المستهلك الأمريكي لم يتوقف عن الإنفاق، بل غيّر وجهته نحو علامات تجارية صغيرة وناشئة تقدم له منتجات أكثر جودة وتعبّر عن قيم جديدة تتماشى مع وعيه الصحي والبيئي.
العمالقة تحت الضغط
تستحوذ ما يسمى بالعلامات التجارية الصاعدة الآن على حصة غير متناسبة من النمو. فعلى رغم أنها تُشكل أقل من 2% من منتجات الأغذية والمشروبات والمنتجات المنزلية، فإنها أسهمت في تحقيق ما يقرب من 39% من المكاسب الإضافية في فئاتها المختلفة في 2024 – أي أكثر من ضعف حصتها في العام السابق، وفقا لبحث أجرته شركة “باين آند كو”.
هذا التحوّل يضع عمالقة مثل “جنرال ميلز” و”كرافت هاينز” تحت ضغط مزدوج: فهم يخسرون الزبائن محدودي الدخل لمصلحة العلامات الأرخص، بينما يتجه المستهلكون الأكثر ثراء نحو البدائل الجديدة التي تُقدم جودة أعلى وتجارب أكثر تميزا،
عادت مبيعات المواد الغذائية الإجمالية إلى النمو في 2024، ومع ذلك لا تزال أحجام شركات تصنيع الأغذية ذات القيمة السوقية الكبيرة تتراجع، كما يشير ماكس جامبورت من بي إن بي باريبا.
من أبرز الأمثلة على هذه الظاهرة صعود شركة شومبس المتخصصة في منتجات اللحم المجفف، والتي ارتفعت مبيعاتها من 70 مليون دولار في 2021 إلى نحو 660 مليون دولار في 2024، متفوقة على أسماء عريقة.
السرعة والمرونة أساس الطرح
تعتمد العلامات الناشئة على السرعة والمرونة في طرح منتجات جديدة، وتستفيد من التكنولوجيا لتسويقها بطرق أكثر تأثيرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبفضل التجارة الإلكترونية، بات بإمكانها الوصول إلى المستهلكين دون الحاجة إلى رفوف المتاجر التقليدية المكلفة.
خبيرة العلامات التجارية الاستهلاكية في “باين” شارلوت آبس قالت، إن اتخاذ قرار ترويجي في شركة ناشئة قد يستغرق 10 دقائق فقط، في حين تحتاج الشركات الكبرى إلى 6 أسابيع للخطوة ذاتها. ومع تراجع الابتكار وارتفاع الأسعار، باتت “الشركات العملاقة” تفقد بريقها أمام منافسين أصغر لكن أكثر حيوية.