تصعيد أميركي على صادرات الهند
ووصفت وزارة الخارجية الهندية العقوبة بأنها «غير عادلة وغير مبررة»، متعهدة باتخاذ جميع الإجراءات لحماية المصالح الوطنية.
ووصفت وزارة الخارجية الهندية العقوبة بأنها «غير عادلة وغير مبررة»، متعهدة باتخاذ جميع الإجراءات لحماية المصالح الوطنية.
بعد أكثر من عشرين عاماً على عرض الفيلم الكرتوني “Lilo & Stitch”، إذا بالكائن الفضائي الأزرق الشقي يغزو كوكبنا من جديد. فخلال السنتين اللتين سبقتا طرح النسخة الحية من الفيلم في مايو 2025 والذي تجاوزت إيراداته حتى الآن المليار دولار على شبابيك التذاكر، أطلقت”ديزني” حملة تسويقية ضخمة لإعادة إحياء الشخصية.
فجأة أصبح “ستيتش” في كل مكان، من الألعاب إلى المستلزمات المدرسية حتى علب المكياج، ومن مقاطع الفيديو على “تيك توك” إلى الفعاليات في منتزهات “ديزني”، جاذباً الأطفال ومعهم أهاليهم الذين أيقظ فيهم الحنين إلى الطفولة.
ومع انتشار موضة “الوحوش الظريفة”، مثل دمية “لابوبو” التي تحولت إلى أيقونة موضة، وجد “ستيتش” بابتسامته الغريبة، وشكله الشقي مكانه الطبيعي وسط هذه الموجة، ليصبح رمزاً ثقافياً، ينافس “ميكي ماوس” نفسه على عرش “ديزني”.
أطلقت “ديزني” حملة تسويقية لإعادة تقديم “ستيتش” إلى جيل جديد من الأطفال، تمهيداً لطرح النسخة الحية في عام 2025، بهدف ترسيخ العلاقة بين الجمهور والشخصية قبل عرض الفيلم في صالات السينما.
وقال نايجل كوك، نائب رئيس “ديزني” لتسويق العلامة التجارية والسلع الاستهلاكية في تصريح لموقع Toy World “شعبية (ستيتش) كانت تتصاعد منذ أكثر من عقد، لكنها شهدت قفزة لافتة خلال العامين الماضيين، زاد من زخمها التحضير لطرح النسخة الحية من الفيلم”.
وبحسب تقرير لـ”وول ستريت جورنال”، ارتفعت مبيعات منتجات “ستيتش” والسلع المتعلقة به لتصل إلى 2.6 مليار دولار في عام 2024.
وأشارت “ديزني” في تقرير أرباحها الفصلية الصادر في أغسطس 2025 إلى أن “ستيتش” في طريقه ليصبح ثاني أكبر علامة للسلع المرخّصة لدى الشركة هذا العام، خلف “ميكي ماوس” فقط، متقدّماً بذلك على شخصيات شهيرة مثل الأميرات و”سيمبا”.
وقد بدأت “ديزني” فعلاً التخطيط لإنتاج جزء ثاني من الفيلم.
تحوّل هذا الكائن الفضائي الأزرق سريعاً إلى ظاهرة استهلاكية واسعة الانتشار. فقد سارعت علامات أزياء عالمية مثل “غاب” و”أديداس” و”برايمارك” و”زارا” وغيرها إلى طرح مجموعات خاصة بـ”ستيتش” استهدفت الأطفال كما فئات أوسع من الجيل “زد” وجيل الألفية.
ومع اقتراب موسم العودة إلى المدارس، برزت شخصية “ستيتش” بقوة في أقسام القرطاسية. فزينت صوره أغلفة الدفاتر، وظهرت تعابيره المشاغبة على المقالم والحقائب وزجاجات المياه، ما جعلها من أكثر المنتجات رواجاً في فئة المستلزمات المدرسية.
أما في أقسام الألعاب، فقد تصدّرت دُماه المحشوة الرفوف، إلى جانب مجسّمات قابلة للجمع وألعاب إلكترونية. ووفقاً لبيانات شركة “سيركانا”(Circana) لأبحاث السوق، ساهمت ألعاب “ستيتش” في تعزيز أداء فئة الألعاب المرخصة التي استحوذت على 34% من مبيعات الألعاب العالمية في عام 2024.
وامتد حضور “ستيتش” إلى عالم التجميل، فأطلقت عدة علامات تجارية، بينها “ماد بيوتي” (Mad Beauty)، مجموعات مستحضرات مكياج مخصصة للفتيات الصغيرات، ضمت ظلال عيون ومرطبات شفاه وأقنعة وجه مستوحاة من ألوان الشخصية.
هذا الزخم لم يقتصر على “ستيتش” وحده، بل شمل شخصيات مرتبطة به، مثل صديقته الفضائية الوردية “إنجل”، وصديقته البشرية “ليلو” التي عادت إلى الواجهة بإطلالات هاواي التقليدية.
استثمرت “ديزني” في حنين جيل الألفية والشريحة الأكبر سناً من الجيل “زد” إلى طفولتهم، فهم الجيل الذي واكب النسخة الكرتونية الأصلية من “Lilo & Stitch” عند صدورها عام 2002. فبنت حملتها على مفهوم “أوهانا” –أو العائلة– الذي يشكل جوهر الفيلم، لتحويل التجربة إلى رابط عاطفي يجمع أكثر من جيل.
الأهل الذين كبروا مع “ستيتش” رغبوا بمشاهدته من جديد برفقة أطفالهم، كما حدث مع فيلم “باربي” عام 2023 الذي جذب الأمهات إلى صالات السينما مع بناتهن وأدى إلى طفرة في مبيعات الدمية الشهيرة من “ماتيل”.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 70% من آباء وأمهات الأطفال اليوم ينتمون إلى جيل الألفية.
بالتوازي، وجّهت “ديزني” استراتيجيتها نحو الشريحة الأصغر من الجيل “زد” والأطفال من جيل “ألفا” باستخدام أدوات عصرهم: فلاتر الواقع المعزز وتحديات الرقص والميمز ومقاطع الفيديو القصيرة على “تيك توك” و”إنستغرام”، إلى جانب المحتوى الذي يصنعه المتابعون أنفسهم، ما دعّم حضور “ستيتش” في ثقافة الإنترنت وجعله شخصية قريبة من يومياتهم الرقمية.
وامتدت الحملة أيضاً إلى فعاليات حيّة في متنزهات “ديزني” حول العالم، حيث نُظّمت أنشطة تفاعلية عمّقت ارتباط الجمهور بالشخصية.
ترافق صعود نجم “ستيتش” مجدداً مع انتشار موضة “الوحوش الظريفة” التي تغزو الثقافة الشعبية، وتقودها شخصيات مثل دمية “لابوبو” من علامة “بوب مارت” الصينية. هذه الدمية، بملامحها الغريبة وابتسامتها المشاغبة، تحوّلت إلى أيقونة موضة على منصات التواصل، وجذبت جيلاً يبحث عن شخصيات غير نمطية تمزج بين البراءة والتمرّد، وتعكس ذوقاً بصرياً جديداً يفضّل الغرابة المحبّبة على الكمال.
وسجلت سلسلة “الوحوش” التي تضم لابوبو وحدها 3.04 مليار يوان من المبيعات للشركة، أو ما يعادل 23% من إجمالي الإيرادات، بنمو سنوي تجاوز 726%. ونمت فئة الدمى المحشوة بأكثر من 1,200%. ومع توفرها الآن في أكثر من 30 دولة
كما هو الحال مع “لابوبو”، يجمع “ستيتش” بين المظهر الغريب والسلوك المشاكس، ما يمنحه جاذبية لدى جمهور يبحث عن شخصيات تعبّر عن التمرد بطريقة لطيفة. حتى أن شكله يشبه “لابوبو” بعض الشيء، بخاصة ابتسامته. فكلاهما يمثّل نموذج “الوحش الظريف” الذي يكسر القواعد الجمالية التقليدية.
أسواق جو
في وقت رفع فيه البنك المركزي الأردني توقعاته لنمو الاقتصاد الوطني إلى 4 % على المدى المتوسط، يرى خبراء اقتصاديون أن بلوغ هذا الهدف “ممكن وليس بعيد المنال”، مستندين إلى مؤشرات إيجابية شهدها الاقتصاد خلال الأشهر الماضية، مثل ارتفاع الصادرات الوطنية، وزيادة الاحتياطي الأجنبي، والدخل السياحي.
لكن هؤلاء الخبراء يربطون تحقيق هذا النمو بمدى استمرارية تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، واستكمال المشاريع التنموية الكبرى، وسط استقرار الظروف الجيوسياسية الإقليمية والدولية.
ويؤكد الخبراء أن الوصول إلى معدل نمو 4 % يتطلب تحقيق جملة من الشروط، من أبرزها تكثيف الجهود في جذب الاستثمارات الكبرى، وتذليل العقبات أمامها، مع تسويق المملكة خارجيًا، لا سيما في قطاعات استراتيجية مثل الصناعات التحويلية، والثروات الطبيعية، والطاقة البديلة. كما شددوا على أهمية تبسيط الإجراءات الإدارية، وتوفير حوافز ضريبية فاعلة، وتوسيع قاعدة المشاركة الاقتصادية محليًا، بما يضمن استقرارًا اقتصاديًا واجتماعيًا طويل الأمد.
وكان محافظ البنك المركزي عادل شركس أكد أن الاقتصاد الوطني يواصل النمو بثبات رغم التحديات الجيوسياسية وظروف الإقليم المعقدة، متوقعا نموا بنسبة 4 % على المدى المتوسط، وذلك بفضل الاستناد إلى رؤية إصلاحية متكاملة للتحديث الاقتصادي أعادت تشكيل فلسفة الإصلاح الاقتصادي في المملكة.
وأوضح أن هذه الرؤية، التي باتت تشكل الإطار الناظم لكافة السياسات والمبادرات الوطنية، نقلت النهج الإصلاحي من الطابع العلاجي القائم على ردة الفعل إلى نهج استباقي شمولي مُبادر يهدف إلى تعزيز مرونة الاقتصاد الوطني وقدرته على مواجهة التحديات بفعالية، بما يعزز استدامة النمو ويحمي المكتسبات الاقتصادية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمها منتدى الاستراتيجيات الأردني تحت عنوان “إصلاح واستقرار ومنعة: ثلاثية الاقتصاد الوطني في عالم متغير”
وأشار شركس إلى أن الاقتصاد حقق معدلات نمو ربعية أعلى من المتوقع، رغم استمرار الحرب في غزة، بلغت 2.7 % لكل من الربع الأخير من عام 2024 والربع الأول من العام الحالي، مدفوعا بقاعدة عريضة ومتنوعة من القطاعات الاقتصادية.
وأكد أن تقديرات البنك المركزي الأردني تُشير إلى تسجيل نمواً نسبته 2.7 % خلال العام الحالي، على أن يتجاوز 4 % على المدى المتوسط بحلول عام 2028، مدفوعا بتنفيذ مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية الكبرى المُنبثقة عن رؤية التحديث الاقتصادي، التي تؤسس لنمو اقتصادي مستدام للسنوات القادمة، إلى جانب مواصلة جهود الاصلاح المالي والهيكلي.
وفي استعراضه لأداء الاقتصاد الكلي، أوضح شركس أن الاقتصاد الوطني حقق خلال الفترة 2021-2024 نموا اقتصاديا بلغ 2.9 %، بالمتوسط، وهو الأعلى مقارنة بفترات سابقة منذ عام 2010، موضحا أن هذه الفترة الأعلى نمواً كان أساسها التحسن في الانتاجية الكلية لعوامل الانتاج، المدعومة بتطورات التكنولوجيا وتنمية رأس المال البشري، والتي أسهمت في تعزيز الناتج المحتمل، وساهمت في تحول نوعي في هيكل النمو الاقتصادي نحو مصادر أكثر استدامة وقابلية للتوسع.
عوض: النمو لا ينعكس تلقائيًا على المعيشة ما لم تُقترن السياسات بإجراءات اجتماعية
مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والاجتماعية، أحمد عوض، وصف توقعات النمو بـ”المنطقية”، مؤكدًا أن الظروف الإقليمية الصعبة لم تمنع بعض المؤشرات الإيجابية من الظهور.
لكنه شدد على أن تجاوز حاجز 4 % يتطلب أكثر من تنفيذ مشاريع كبرى، بل يجب أن ترافقه سياسات داعمة، من بينها توفير بيئة أعمال مشجعة، وتوسيع الشراكة الاقتصادية، وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين.
وأشار عوض إلى أن العلاقة بين النمو، والحد من الفقر والبطالة، ليست تلقائية، بل تتطلب تدخلات اجتماعية متزامنة، مثل تعزيز الحمايات الاجتماعية، وتحسين الأجور، وتوسيع التغطية التأمينية، معتبرًا أن “التنمية الشاملة لا تقاس فقط بمؤشرات النمو بل بعدالة توزيع المكاسب”.
المخامرة: زخم الإصلاحات مطلوب وتحقيق 4 % مرهون باستقرار الإقليم
الخبير الاقتصادي وجدي المخامرة اعتبر أن الوصول إلى معدل نمو 4 % بحلول 2028 ممكن، إذا استمر زخم الإصلاحات واستقرت الأوضاع في الإقليم والعالم.
وأشار إلى نمو بنسبة 2.7 % تحقق في الربع الأول من العام الحالي، رغم استمرار التحديات، بفضل تنفيذ مشاريع في قطاعات النقل والطاقة، وتقدم في الإصلاحات المالية والهيكلية.
وأكد المخامرة أهمية التركيز على ملف الاستثمار الخاص من خلال تحسين بيئة الأعمال، وتقليل البيروقراطية، وتوسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى دعم الصناعات التصديرية، واستثمار اتفاقيات التجارة الحرة، ودمج التكنولوجيا والابتكار في القطاعات الإنتاجية.
ودعا إلى تسريع إصلاحات جذب الاستثمار الأجنبي، وتطوير البنية التحتية اللوجستية، مؤكدا أن “رؤية التحديث الاقتصادي تسير بالاتجاه الصحيح، لكن الوصول إلى أهداف 2028 يتطلب الحفاظ على زخم الإصلاح دون تراخٍ”.
دية: الوصول إلى 4 % ممكن شرط مضاعفة الجهود الاستثمارية
بدوره، اتفق الخبير الاقتصادي منير دية مع سابقيه بأن تحقيق معدلات نمو تصل إلى 4 % في الناتج المحلي الإجمالي الأردني خلال الأعوام المقبلة، وتحديدا بحلول عام 2028، هو هدف ممكن وليس بعيد المنال، مشيرا إلى أن الفجوة بين النمو الحالي البالغ نحو 2.7 % والمستهدف يمكن ردمها عبر سلسلة من الإجراءات الفاعلة.
وأوضح دية أن هناك مجموعة من المؤشرات الإيجابية التي يمكن البناء عليها لتحقيق هذا الهدف، من أبرزها ارتفاع حجم الصادرات الكلية، واستمرار تدفق الاستثمارات الأجنبية، داعيا إلى مضاعفة حجم هذه التدفقات لتصل إلى 3 مليارات دينار سنويا كحد أدنى.
وشدد على ضرورة تكثيف الجهود في جذب الاستثمارات الكبرى وتذليل العقبات أمامها، فضلا عن تسويق المملكة خارجيا، خصوصا في القطاعات الاستراتيجية مثل الصناعات التحويلية، والثروات الطبيعية، والمشاريع الكبرى، وذلك بهدف بلوغ معدل النمو المتطلع اليه عند 4 %.
كما شدد على أهمية الاستمرار في تنفيذ المشاريع الكبرى كمشروع الناقل الوطني، وتوسعة حقل الريشة الغازي، بالإضافة إلى مشاريع الطاقة البديلة والخضراء، معتبرا أن هذه المسارات تمثل رافعة رئيسية لرفع معدلات النمو الاقتصادي خلال السنوات المقبلة.
معطيات إيجابية يجب البناء عليها لجذب الاستثمار وتعزيز النمو
ولفت دية إلى أن الاقتصاد الوطني حقق منذ بداية العام الحالي مجموعة من المؤشرات الإيجابية التي ينبغي البناء عليها لتعزيز مسار النمو الاقتصادي في المملكة.
وأشار دية إلى أن من أبرز هذه المؤشرات ارتفاع الاحتياطي الأجنبي إلى أكثر من 22 مليار دولار، وارتفاع حجم الودائع في الجهاز المصرفي، إلى جانب تزايد التسهيلات الائتمانية، واستمرار السياسة النقدية بثبات، وهو ما حافظ على استقرار سعر صرف الدينار مقابل الدولار.
وأضاف أن ارتفاع الصادرات، وزيادة الدخل السياحي، إلى جانب تحسن معدل النمو الاقتصادي وتراجع معدلات البطالة وإن كان بنسبة طفيفة كلها مؤشرات تعكس تعافيا نسبيا في البيئة الاقتصادية.
كان عدم الانتباه إلى الكدمة تحت عين إيلون ماسك أسهل مما يجب، ربما بسبب ظل قبعته أو لأنه كان يلوي عنقه كما لو أنه خرج لتوّه من أبرع جلسة تدليك في العالم أو لأن الأنظار كانت مركزة على دونالد ترمب. وربما اجتمعت كل تلك الأسباب. على أي حال، انقضت 40 دقيقة قبل أن يسأل أحد السؤال الواضح: ما الذي أصاب وجهه؟
غزا ماسك ذلك إلى حادثة بين أب وابنه. قال مشيراً إلى ولده إكس الذي بلغ من العمر 5 سنوات: “قلت: هيا اضربني على وجهي، ففعلها… لم أشعر بشيء يُذكر حينها. ثم أعتقد أن التورم بدا”.
كان التفسير، الذي جاء في 30 مايو خلال ما كان من يفترض أن يكون حفل توديع ماسك في المكتب البيضاوي، مطمئناً لأي شخص قلق بشأن سلامة ماسك. في وقت سابق من ذلك اليوم، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً، نفاه ماسك، أشارت فيه مصادر مجهولة إلى أن استخدامه لعقاقير مخدرة كان يساهم في نمط من السلوك غير المنتظم. من ناحية أخرى، جاءت خشونة ماسك مناسبة لاستعارة تصف عمله القصير والفوضوي في مؤسسة السياسة الرئاسية.
كان أثرى رجال العالم يغادر البيت الأبيض وقد تسبب لنفسه بإصابة جسدية، وربما بعض الإصابات النفسية.
كان الأمر على وشك أن يزداد سوءاً. وسرعان ما سيجد نفسه ومصالحه التجارية في مرمى نيران ترمب ويراها تتقهقر. بدأ ماسك عمله مع إدارة ترمب الثانية بالقرب من قمة العالم كما قد يكون حال أي شخص لديه ثروة بمئات مليارات الدولارات. وقد عيّن نفسه رئيساً لما يُسمى بوزارة الكفاءة الحكومية، وهي جهد يهدف لخفض التكاليف جعله لفترة وجيزة أحد أقوى الأشخاص في واشنطن، ووفر خلفيةً لنوع سريالي من فن الأداء السياسي.
كان يتجول في المكتب البيضاوي كما لو كان في عزبته. وقد سخر من موظفي الخدمة المدنية وخفض تمويل بنوك الطعام وتفاخر بإرسال وكالات اتحادية بأكملها “إلى مفرمة الخشب”. كما طالب بالوصول إلى خطط عسكرية حساسة وكميات كبيرة من البيانات الشخصية، وحصل على كثير منها.
منح قادة دول أخرى يخطبون ود ترمب، تراخيص لشركة صواريخ ماسك ”سبيس إكس“ كما عاود المعلنون الذين تركوا شبكة ماسك الاجتماعية بعد نوباته المعادية للسامية شراء إعلانات على “إكس”. ارتفعت القيمة السوقية لشركة “تسلا”، وكذلك ارتفعت قيم شركات ماسك الخاصة، ومنها ”سبيس إكس“ و“إكس إيه آي“، اللتان بدأتا تجمعان الأموال.
كان وراء ارتفاع صافي ثروة ماسك شعورٌ لدى كثير من المستثمرين بأنه والرئيس، الذي أنفق 300 مليون دولار ليساعده على العودة إلى البيت الأبيض، قد دمجا مصالحهما.
نشر ماسك في فبراير: “أحب دونالد ترمب بقدر ما يحب رجلٌ مستقيمٌ رجلاً آخر”. وفي مارس، حضر اجتماعاً للإدارة معتمراً قبعةً كُتب عليها: “كان ترمب مُحقاً في كل شيء!”. وما انفك يثني على نفسه جرّاء التخفيضات التي أحدثتها وزارة الكفاءة الحكومية، حتى مع استياء الجمهور منها.
أسعد هذا الحماس ترمب، على الأقل لفترة من الوقت، لكن تباهي ماسك كلفه غالياً. دخل ماسك معترك السياسة في 2024 كرجل أعمال يحظى بإعجاب واسع. بعد عام، أظهرت استطلاعات الرأي أن صافي شعبيته كان -20%، أي أنه أقل شعبية بكثير من ترمب ومعظم الشخصيات السياسية الوطنية الرئيسية الأخرى.
ووضع بعض ملّاك سيارات “تسلا” ملصقات مناهضة لماسك على سياراتهم الكهربائية؛ بينما فضّل آخرون شراء سيارات أخرى. في الربع الأخير، أعلنت ”تسلا” أن تسليماتها من السيارات الكهربائية كانت أقل بنسبة 13% مقارنةً مع العام الماضي برغم نمو في السوق الإجمالية للسيارات الكهربائية. انخفض سهم “تسلا” بأكثر من 30% منذ بلغ ذروته بعد الانتخابات.
لن يبدو أي من هذا ضاراً بشكل خاص إذا تمكن ماسك من الحفاظ على علاقاته الوثيقة مع ترمب، الذي كان يحث أتباعه على شراء سيارات “تسلا” والذي كانت إدارته في وضع جيد لتخفيف اللوائح التي تؤثر على “تسلا” وتحويل العقود إلى “سبيس إكس”.
لكن بعد أيام من ظهوره في المكتب البيضاوي بكدمة تحت عينه، انفجر ماسك في نوبة غضب عبر وسائل التواصل الاجتماعي كانت ملحمية حتى وفقاً لمقاييسه. من بين أمور أخرى، قال إن ترمب لم يكن ليُنتخب أبداً لولاه. ثم ادعى (بلا دليل) أن ترمب كان متواطئاً في جرائم جيفري إبستين وزعم (دونما دليل) أن ترمب قد غطى عليها.
ودعا ماسك لعزل ترمب واستبداله بنائب الرئيس جيه دي فانس لهذا السبب. ورد ترمب بالتهديد بإلغاء جميع عقود “سبيس إكس”. هدأت حدة الخلاف. وحذف ماسك ادعاءاته بشأن إبستين وقدم ما يشبه الاعتذار، إذ كتب: “أنا نادم على بعض منشوراتي”. ثم استأنف انتقاداته لمشروع قانون ترمب “وان بيغ بيوتيفل”، الذي، بالإضافة إلى تمديد التخفيضات الضريبية لعام 2017، يخفض أيضاً الدعم الذي تستفيد منه “تسلا”. سأل ترمب في مؤتمر صحفي في الأول من يوليو: “هل تعرف ما هي وزارة الكفاءة الحكومية؟ إنها هو الوحش الذي قد يضطر إلى العودة والتهام إيلون ماسك”.
تهديد ترمب ليس خيالياً بقدر ما يبدو. إن ثراء ماسك ورقي وبلغ صافي ثروته حوالي 360 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات. لكنه أيضاً فقير من حيث حيازاته النقدية، ويعتمد إلى حد كبير على سعر سهم ”تسلا“، وعلى استمرار العلاقات الجيدة مع الحكومة الأميركية، وعلى قدرته المستمرة على جمع مبالغ تكاد لا تُحصى من مستثمرين يوافقونه على أي شيء يقوله.
تبدو أرجل هذا الكرسي أكثر اهتزازاً من أي وقت مضى، فقد انخفض سعر سهم ”تسلا“ بشدة، وبات ترمب وماسك يتبادلان الاتهامات علناً، وحتى بعض أشد المستثمرين المؤيدين لماسك يصدرون تحذيرات غامضة حول الحاجة إلى تدخل مجلس إدارة “تسلا”.
كما أن شركات ماسك متشابكة مالياً، فيصعب بذلك احتواء الأضرار الجسيمة. وهناك كثير من الأسلحة الأخرى التي يمكن أن يستخدمها ترمب ضد مصالح ماسك التجارية، لو كان متحمساً جداً.
تساءل عضو مخضرمٌ في الحزب الجمهوري، تحدث شريطة عدم كشف هويته لأنه غير مخول بالحديث علناً: “ماذا لو جاءت قاعدة جديدة أو أمر تنفيذي غير منطقيين؟… إنها بيئة تنظيمية لا يمكن البتة توقع تطوراتها”. أضاف أن هناك أيضاً خطر “انتقام اليد الخفية” ضد ماسك من خلال أحد التحقيقات المفتوحة التي يواجهها بالفعل لدى وكالاتٍ اتحادية، ومنها هيئة الأوراق المالية والبورصات والإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة.
في أواخر مايو، صرّح ماسك بأنه “عاد إلى العمل على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع”. لقد فعل ذلك من قبل، مُركزاً عادةً على هدف واحد. هذه المرة ذكر عدة أهداف: تواجه كل من ”تسلا” و“سبيس إكس“ و“إكس إيه آي“ تحديات مُلحة. ثم يأتي الانتقام. أعلن ماسك في 4 يوليو عن حزب سياسي ثالث سمّاه “حزب أميركا”، وهو يهدف كما قال لانتخاب مُشرّعين مستقلين على حساب الأغلبية الجمهورية في الكونغرس. في أول يوم تداول تلا ذلك، انخفضت القيمة السوقية لشركة “تسلا” بنحو 70 مليار دولار.
ماسك، الذي لم يُجب على طلبات التعليق، لديه قدرة خارقة على ابتكار طرق للخروج من المآزق. كادت “تسلا” أن تُفلس مرتين على الأقل، وشارفت ”سبيس إكس“ على الإفلاس قبل أن يصل صاروخها الأول إلى مداره. لكن رهانات ماسك الحالية -سيارة أجرة آلية، وصاروخ جديد لم يُحلّق بأمان بعد، وشركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تخسر أكثر من مليار دولار شهرياً- بعيدة المنال مقارنةً بأي شيء حاول أن يفعله حتى الآن.
كل منها، كما سترى في دراسات الحالة الثلاث التالية، يُمكن القول إنها جزء مما… وضع إمبراطوريته على أرض مهتزة.
لدى الرئيس الأميركي حدة المزاج والقدرة على الإضرار بإمبراطورية ماسك. ولكن في قائمة عوامل الخطر التي تهدد هذه الإمبراطورية، يأتي ترمب في المرتبة الثانية بعد ماسك نفسه.
في 22 يونيو، وصل حوالي اثني عشر مؤثراً من مؤثري “تسلا” إلى أوستن لحضور ما وصفه ماسك بأنه فجر عصر جديد في التنقل. وأخيراً، أصبح لدى “تسلا” سيارة أجرة ذاتية القيادة لتعرضها.
أعلن هربرت أونغ، وهو مستثمر ومؤثر عبر ”يوتيوب“، في بداية بث مباشر لمدة أربع ساعات يوثق بعض الرحلات الأولى أن “هذا يوم تاريخي… هذا رائع! ها نحن ذا نبدأ”. ما تلا ذلك كان سلسلة تأخيرات وعثرات منها أن السيارة قادت نفسها إلى مكان مختلف، فاضطر أونغ لأن يهرول لعدة مربعات في المدينة ليلحق بها. أخيراً، ركب سيارة “تسلا” موديل (Y) معدلة وركب في المقعد الخلفي في رحلة مدتها 12 دقيقة كانت ستبدو مملة لأي شخص استخدم ”ويمو“ (Waymo) في السنوات القليلة الماضية. ثم كان مزيد من الانتظار، وست رحلات أخرى.
بطريقة ما، كان طرح روبوتاكسي من “تسلا” ملحمياً فعلاً، وهو ثمرة سلسلة طويلة جداً من الوعود الجامحة. في 2015، أخبر ماسك المستثمرين أن سياراته ستكون قادرة على القيادة الذاتية في غضون ثلاث سنوات. عندما جاء هذا الموعد النهائي وانقضى، قال إن السيارات ذاتية القيادة ستأتي في الواقع في 2019، ولما حل 2019، أعلن أن الخدمة شبه مكتملة ووعد بمليون سيارة روبوتاكسي من “تسلا” بحلول عام 2020. واستمر الأمر على هذا النحو لست سنوات أخرى.
ومع ذلك، استمر المستثمرون يرفعون سعر سهم “تسلا”. كان بعضهم من هواة جمع ”الميم“ ومن المعجبين بماسك، لكن كثيراً من المستثمرين المحترفين (وأبرزهم كاثي وود، مؤسسة شركة ”إيه آر كيه إنفستمنت مانجمنت“ (ARK Investment Management) اقتنعوا برؤيته لمستقبل الروبوتات.
إيضاحاً للسياق، تتمتع “تسلا” بقيمة سوقية أكبر بنحو 20 مرة من قيمة شركة ”جنرال موتورز“، التي تبيع ثلاثة أضعاف عدد السيارات. هناك تفسيران محتملان لهذا التناقض: إما أن “تسلا” مبالغ في قيمتها بشكل كبير مقارنة مع شركات صناعة السيارات الأخرى، أو أنها على وشك تحقيق نمو هائل.
في الوقت الحالي، “تسلا” في تراجع. فقد أعلنت عن أول انخفاض في مبيعاتها السنوية في يناير وأبلغت عن انخفاض في تسليم السيارات في الربعين التاليين. لقد فشلت شاحنتها”سايبرترك“ (Cybertruck) منذ إصدارها في 2023، إذ بيع ما يقرب من 5000 منها في الربع الأخير، وفقاً للنشرة التجارية (Electrek). توقع ماسك مبيعات سنوية تتراوح بين 250000 و500000؛ وتشير الوتيرة الحالية إلى أن 20000 قد تكون أكثر واقعية.
في العام الماضي، بدا أن ماسك تخلى عن خطط إنتاج سيارة منخفضة السعر وكان كثير من المحللين يعتمدون عليها لجذب زبائن جدد، واختار بدلاً من ذلك خفض سعر تشكيلة الشركة الحالية.
في الوقت نفسه، يبدو أن تحوله اليميني ينفّر كثير من مشتري السيارات المتحمسين الذين كانوا في السابق أكبر معجبي “تسلا”. انخفضت ارتياد متاجر “تسلا” بشكل كبير في الخريف، إذ أصبح وجود ماسك السياسي أوضح، وبدأت مخزونات السيارات غير المبيعة تتراكم.
قال ماثيو لابروت، مدير المبيعات السابق الذي استقال من الشركة احتجاجاً عبر بودكاست “إيلون إنك” التابع لمجلة بلومبرغ بيزنس ويك في مايو إنه يعتقد أن مبيعات سيارة السيدان موديل (Y) ذات التصميم الجديد كانت سيئة لأن التصميم الجديد يفضح تاريخ شرائها. قال: “لا يمكنك وضع الملصق الذي يقول: اشتريت هذا قبل أن يصيبه الجنون! على إحدى هذه السيارات… فقد كان مجنوناً“ لدى شرائها.
لقد خلقت الدراما داخل “تسلا” طبقة إضافية من التعقيد بالنسبة لماسك. غادر عدة قياديين كبار في الأشهر الأخيرة، ومنهم أوميد أفشار (نائب ماسك الرئيسي)، وميلان كوفاك (رئيس هندسة برنامج الروبوت البشري في “تسلا”)، وديفيد لاو (رئيس هندسة البرمجيات) وجينا فيروا (رئيسة الموارد البشرية في منطقة الولايات المتحدة). لم تشرح الشركة هذه المغادرات لمعظم العاملين لدى”تسلا”، وقد علم الموظفون عنها من خلال المنشورات عبر ”إكس“.
حاول ماسك تجاهل كل هذا، وقال خلال مكالمة أرباح “تسلا” في أبريل: “الحقيقة هي أنه في المستقبل، لن يشتري معظم الناس سيارات”. بمعنى آخر، عليكم أن تفكروا في ”روبوتاكسي“.
في مايو، كان منخرطاً في تفاصيل وتوقيت حدث إطلاق أوستن، وفقاً لشخصين مطلعين على عمليات “تسلا”، وقد تحدثا بشرط عدم كشف هويتيهما لأنهما غير مخولين بالتحدث علناً عن ذلك. قالا إن خطة ماسك كانت الكشف عن خدمة محدودة لتأجير السيارات لمجموعة صغيرة من المستخدمين كنوع من إثبات المفهوم مع الضغط من أجل القواعد الاتحادية التي من شأنها أن تسمح نظرياً لـ”تسلا” تقديم رحلات ”روبوتاكسي“ على مستوى البلاد.
طورت “تسلا” سيارة روبوتاكسي ذات مقعدين وقال ماسك إنها ستكون جاهزة لتكون على الطرق في وقت ما من العام المقبل. لكنه قد يواجه صعوبة في إقناع عدوه الرئاسي الجديد بهذه الخطة.
رهان “تسلا” على أنصار “لنعد لأميركا عظمتها” سيخيب
خلال الحملة الانتخابية، انتقد ترمب السيارات الكهربائية وقال في تجمع في نادي ديترويت الاقتصادي إنه سيمنع المركبات ذاتية القيادة من العمل على الطرق الأميركية. وبرغم أن ترمب كان سعيداً بوضع ماسك على رأس وزارة الكفاءة الحكومية، إلا أن مشروع قانون الضرائب الذي أقره حديثاً يبدو كارثياً على مالية “تسلا”. يلغي مشروع القانون اعفاءً ضريبياً قدره 7500 دولار يشمل معظم السيارات الكهربائية المصنوعة في أميركا، ومن تلك معظم سيارات “تسلا”، ما سيجعل هذه المركبات أغلى بكثير بدءاً من الخريف.
كما أنه يلغي العقوبات المفروضة على شركات صناعة السيارات التي تفشل في تلبية المعايير الاتحادية للاقتصاد في استهلاك الوقود، وهي جزء من برنامج الاعتمادات التنظيمية الذي قدم لشركة “تسلا” مكاسب هائلة على مر السنين. (في العام الماضي، باعت “تسلا” لشركات أخرى ما يقارب 3 مليارات دولار من الاعتمادات التنظيمية).
في مايو، توقع محلل من ”جيه بي مورغان تشيس“ أن هذه الضربة المزدوجة ستكلف “تسلا” حوالي نصف أرباحها السنوية. قال ترمب في مؤتمر صحفي في 1 يوليو، في إشارة إلى الإعانات: “إنه مستاء من فقدان تفويضه للسيارات الكهربائية. قد يخسر أكثر من ذلك بكثير”.
ارتفع سهم “تسلا” 8% خلال اليوم الأول من التداول بعد الإصدار في أوستن، لكنه فقد كل هذه المكاسب خلال الأيام القليلة التالية مع اتضاح حدود تقنيتها، إذ أبلغ بعض المستخدمين الأوائل عن فرملة مفاجئة وغير مبررة. وقد تخطت إحدى سيارات “تسلا روبوتاكسي“ خطاً أرضياً مزدوجاً وسارت في المسار الخطأ؛ واصطدمت أخرى بسيارة متوقفة.
قال المسؤولون التنفيذيون إن خطة “تسلا” تتمثل في العمل على هذه “الحالات الطارئة” ثم توسيع نطاق الخدمة في عمق أوستن، وفي النهاية، إلى مدن أخرى. الهدف المعلن الأخير هو مئات الآلاف من سيارات الأجرة الآلية بحلول نهاية 2026، الأمر الذي يتطلب من ماسك معرفة كيفية تشغيلها بأمان دون كل المساعدة التي تتطلبها حالياً.
في الوقت الحالي، يتكون أسطول سيارات الأجرة الآلية من “تسلا” بين 10 و20 سيارة فقط، وهي محدودة في جزء من أوستن. كانت رحلة أونغ، مثل جميع رحلات سيارات الأجرة الآلية حتى الآن، تحت إشراف موظف من الشركة في مقعد الراكب، وكان موجوداً لإيقاف السيارة أو الإمساك بعجلة القيادة في حالات الطوارئ.
بدأ أونغ رحلته بسؤال سائق الأمان عن اسم السائق، فأجاب المراقب دون أن ينظر إلى الوراء: “هذا ليس مهماً”. كما صرحت “تسلا” أن رحلات سيارات الأجرة الآلية المبكرة الخاصة بها تُراقب عن بُعد بواسطة مشغلين يمكنهم تولي الأمر إن برزت مشكلة.
بمعنى آخر، لكل سيارة من سيارات “تسلا” التي يُفترض أنها ذاتية القيادة سائقين جاهزين على الأقل. قالت ميسي كامينغز، مديرة مركز القيادة الذاتية والروبوتات بجامعة جورج ماسون والمستشارة السابقة للإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة: “في تاريخ القيادة الذاتية، لم أرَ قط شركة سيارات تحتاج إلى هذا القدر من الدعم الخارجي“.
لدى ”ويمو“ مساعدين عن بُعد جاهزين لمساعدة سياراتها، لكنها تُشغّل 1500 سيارة أجرة ذاتية القيادة بدون سائقي السلامة داخل السيارة في خمس مدن منها أوستن. مثل كثير من خبراء السيارات ذاتية القيادة الآخرين الذين حاورتهم بيزنسويك لإعداد هذا التقرير، وقالت كامينغز إنه لا يوجد سبب وجيه ليجلس مراقب السلامة في مقعد الراكب بدل أن يكون خلف عجلة القيادة. شرحت: “إنه المظهر… لا يريدون الاعتراف بما هو اضح: إنه هنالك إنسان“.
كان شخص آخر، طلب عدم كشف عن هويته لأنه ما يزال يعمل في قطاع يسيطر عليها ماسك، أكثر صراحةً، فقد قال: “إنه مزيف. لكن الجمهور، وحتى بعض المحللين، سينبهرون”.
لطالما كانت ”سبيس إكس“ أكثر شركات ماسك استقراراً، فلديها خط إنتاج مهيمن وإدراك واضح لمهمتها، وعلى النقيض من “تسلا”، بها نائب واحد مُفوض. تشرف الرئيسة التنفيذية للعمليات، غوين شوتويل، التي عملت مع ماسك منذ الأيام الأولى للشركة، على شركة وضعت 84% من جميع الأقمار الصناعية في المدار العام الماضي، بالإضافة إلى إمدادات وطاقم محطة الفضاء الدولية.
على الرغم من أن ناسا لديها خيار آخر لإرسال البضائع إلى محطة الفضاء مثل مركبة الفضاء ”سينغوس“ (Cygnus) التابعة لشركة ”نورثروب غرومان“ (Northrop Grumman)، فلا يوجد منافسون حقيقيون لشركة ”سبيس إكس“ في الولايات المتحدة لمهام رواد الفضاء.
لم تقم ”بوينغ“، التي لديها أيضاً عقداً مع وكالة ناسا لنقل الطواقم، بمهمة ناجحة لبرنامجها ”ستارلاينر“ (Starliner)، الذي أطلق رحلة في 2024 بعد سنوات من التأخير وتعطلت بعض محركات الدفع وعانت من تسرب الهيليوم، فاضطرت ناسا إلى إعادتها إلى الأرض فارغة. وكان على رائدي الفضاء الأميركيين الانتظار تسعة أشهر في محطة الفضاء إلى أن أعادتهما كبسولة ”سبيس إكس“ (SpaceX) إلى الأرض.
من ناحية أخرى، فإن التناقض بين محاولات ”سبيس إكس“ و“بوينغ“ لنقل رواد الفضاء هو شهادة على ما حققه ماسك. لكن لسنوات، جادل منافسو ”سبيس إكس“، بالإضافة إلى ثلة من المسؤولين الحكوميين الأميركيين، بأن اعتماد الحكومة على ماسك يمثل نقطة ضعف، ما يمنح مليارديراً يفتقر للانضباط نفوذاً على أحد الأصول العسكرية الأساسية.
ازدادت حدة الانتقادات في 2023، بعدما أفاد كاتب السيرة والتر إيزاكسون أن ماسك رفض طلباً من الجيش الأوكراني بتشغيل خدمة الإنترنت ”ستارلينك“ التابعة لشركة ”سبيس إكس“ للمساعدة في هجوم مخطط له في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا.
في سبتمبر، كتبت مجموعة من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي رسالة إلى وزير الدفاع آنذاك لويد أوستن تقترح أن الحكومة يجب أن تطور أنظمتها الخاصة وأن الاعتماد على ”سبيس إكس“ يشكل “مخاطر جسيمة على الأمن القومي“.
في فبراير التالي، ذكرت مجلة فوربس أن مايك غالاغر، الذي كان آنذاك ممثلاً جمهورياً عن ولاية ويسكونسن، أرسل رسالة إلى ماسك يشكو فيها من أن ”ستارلينك“ ترفض تقديم الخدمة إلى تايوان، وهو ما اقترح أنه قد يعرّض عقود ”سبيس إكس“ العسكرية للخطر.
أنكرت ”سبيس إكس“ العمل ضد المصالح الأميركية أو الأوكرانية وقالت إنها لا تعمل في تايوان لأن الحكومة لم تمنحها ترخيصاً. احتفظت الشركة بعقودها، وهدأت الانتقادات، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن صواريخ ماسك لديها معجبون أكثر بكثير من المنتقدين داخل الحكومة.
بدا أن ترمب يُعدّ نفسه من بين المعجبين، خاصةً بعد أن أصبح ماسك أكبر داعميه الماليين. خلال خطابات حملته الانتخابية في الخريف، كان ترمب يخاطب جمهوره بعبارات مختلطة وهو يصف تجربة مشاهدة هبوط ”سبيس إكس“ على التلفزيون. قال في نوفمبر: “هبطت هذه المركبة الفضائية، ورأيت لهيب محركاتها… لهذا السبب أحبك يا إيلون”.
تضمن برنامج الحزب الجمهوري لعام 2024 خططاً “لتعزيز الشراكات” مع شركات الفضاء التجارية، وذكر ترمب تكراراً أن إدارته ستمول مهمة إلى المريخ، ملمّحاً إلى أن شركة ماسك ستتولى الأمر.
بعد الانتخابات، رشّح ترمب بريندان كار رئيساً للجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC)، واضعاً حليفاً مقرباً من ماسك في موقع يُمكّنه من مساعدة ”ستارلينك“ في الحصول على دعم حكومي لخدمة النطاق العريض.
أما بالنسبة لرئاسة ناسا، فقد رشّح جاريد إسحاقمان، وهو رائد أعمال في مجال المدفوعات وسبق أن موّل (وسافر على متن) رحلتين لـ”سبيس إكس“. كل هذا أوحى بأن شركة ماسك ستكون الخيار الأمثل لمزيد من العقود- حتى توترت علاقته بترمب. في أواخر مايو، بعدما اشتكى ماسك من مشروع قانون الضرائب، سحب ترمب ترشيح إسحاق مان، مشيراً إلى “مراجعة شاملة للروابط السابقة”، في إشارة إلى تبرعات إسحاق مان للمرشحين السياسيين الديمقراطيين.
استمرت شكاوى ماسك بشأن مشروع القانون على قناة ”إكس“، فقد كتب أن ذلك”عملٌ مقززٌ”، وفي أوائل يونيو، سأل أحد المراسلين ترمب عنها. قال ترمب إن ماسك غاضبٌ من إلغاء قروض “تسلا” للسيارات الكهربائية. كما بدا وكأنه يُلمّح إلى تضارب محتمل في المصالح، مشيراً إلى أن إسحاق مان وماسك كانا مقربين، وهو ما “لم أرَه مناسباً”.
ثم أطلق ماسك تهديداً أسوأ بكثير، على الأقل من منظور الأمن القومي، من أي شيء قاله عن ترمب وإبستاين. كتب ماسك: “في ضوء تصريح الرئيس بشأن إلغاء عقودي الحكومية، ستبدأ ”سبيس إكس“ في إيقاف تشغيل مركبة ”دراغون“ الفضائية فوراً”. كان التهديد واضحاً: بدون دراغون، ستواجه الولايات المتحدة صعوبة في الوصول إلى محطة الفضاء الدولية إلى أن تُصلح ”بوينغ“ مشكلات ”ستارلاينر“، التي من غير المقرر أن تُستأنف رحلاتها قبل عام 2026 على أقرب تقدير. أما الخيار الآخر فهو طلب المساعدة من روسيا.
سرعان ما تلقت عدة شركات قائمة وناشئة تعمل في مجال الصواريخ مكالمات من البنتاغون للتحقق من تقدمهم- وهي علامة، وفقاً لأشخاص مطلعين على المكالمات، على أن إدارة ترمب قد تحولت إلى فكرة أنها بحاجة إلى إيجاد المزيد من البدائل لـ”سبيس إكس“.
في 13 يونيو، نقلت بلومبرغ نيوز أن ترمب قد تدخل في نزاع بين الحكومة الأميركية وشركة ”إيكو ستار“، وهي شركة تنافس ”سبيس إكس“، وكان يحث على تسوية. ارتفعت أسهم ”إيكو ستار“، التي كانت تتأرجح على حافة الإفلاس، بنحو 80% منذ ذلك الحين.
إن قرار رعاية منافسي ”سبيس إكس“ أمر منطقي برأي لوري غارفر، نائب مدير ناسا السابق في عهد الرئيس باراك أوباما الذي كان أحد أهم حلفاء ماسك في واشنطن قبل عقد.
قال غارفر لبلومبرغ نيوز في يونيو: “غير المقبول أن يهدد الرئيس التنفيذي لشركة مقاولات دفاعية وجوية رئيسية بإغلاق الخدمات التي تعاقدت الحكومة معها لأدائها”. تراجع ماسك مجدداً وكتب عبر ”إكس“: “حسناً، لن نوقف تشغيل (دراغون)“، ملمحًا بشكل منفصل إلى أن ”سبيس إكس“ لم تكن تعتمد على التمويل الحكومي على أي حال لأن إيراداتها تتجاوز بكثير ما تحصل عليه من ناسا.
هذا صحيح ولكنه مضلل بعض الشيء أيضاً، لأن جميع إيرادات ”سبيس إكس“ من القطاع الخاص تقريباً تأتي من “ستارلينك”، وهو خط عمل أحدث قد لا يكون مربحاً. كانت ”ستارلينك“ تأمل في إعادة توجيه الأموال من برنامج النطاق العريض الريفي للرئيس جو بايدن البالغ 42 مليار دولار، والذي صُمم لدفع أموال للولايات لمد كابلات الألياف.
يزيد الخلاف مع ترمب احتمالية سعي الولايات للالتزام بمشاريع الألياف، التي تؤدي إلى البناء وخلق فرص العمل، بدل الاعتماد على ستارلينك، كما بيّن بلير ليفين، رئيس موظفي لجنة الاتصالات الفيدرالية السابق.
قال ليفين، الذي يعمل الآن مستشاراً للسياسات في شركة ”نيو ستريت ريسيرش“، إن نجاح ”ستارلينك“ سيعتمد على الأرجح على قدرة ماسك على بيع الخدمة في أجزاء من العالم لا تغطيها خدمة النطاق العريض بما يكفي، لأن معظم الأميركيين لديهم بالفعل اتصال إنترنت موثوق.
يعتمد نمو ”سبيس إكس“ المستقبلي أيضاً على صاروخ ”ستارشيب“، وهو صاروخ أكبر بكثير مُوِّل بعقود مع ناسا بقيمة 4 مليارات دولار. يأمل ماسك أن يكون ”ستارشيب“ قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل، ما يجعل طيرانه أرخص بكثير من أي صاروخ آخر في السوق، وأن تستخدمه ناسا في نهاية المطاف في مهمة إلى المريخ.
لكن ”ستارشيب“ متأخر بسنوات عن الجدول الزمني الذي وضعه ماسك في الأصل، ويعتمد على عدد من التقنيات غير المُجرَّبة، بما في ذلك نظام إعادة التزود بالوقود الذي يعتبره بعض النقاد تكهنات جامحةً، والذي سيتطلب من الشركة إطلاق عدة صواريخ بتتابع سريع. (صرح ماسك أن العدد لا يتجاوز أربع رحلات إعادة تزود بالوقود؛ بينما أشار مسؤولون حكوميون إلى أنه قد يتطلب 16 رحلة أو أكثر).
كما يجب على الشركة إيجاد طريقة لتصميم ألواح درع حرارية لا تنكسر أو تتساقط أثناء إعادة الدخول، وهي مشكلة عانت منها آخر مركبة إطلاق قابلة لإعادة الاستخدام تابعة لناسا، وهي مكوك الفضاء.
قبل إطلاق الشركة الأخير لمركبة ”ستارشيب“ في مايو، أخبر ماسك الصحفي المتخصص في مجال الفضاء إريك بيرغر أن دراسة أداء غلاف المركبة عند إعادة الدخول كانت العنصر “الأهم” في رحلة الاختبار. قال ماسك: “لدينا ما نحو 12 تجربة للغلاف أو أكثر… نحن نجرب طلاءات مختلفة على الغلاف. نحن نجرب تقنيات تصنيع مختلفة وتقنيات ربط مختلفة“.
لسوء الحظ، لم تنجح أي من تجارب الغلاف هذه لأن ”سبيس إكس“ فقدت السيطرة على المركبة، التي انفجرت أثناء عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض. كان هذا هو فشل الإطلاق الثالث على التوالي. كما يبدو أن جهود ماسك الواضحة لقتل صاروخ منافس -نظام الإطلاق الفضائي التابع لشركة بوينغ، الصاروخ الذي تخطط ناسا لاستخدامه لإطلاق مهمتها القمرية القادمة- قد باءت بالفشل.
في الخامس من يونيو، وهو نفس اليوم الذي بدأ فيه خلافه مع ترمب، أضاف السيناتور تيد كروز، الجمهوري من تكساس، بنداً إلى مشروع قانون الضرائب خصص 4.1 مليار دولار لتمويل نظام الإطلاق الفضائي (SLS) التابع لشركة ”بوينغ؛، مما يضمن استمرار منافس ”ستارشيب“ الرئيسي لفي العمل.
بعد أسبوعين، ومع احتدام خلاف ماسك مع ترمب، خسرت الشركة صاروخ ”ستارشيب“ آخر. انفجر هذا الصاروخ خلال ما كان من المفترض أن يكون اختباراً روتينياً، وأدى إلى إتلاف منصة الاختبار بشكل بالغ وإرسال كرة نارية هائلة إلى السماء. قال ماسك ساخراً عبر ”إكس“: “مجرد خدش”.
ظهرت أحدث حيل ماسك الاستعراضية في وقت متأخر من 9 يوليو، عندما أعلن عن أحدث إصدار من ”إكس إيه آي“، المشروع الذي دمجه مع ”إكس“ في وقت سابق من هذا العام. إذا كانت ”سبيس إكس“ الصخرة التي يستند إليها ماسك، فإن ”إكس إيه آي“ هي، حتى الآن، أكبر مصادر خسائره إضافة إلى أنها المشروع الذي لفت انتباهه أكثر من غيره.
وصف ماسك روبوت الدردشة الجديد ”غروك 4“ (Grok 4) التابع لشركة ”إكس إيه آي“، بأنه “أذكى ذكاء اصطناعي في العالم” وادعى أنه أكثر كفاءة من “معظم حاملي الدكتوراه”، برغم اعترافه بأنه “قد يفتقر في بعض الأحيان إلى الحس السليم… إنه لم يخترع بعد تقنيات جديدة أو فيزياء جديدة، ولكن هذه مجرد مسألة وقت“.
يصعب أخذ هذه التفاخرات على محمل الجد، لكن مستثمري ”إكس إيه آي“ متفائلون، ويجادلون بأن كنز ”إكس“ الهائل من المنشورات المحدثة يمثل ميزة كبيرة لها عن برامج الدردشة الأخرى.
من ناحية أخرى، يعرف أي شخص استخدم ”إكس“ حديثاً أنه مصدر لأكثر من مجرد معلومات آنية. في الأيام التي سبقت حدث ”غروك“، لاحظ المستخدمون أن برنامج الدردشة كان يُدرج اعتيادياً أفكاراً وميمات معادية للسامية في ردود أسئلتهم. رداً على استفسارات المستخدمين حول الفيضانات في تكساس، انتقد ”غروك“ “الكراهية المعادية للبيض” وأشار إلى أن أدولف هتلر يعرف كيف يتعامل معها.
في ردود أخرى، طرح ”غروك“ أن اليهود كانوا يضطهدون البيض -وهي نظرية مؤامرة أيدها ماسك شخصياً غير مرة قبل أن يعتذر في النهاية- كما ربط برنامج الدردشة تكراراً عبارة “في كل مرة لعينة” بالميمات المعادية للسامية التي يستخدمها على نطاق واسع المؤثرون المعادون للسامية الذين عادوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي منذ اشترى ماسك ”تويتر“ وجعل إسمها ”إكس“.
ألقى باللوم على المستخدمين لتلاعبهم بـ”غروك“ لكنه اعترف لاحقاً بأنه كافح لمنع برنامج الدردشة من التعبير عن آراء متطرفة. كتب: “يصعب بشكل مدهش تجنب كل من الليبرالي المتشدد للصحوة وميكاهتلر المتعصب”.
أعادت الموجة الأخيرة من ترهات الذكاء الاصطناعي العنصرية صدى حادثة سابقة بدأ فيها ”غروك“ بالرد على أسئلة حول مواضيع عادية بمطولات انفعالية حول “الإبادة الجماعية للبيض” في جنوب أفريقيا، وهي إحدى هواجس ماسك العنصرية. ألقت الشركة باللوم على “تعديل غير مصرح به” أعده أحد الموظفين، وقالت إنها صححته.
في أواخر يونيو، جمع ماسك 10 مليارات دولار عبر الاقتراض وأسهم شركة ”إكس إيه آي“، مع خطط لجمع 10 مليارات دولار أخرى بسرعة. قال إن الخطة هي “إعادة صياغة كامل مجموعة المعرفة البشرية“.
كجزء من جهود جمع التبرعات، أبلغت ”إكس إيه آي“ المستثمرين أن ”غروك“ تخطط لحرق 13 مليار دولار هذا العام بينما لا تحصل إلا على 500 مليون دولار من الإيرادات. وبعدما نشرت بلومبرغ نيوز التفاصيل المالية، وصف ماسك التقرير بأنه ”هراء”.
من ناحية أخرى، عرضت الشركة خصماً خلال جمع التمويل بالديون، ويشمل تمويل الأسهم ملياري دولار من ”سبيس إكس“. وقال ماسك إنه سيطلب من مجلس إدارة “تسلا” المساهمة أيضاً في احتياجات ”إكس إيه آي“ الرأسمالية.
بالطبع، ترى “تسلا” نفسها أيضاً كشركة ذكاء اصطناعي، وتتنافس الآن مع ”إكس إيه آي“ على المواهب الهندسية وكذلك على وقت ماسك، الذي أشار أحياناً إلى أن برامج الذكاء الاصطناعي لدى”تسلا” ضرورية لمستقبلها، وفي أحيان أخرى ألمح إلى أنه قد ينقلها إلى ”إكس إيه آي“، حيث يمتلك مزيداً من الأسهم.
في 27 يونيو، قال إنه “كان يعمل بجد على (غروك) طوال الليل مع فريق (إكس إيه آي)”. في 8 يوليو، بعد عطلة نهاية أسبوع أمضي معظمها في الترويج لحزبه السياسي الجديد، أرسل أحد هؤلاء المستثمرين، دان آيفز، من شركة ”ويدبوش سيكيوريتيز“، مذكرة إلى العملاء حملّها ذعره.
كتب آيفز: “يجب على مجلس إدارة “تسلا” أن يتحرك”. كانت الرسالة صارمة وكتب فيها إيفز، الذي يُعتبر على نطاق واسع المحلل الأكثر تفاؤلاً في وول ستريت بشأن مستقبل “تسلا”، أن الأنشطة السياسية للرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” “تتعارض تماماً مع ما يرغب به مساهمو “تسلا” وتُعرّض الشركة للخطر فيما “تتجه إلى إحدى أهم مراحل دورة نموها”.
لكن بدلاً من المطالبة باستبدال ماسك، كان لدى إيفز فكرة مختلفة. اقترح على مجلس الإدارة زيادة تعويضات ماسك بشكل كبير، ما يمنحه حوالي 100 مليار دولار إضافية على هيئة أسهم، وقال إن هذا قد يشجع ماسك على دمج ”إكس إيه آي“ مع “تسلا”، وأن يوم الدفع يجب أن يأتي مع قواعد تُلزم بالإشراف على أنشطة ماسك السياسية وحد أدنى من الوقت الذي يجب أن يقضيه في العمل على “تسلا”.
سخر المتشائمون والمراهنون على انخفاض أسهم ”تسلا”، وهم مجتمع إلكتروني قوي استعاد حيويته حديثاً، من الاقتراح ووصفوه بأنه مفرط السخاء. لماذا نجزي سلوك الرئيس التنفيذي المُدمّر للذات بمكافأة مالية ضخمة؟.
كان رد ماسك مختلفاً، إذ أوضح أنه يعتزم الاستمرار في نهجه مهما كلف الأمر. كتب: ”اخرس يا دان”. وأمضى فترة ما بعد الظهر يغرد مجدداً عن جيفري إبستين وترمب، ثم فتح بثّاً ظهر فيه وهو يمارس ألعاب الفيديو. بعدها أغلق سعر سهم “تسلا” على ارتفاع 1%.
تتحول خارطة الاستثمار في دول الخليج بوتيرة متسارعة، مدفوعةً ببرامج التحول الاقتصادي الطموحة ورغبة الحكومات في تقليل الاعتماد على العائدات النفطية. فبعد سنوات من تدفق رؤوس الأموال نحو مشروعات الهيدروكربونات والبنية التحتية التقليدية، باتت قطاعات مثل الطاقة النظيفة، والتكنولوجيا المتقدمة، والسياحة، والرعاية الصحية تشكل محاور رئيسية للاستثمارات الدولية.
تبرز السعودية والإمارات بصفة خاصة في اجتذاب شركات عالمية كبرى لعقد شراكات استراتيجية وتنفيذ مشروعات تشغيلية ضخمة، وهو ما تؤكده تقديرات حديثة لوكالة “إس آند بي غلوبال”، التي أشارت إلى أن دول الخليج ستواصل جذب رؤوس الأموال العالمية مستفيدةً من بيئاتها التنظيمية الجاذبة وقدراتها التمويلية الكبيرة، رغم التحديات المرتبطة بتعدد الجهات الحكومية المشرفة على المشروعات ونقص الكفاءات المحلية المتخصصة في القطاعات الجديدة.
ونستعرض في هذا التقرير أبرز القطاعات الواعدة في الخليج التي تجذب اهتمام الشركاء الأجانب، وما التحديات التي يواجهها الاستثمار الأجنبي في المنطقة، والتغيرات المستقبلية المحتملة في خريطة الاستثمارات الخليجية.
تشكل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، والخدمات المالية، والسياحة، والزراعة، والرعاية الصحية أبرز القطاعات التي جذبت تدفقات كبيرة من الاستثمارات الأجنبية إلى الخليج مؤخراً، مدعومة بمبادرات حكومية وتحالفات مع شركات عالمية كبرى.
التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي: باتت “هيوماين” السعودية نقطة جذب رئيسية للاستثمارات الأجنبية في الذكاء الاصطناعي، إذ التزمت ثلاث من كبرى شركات الرقائق الأميركية، هي: “إنفيديا” (Nvidia)، “إيه إم دي” (AMD)، و”كوالكوم” (Qualcomm) بضخ استثمارات مباشرة تشمل توريد معدات متقدمة، وإنشاء بنية تحتية، ومراكز تصميم، ما يعزز موقع المملكة بين أسرع الأسواق الناشئة في استقطاب رأس المال بهذا القطاع.
صرح د. أحمد عبد الله، الشريك الزميل في “FTI Delta”، في لقاء تلفزيوني مع “الشرق”، بأن هيئة السعودية للذكاء الاصطناعي تتوقع مساهمة القطاع بـ12% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.
وفي صفقة وُصفت بأنها الأضخم من نوعها في الخليج، أعلنت “إيه إم دي” (AMD) عن استثمار بقيمة 10 مليارات دولار بالتعاون مع “هيوماين” لإنشاء مراكز بيانات تعتمد على رقائقها المتطورة على مدى خمس سنوات.
كما وافقت “إنفيديا” (Nvidia) على تزويد “هيوماين” بـ18 ألف شريحة من طراز “غريس بلاكويل” (Grace Blackwell) لتشغيل مراكز بيانات سعودية بقدرة أولية 500 ميغاواط، ترتفع إلى 1.9 غيغاواط بحلول 2030، في شراكة تُعد مثالاً بارزاً على الاستثمار الأجنبي المباشر في بنية الحوسبة المتقدمة. ووقعت “كوالكوم” (Qualcomm) مذكرة تفاهم لتزويد “هيوماين” بمعالجات “سناب دراغون” و”دراغون وينغ”، إضافة إلى تأسيس “مركز كوالكوم للتصميم” لتطوير تقنيات أشباه الموصلات وتدريب الكفاءات المحلية ضمن التزامات طويلة الأجل.
في الإمارات، أعلنت “أوبن إيه آي” (OpenAI) عن أول توسع دولي لها عبر مشروع “ستارغيت الإمارات” (Stargate UAE) بالشراكة مع “G42” وبدعم من الحكومة الأميركية. يشمل المشروع إنشاء مركز حوسبة متقدم في أبوظبي بقدرة 1 غيغاواط، يُتوقع تشغيله جزئياً في 2026، ليصبح الأكبر خارج الولايات المتحدة. ويشارك في تطويره “أوراكل” (Oracle)، و”إنفيديا” (Nvidia)، و”سوفت بنك” (SoftBank)، و”سيسكو سيستمز” (Cisco Systems)، فيما ستصبح الإمارات أول دولة تطلق تطبيق “تشات جي بي تي” وطنياً في قطاعات التعليم والصحة والطاقة.
الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر: تُعد دول الخليج ثاني أسرع مناطق العالم نمواً في الطاقة المتجددة بعد الصين، وإضافةً إلى استثماراتها المحلية، جذبت تمويلاً ضخماً في الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة، واستقطبت شركات عالمية من فرنسا والصين واليابان وكوريا لدعم خطط تنويع مصادر الطاقة، وفق تقرير صادر عن “فاينانشال تايمز”.
شهدت السعودية استثمارات كبيرة في الهيدروجين الأخضر في “نيوم”، بقيادة شركة “إير برودكتس” (Air Products) الأميركية بالشراكة مع “أكوا باور” (ACWA Power) السعودية. وتُقدّر كلفة المشروع بنحو 8.4 مليار دولار لإنتاج 600 طن يومياً بحلول 2026، بتمويل مصرفي دولي من آسيا وأوروبا.
كما فازت شركتا “توتال إنرجيز” (TotalEnergies) و”إي دي إف رينيوابلز” (EDF Renewables) الفرنسيتان بعقود تطوير محطات شمسية بقدرة 1.7 غيغاواط، باستثمارات تتجاوز 2.1 مليار دولار ضمن البرنامج الحكومي للطاقة المتجددة.
وأعلنت شركة “جينكو سولار” (JinkoSolar) الصينية عن استثمار 400 مليون دولار لإنشاء مصنع لإنتاج وتجميع الألواح الشمسية في الإمارات بمجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، لتلبية الطلب المحلي والتوسع الإقليمي. ويُطوّر في أبوظبي مشروع تخزين بطاريات بطاقة 19 غيغاواط/ساعة باستثمار مشترك مع شركات يابانية وكورية، وتبلغ كلفته نحو 6 مليارات دولار، ليصبح من أكبر مشروعات التخزين عالمياً.
وفي البحرين، خُصص جزء من اتفاقية استثمارية بقيمة 3.4 مليار دولار وُقّعت مع الحكومة البريطانية في يونيو 2025 لدعم مشروعات الطاقة النظيفة، وتشمل التعاون مع “أوكتوبوس إنرجي” (Octopus Energy) و”لايت سورس بي بي” (Lightsource BP) لتطوير محطات شمسية ضمن خطة المملكة لخفض الانبعاثات.
الخدمات المالية وإدارة الأصول: تسعى مدن خليجية مثل الرياض ودبي وأبوظبي والدوحة إلى تعزيز حضورها كمراكز مالية إقليمية، عبر جذب مؤسسات عالمية في الخدمات المصرفية وإدارة الأصول. وتستند هذه الجهود إلى حوافز تنظيمية وبيئات أعمال متطورة، في سياق أوسع لتنويع اقتصادات المنطقة وزيادة جاذبيتها لرؤوس الأموال الأجنبية.
حصل بنك “بي إن واي ميلون” (BNY Mellon) على ترخيص في مايو 2025 من السلطات السعودية لإنشاء مقر إقليمي تشغيلي في الرياض، وفق تقرير لوكالة أنباء “رويترز”، كما افتتحت بنوك مثل “غولدمان ساكس” و”سيتي غروب” مقرات لها في المملكة.
في الإمارات، شهد القطاع المالي في أبوظبي ودبي نمواً ملحوظاً مع افتتاح شركات عالمية كبرى مقرات تشغيلية جديدة. فقد افتتحت “لازارد” (Lazard) و”بلاك روك” (BlackRock) مكاتب مرخصة في سوق أبوظبي العالمي، بينما عززت “كاناكورد” (Canaccord) و”بارينغز” (Barings) نشاطهما في مركز دبي المالي. كما انتقلت مؤسسات بارزة مثل “غولدمان ساكس”، و”بريفان هوارد أسيت مانجمنت” (Brevan Howard Asset Management)، ومكتب عائلة راي داليو إلى أبوظبي، ما يعكس تنامي جاذبية الإمارات كمركز مالي إقليمي ودولي.
كما افتتحت “آشمور غروب” (Ashmore Group) مكتباً مرخصاً في الدوحة عام 2024 لإدارة أصول محلية، فيما دشّنت “غلوبال إنفراستركتشر بارتنرز” (GIP) مكتباً إقليمياً لإدارة مشاريع البنية التحتية.
السياحة والترفيه: يُعد الترفيه والسياحة والرياضة والثقافة من القطاعات الرئيسية التي تراهن السعودية على تطويرها لتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط بالشراكة مع القطاع الخاص. وتستهدف رؤية المملكة 2030 رفع مساهمة صناعة الترفيه إلى 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.
وفي سبيل تحقيق هذه الغاية، وقّعت شركة نيوم سلسلة من الشراكات مع شركات عالمية بارزة لتطوير مشاريعها السياحية الكبرى على ساحل البحر الأحمر وفي المناطق الجبلية. من أبرز هذه الاتفاقات التعاون مع مجموعة “ماريوت إنترناشونال” (Marriott International) لإدارة ثلاثة فنادق فاخرة على جزيرة سندالة، من بينها منتجعان ضمن علامة “لاكشري كولكشن” (Luxury Collection) وفندق تابع لعلامة “أوتوغراف كولكشن” (Autograph Collection).
كما عقدت “نيوم” شراكة مع شركة “إنيسمور” (Ennismore) لتطوير وإدارة وجهات ضيافة متميزة في مشروع تروجينا الجبلي، الذي يخطط لتقديم تجارب سياحية شتوية فريدة في قلب المملكة.
إلى جانب ذلك، تعاونت نيوم مع مؤسسة “أوشن إكس” (OceanX) الأميركية لاستكشاف الحياة البحرية ودعم السياحة البيئية المستدامة في البحر الأحمر.
وتعمل شركة البحر الأحمر الدولية المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة على تطوير اثنتين من كبرى الوجهات السياحية الفاخرة في السعودية: مشروع البحر الأحمر وأمالا. أبرمت الشركة شراكات مع علامات فندقية عالمية مثل “فورسيزونز” (Four Seasons)، التي ستدير مجمعاً سياحياً في جزيرة شورى، ومع “حياة” (Hyatt) و”ماريوت إنترناشونال” (Marriott International) لتطوير وتشغيل عشرات المنتجعات الفاخرة على الساحل الغربي.
أما مشروع القدية الترفيهي المقام على مساحة 360 كيلومتراً مربعاً قرب الرياض، فيستهدف أن يصبح وجهة عالمية للترفيه والرياضة والثقافة، ويشمل إنشاء استاد الأمير محمد بن سلمان لاستضافة مباريات كأس العالم، وحلبة سباق فورمولا 1.
وفي خطوة لتعزيز التنوع، وقّعت شركة القدية للاستثمار اتفاقية مع “سيكس فلاغز” (Six Flags) الأميركية لإنشاء أول مدينة ملاهٍ للعلامة في الشرق الأوسط، إضافةً إلى استحواذها على شركة مشاريع الترفيه “سفن” لتحقيق التكامل في القطاع.
كما شهدت الدرعية توقيع عقود تطوير سياحي ضخمة مع شركاء أجانب مثل “الشركة الصينية للهندسة المعمارية” (CSCEC)، إلى جانب شركات محلية لتنفيذ فنادق فاخرة ونادٍ للفروسية بقيمة تتجاوز 15 مليار ريال.
يُعد موسم الرياض من أكبر الفعاليات الترفيهية في السعودية، حيث استقطب أكثر من 19 مليون زائر من أكتوبر حتى يناير 2025. جرت فعاليات الموسم العالمية المتنوعة ضمن 14 منطقة ترفيهية، أبرزها بطولة “UFC” للفنون القتالية المختلطة، مباريات توحيد ألقاب الملاكمة، بطولة أساطير التنس، ومباراة السوبر الأفريقي.
كما استضاف كأس العالم للرياضات الإلكترونية وسباق الدرونز، ما ساهم بانتعاش السياحة وزيادة الإشغال الفندقي في الرياض.
أشار مأمون حميدان، الرئيس التنفيذي للأعمال في شركة ويجو (wego)، إلى أن موسم الرياض أسهم في انتعاش غير مسبوق بقطاع الضيافة وزيادة الطلب على الفنادق والمطاعم، ما شجع استقطاب علامات عالمية جديدة ورفع مستوى الخدمات المقدمة للسياح.
من جهته، أكد تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، زيادة الطاقة الاستيعابية للموسم بنحو 40%، موضحاً أن 95% من الشركات المنفذة لعقوده سعودية، مع عقد شراكات خارجية مع جهات من قطر والكويت ومصر والولايات المتحدة، أبرزها التعاون مع UFC.
الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية يسجل أعلى مستوى فصلي هذا العام.. التفاصيل هنا
في الإمارات، عزّزت أبوظبي موقعها عبر شراكتها مع شركة “والت ديزني” (The Walt Disney Company) لتأسيس أول منتزه “ديزني لاند أبوظبي” في الشرق الأوسط على جزيرة ياس، ما يضيف وجهة ترفيهية عالمية جديدة إلى مشاريعها القائمة مع “وارنر براذرز” (Warner Bros.) و”فيراري وورلد” (Ferrari World).
دبي بدورها عقدت شراكات مع علامات فندقية دولية مثل “ريو هوتيلز” (RIU Hotels) الإسبانية و”سنتارا” (Centara) التايلندية في جزر ديرة، إلى جانب تعاون “مِراس” مع شركة “سيزرز إنترتينمنت” (Caesars Entertainment) الأميركية لتطوير منتجع ترفيهي متكامل في جزيرة بلوواترز، ما يعكس ثقة المستثمرين العالميين ببيئة الأعمال في الإمارات.
أما في البحرين، فتشهد المشروعات السياحية الكبرى مثل توسعات جزر أمواج وشواطئ خليج البحرين شراكات مع شركات إدارة فندقية عالمية مثل “فور سيزونز” (Four Seasons) و”فيرمونت” (Fairmont) لتشغيل الفنادق والمنتجعات. وفي الكويت، يتعاون مشروع “مدينة الشرق” مع شركات استشارات وهندسة أوروبية أبرزها “آراب” (ARUP) لتخطيط المرافق الترفيهية والضيافة وفق أحدث المعايير الدولية.
الزراعة والغذاء: تتسارع جهود الإمارات لتعزيز الأمن الغذائي عبر استثمارات وشراكات دولية واسعة. في أبوظبي، أُطلقت وحدة “مجمع تنمية الغذاء ووفرة المياه” المعروفة باسم “أغوا” (AGWA) لزيادة الناتج المحلي بنحو 25 مليار دولار واستقطاب استثمارات بقيمة 34.8 مليار دولار بحلول 2045، ضمن استراتيجية وطنية تشمل مبادرة “ازرع في الإمارات”.
في دبي، يبرز مشروع “وادي تكنولوجيا الغذاء” ومشروع “غيغا فارم” بالتعاون مع شركة “انتليجنت غروث سولوشنز” (Intelligent Growth Solutions) البريطانية لإنتاج 3 ملايين كيلوغرام من الخضراوات سنوياً وإعادة تدوير النفايات الغذائية باستخدام مئات الأبراج الزراعية الذكية.
كما أبرمت شركة “موارد” التابعة لمجموعة “ألفا ظبي” شراكة مع شركة “بلنتي” (Plenty) الأميركية لإنشاء سلسلة مزارع عمودية باستثمارات تصل إلى 680 مليون دولار، تشمل مزرعة لإنتاج الفراولة في أبوظبي، بحسب تقرير لـ”بلومبرغ”.
في قطر، أطلقت “حصاد فود” مشروعاً للزراعة المائية بالتعاون مع “يارا إنترناشيونال” (Yara International) النرويجية وشركات هولندية مثل “هوخندورن” (Hoogendoorn) و”إم إس تي هولند” (MST Holland) و”جيفي” (Jiffy)، بهدف بناء بيوت زجاجية تقلل استهلاك المياه وتزيد الإنتاج المحلي، بحسب تقارير “غلف تايمز” ومنصة “AgFunderNews” لأخبار الاستثمار الغذائي والزراعي.
الرعاية الصحية: تتجه دول الخليج إلى عقد شراكات واسعة مع شركات عالمية لتوسيع قطاع الرعاية الصحية ورفع جودة الخدمات. تأتي هذه الخطوات ضمن خطط تنويع الاقتصاد وتطوير بنية تحتية متقدمة تعتمد على الابتكار والذكاء الاصطناعي. وتشمل المبادرات تأسيس مراكز علاجية متخصصة واستحواذات على شبكات طبية دولية ومشاريع تصنيع الأدوية.
في إطار هذه الجهود، أطلقت المملكة العربية السعودية ملتقى الصحة العالمي ضمن مساعي تنويع الاقتصاد وفق رؤية 2030. ويعد الملتقى منصة تجمع مستثمرين دوليين وصناع قرار ومزودي خدمات طبية، بهدف رفع مساهمة القطاع الخاص في الرعاية الصحية السعودي من نحو 11% حالياً إلى 50% بحلول نهاية العقد.
خلال النسخة الأخيرة للملتقى في أكتوبر 2024، أعلنت وزارة الاستثمار عن فرص استثمارية تتجاوز 120 مليار ريال تشمل مشاريع لتوسعة المستشفيات وتأسيس مراكز طبية متخصصة، إلى جانب إطلاق صندوق “عافية” برأسمال 250 مليون دولار، بدعم من منصة “جدا” التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، لتمويل شركات الرعاية الصحية المحلية والعالمية.
استثمرت شركة “جدا” في الصندوق التابع لشركة “تي في إم كابيتال هيلث كير” (TVM Capital Healthcare)، إلى جانب مستثمرين من الشرق الأوسط وأوروبا. وأوضح هيلموت شوهسلر، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة، أن الصندوق سيركز على شركات الرعاية الصحية السعودية أو الشركات الدولية التي تخطط للتوسع في المملكة، وعلى مراكز العلاج والعيادات المتخصصة. وفي مؤشر على اهتمام المستثمرين، تمت تغطية الطرح العام لمستشفى الدكتور سليمان عبد القادر فقيه 119 مرة، واجتذب طلبات شراء بقيمة 91 مليار دولار.
تعزز الإمارات حضورها في قطاع الرعاية الصحية عبر شراكات واسعة مع شركات أجنبية، ضمن جهود تنويع الاقتصاد وتوطين التقنيات الطبية. في أبوظبي، أعلنت مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي” التابعة لشركة “إم 42” عن اتفاق مع “توشيبا لأنظمة وحلول الطاقة” لإنشاء أول مركز متقدم متخصص في علاج السرطان بالأيونات الثقيلة في الشرق الأوسط.
وتلقت “إم 42” دعماً من شركة “جي 42” وصندوق “مبادلة للاستثمار”، وقد استحوذت أيضاً على سلسلة عيادات غسيل الكلى الأوروبية “ديافيروم” وأبرمت شراكة مع “إلومينا” (Illumina Inc) للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التشخيص، إلى جانب إدارة بيانات “برنامج الجينوم الإماراتي”.
في دبي، وقّع “مجمع دبي للعلوم” مذكرة تفاهم مع الشركة الكورية “ميديتوكس” لإنشاء أول مصنع بوتوكس في المنطقة. كما أبرمت “بيور هيلث” (PureHealth) شراكة مع مركز “شيبا ميديكال سنتر” (Sheba Medical Center) الإسرائيلي لتعزيز التعاون في البحث والتعليم والسياحة العلاجية. وفي خطوة توسعية خارجية، استحوذت “بيور هيلث القابضة” على حصة أغلبية بقيمة 2.3 مليار دولار في سلسلة مستشفيات يونانية من “سي في سي كابيتال بارتنرز” (CVC Capital Partners).
في قطر، تواصل للتربية والعلوم وتنمية المجتمع جهودها لتعزيز الطب الدقيق عبر دمج مركز قطر بيوبنك وبرنامج الجينوم القطري ضمن كيان موحد يُدعى معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة. وأبرم المعهد شراكة مع مؤسسة حمد الطبية ومع شركة “إلومينا” (Illumina Inc) الأميركية المتخصصة في تقنيات تسلسل الحمض النووي، لتطوير برامج العلاج الدوائي الجينومي التي تمكّن من تخصيص الأدوية والجرعات وفق التركيب الجيني لكل مريض. وتسعى هذه الخطوة إلى تحسين فعالية العلاج وتقليل الآثار الجانبية، وتوظيف التكنولوجيا الحيوية في رفع مستوى الرعاية والوقاية الصحية، بحسب “رويترز”.
وفي سلطنة عُمان، أبرم مستشفى عُمان الدولي اتفاقية استراتيجية لمدة 10 سنوات مع شركة “سيمنس هيلثينيرز” (Siemens Healthineers) عبر شريكها الإداري “آيديالمِد جلوبال هيلث كير سيرفيس” (Idealmed Global Healthcare Service). يشمل المشروع تطوير مستشفى خاص بمجمع طبي يضم أحدث تقنيات التصوير الإشعاعي والذكاء الاصطناعي، وإنشاء «أكاديمية الطب» للتدريب الطبي، وتقديم خدمات المختبر والاستشارات الإكلينيكية. وتعكس الشراكة توجه السلطنة نحو توطين التقنيات الصحية المتقدمة ورفع كفاءة النظام الطبي الوطني، وفق تقرير لموقع “زاوية”.
رغم تصاعد تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى دول الخليج في السنوات الأخيرة، يشير تقرير “سهولة ممارسة الأعمال 2024” الصادر عن البنك الدولي إلى أن بعض الاقتصادات الخليجية ما زالت تتطلب إجراءات طويلة للحصول على التراخيص والتصاريح، بالإضافة إلى تعدد الجهات الحكومية المشرفة على تنفيذ المشروعات.
على صعيد آخر، يشكل نقص الكفاءات المحلية المتخصصة في القطاعات المستجدة مثل التكنولوجيا المتقدمة والاقتصاد الأخضر أحد أبرز التحديات أمام الاستثمار طويل الأجل. ورغم برامج التدريب الوطنية، ما زالت دول الخليج بحاجة إلى مزيد من الخبرات للمشروعات الاستراتيجية الضخمة في الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، ما يزيد من تكاليف رأس المال البشري.
لماذا ترغب الصين في تطوير سوق مشتركة مع دول الخليج والآسيان؟ التفاصيل هنا
ووفق تقرير الأونكتاد 2024 حول الاستثمار العالمي تحتاج البيئة القانونية والتعاقدية إلى مزيد من تطوير الأطر التشريعية لجذب استثمارات أكثر وتحسين مؤشرات سهولة الأعمال.
تتجه خريطة الاستثمارات الخليجية في السنوات المقبلة نحو التركيز على تنويع مصادر الدخل عبر ضخ رؤوس أموال ضخمة في قطاعات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا والصناعات التحويلية. وتسهم برامج مثل رؤية السعودية 2030 واستراتيجية الإمارات الصناعية في تعزيز بيئة الأعمال وتطوير البنية التحتية لجذب استثمارات نوعية على المستوى الإقليمي والدولي.
في هذا الإطار، تلعب الصناديق السيادية الخليجية دوراً محورياً في دفع هذا التحول، وفي مقدمتها صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وكذلك مبادلة للاستثمار والقابضة (ADQ) في أبوظبي اللتين كان لهما دور بارز في إطلاق شركات مثل “جي 42” التي تمثل ذراع الإمارات في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة.
وفق تقرير صادر عن مجموعة بوسطن للاستشارات (BCG)، يُتوقع أن يصل حجم استثمارات دول الخليج في القطاعات الناشئة إلى أكثر من تريليوني دولار بحلول 2030. ويشير التقرير إلى أن هذا التوجه سيتركز على ثلاثة مجالات رئيسية: مشروعات الاقتصاد الرقمي، وتطوير الطاقة منخفضة الكربون والهيدروجين الأخضر، واستثمارات البنية التحتية المستدامة التي تراعي معايير البيئة والحوكمة.
ويرى خبراء المجموعة أن هذا التحول سيعزز مكانة المنطقة كمركز عالمي للاستثمار والابتكار، مع تصاعد دور الصناديق السيادية في تمويل التحولات الاقتصادية الكبرى وبناء شراكات استراتيجية مع شركات متعددة الجنسيات.
(رويترز)
أعلنت هيئة البيئة بأبوظبي، بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، تحقيق تقدم كبير في تنفيذ المرحلة الأولى من خطة أبوظبي لتحقيق أهداف «المئوية البيئية 2071»، حيث تم إنجاز نحو 95 في المئة من الخطة بحلول نهاية عام 2024.
وتأتي هذه الخطوة لترسيخ رؤية أبوظبي المستقبلية نحو بيئة أكثر ازدهاراً واستدامة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
يأتي هذا التقدم في العام الثاني من الخطة الممتدة من عام 2023 حتى 2025، لتقود أجندة الاستدامة البيئية، بهدف تحقيق التطلعات الطموحة للإمارة لتكون الأفضل عالمياً في العمل «البيئي» و«المناخي» بحلول عام 2071.
وأحرزت حكومة أبوظبي 359 إنجازاً و63 نتيجة تجاوزت المستهدفات ضمن المرحلة الأولى من خطة المئوية البيئية، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية، أبرزها دوائر البلديات والطاقة والثقافة والتمكين الحكومي وهيئة الزراعة ومركز الصحة العامة، إلى جانب شراكات دولية في أكثر من 24 دولة.
وأكدت شيخة المزروعي، المدير التنفيذي لقطاع التخطيط والسياسات البيئية المتكاملة في هيئة البيئة – أبوظبي، أن هذا الإنجاز الكبير الذي تجاوز التوقعات هو نتيجة التعاون بين الجهات الحكومية التي تضع الاستدامة في صميم أولوياتها، مشيرة إلى أن هذه النتائج تعكس روح العمل الجماعي والثقة في الشراكات، وهو ما يدفعهم لتحقيق أهداف خطة مئوية أبوظبي البيئية 2071.
حقق المسار الأول نسبة إنجاز بلغت 88 في المئة، وشملت أبرز المشاريع:
تنفيذ خطة متكاملة لتنمية استزراع الأحياء المائية
إطلاق أول خريطة هيدروجيولوجية على مستوى الدولة لتقييم موارد المياه الجوفية
وضع خطة للتنمية الزراعية المستدامة
تطوير نظام شامل لمراقبة جودة الهواء
إصدار دليل لاستخدام الدراجات الهوائية والكهربائية بأمان
تحديث تعليمات البنية التحتية لوسائل التنقل الخفيف
إعداد خطة أبحاث لرصد جودة الهواء الداخلي في القطاعات المهمة
حقق هذا المسار إنجازاً تجاوز الهدف بنسبة 102 في المئة، ومن أبرز إنجازاته:
إعداد خطة للتكيف مع آثار التغيّر المناخي للفترة 2025–2050 بمشاركة 41 جهة
وضع معايير للزراعة الذكية بهدف تحقيق الأمن الغذائي
تطوير إطار سياسات الطاقة يضم 93 مبادرة حتى 2035
تجهيز البنية التحتية لشحن الحافلات الكهربائية والهيدروجينية
تشغيل أولى الحافلات الكهربائية الفائزة بجائزة عالمية للابتكار في الاستدامة
إعداد خطة استدامة للقطاع البحري
تطوير إستراتيجية كفاءة الطاقة والمياه حتى عام 2030
حقق هذا المسار نسبة إنجاز 97 في المئة، ومن أبرز مبادراته:
إطلاق سياسة «السماء المظلمة» للحد من التلوث الضوئي
إشراك المجتمع في ابتكار حلول لمشكلات جودة الهواء والضوضاء
تنظيم المؤتمر العالمي الثاني عشر للتعليم البيئي (WEEC) لتعزيز التعاون الدولي
إطلاق الدورة السابعة من مبادرة «المدارس المستدامة»
تدشين مركز أبحاث الاستدامة البحرية
إطلاق «سكون» أكبر تاكسي مائي في العالم باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد
تطوير نظام ذكي لرصد جودة التربة باستخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات الاستشعار
تواصل هيئة البيئة – أبوظبي جهودها مع الشركاء المحليين والدوليين لتعزيز مكانة الإمارة كقائد في العمل البيئي والمناخي، مؤكدة التزامها بأهداف خطة مئوية أبوظبي البيئية 2071، والعمل حالياً على تنفيذ المرحلة الثانية لتحقيق مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً للأجيال القادمة.
رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي من 2.8% إلى 3% للعام الحالي، ومن 3% إلى 3.1% للعام المقبل، في ظل تراجع طفيف في التوترات التجارية وتحسّن بعض المؤشرات الاقتصادية الأساسية، إلا أن استمرار مستويات الرسوم الجمركية المرتفعة يبقي على حالة من عدم اليقين ويهدد زخم النمو.
جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها كبير الخبراء الاقتصاديين ومدير البحرث في صندوق النقد الدولي، بيير-أوليفييه غورينشاس، خلال تقديمه تحديث آفاق الاقتصاد العالمي لشهر تموز 2025.
وأوضح غورينشاس أن معظم المناطق حول العالم تشهد تحسينات طفيفة في معدلات النمو، مدفوعة بعوامل عدة أبرزها تراجع التضخم العالمي، وتحسّن الأوضاع المالية، وضعف الدولار بنسبة 8% منذ مطلع العام.
وعلى الرغم من هذه التطورات الإيجابية، شدّد التقرير على أن الرسوم الجمركية لا تزال عند مستويات مرتفعة تاريخيا. إذ شهدت الولايات المتحدة في نيسان تصعيداً غير مسبوق في الرسوم الجمركية على شركائها التجاريين، قبل أن تتراجع جزئيا وتبدأ تجميدا مؤقتا لهذه الرسوم اعتباراً من أيار، ما خفّض المعدل الفعلي من 24% إلى 17%. إلا أن البيئة التجارية لا تزال هشّة، بحسب صندوق النقد.
وحذّر الصندوق من أن انتهاء فترة التجميد في 1 آب قد يعيد الرسوم إلى مستويات أعلى، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تراجع الناتج العالمي بنسبة 0.3% في عام 2026، وفقاً لنماذج المحاكاة الاقتصادية المعتمدة لدى الصندوق.
وأضاف غورينشاس أن استمرار عدم اليقين في البيئة التجارية قد يُثقل كاهل الاستثمار والنشاط الاقتصادي خلال الأشهر المقبلة، خاصة إذا لم يتحقق الطلب المتوقع على السلع التي تم تصديرها بكثافة خلال الربع الأول. كما حذّر من أن المخاطر الجيوسياسية لا تزال قائمة، وتزيد من احتمالات حدوث اضطرابات إضافية في سلاسل التوريد.
وأشار كذلك إلى أن معدلات النمو العالمية لا تزال دون المتوسط الذي سبق جائحة كوفيد-19، مع تراجع متوقع في نسبة التجارة إلى الناتج العالمي من 57% عام 2024 إلى 53% بحلول 2030.
وفي المقابل، تواصل الضغوط التضخمية بالتصاعد تدريجياً داخل الولايات المتحدة، في وقت ترتفع فيه أسعار الواردات أو تبقى مستقرة، ما يشير إلى أن تكلفة الرسوم الجمركية تُحمّل حالياً لتجار التجزئة الأمريكيين، وقد تنتقل قريباً إلى المستهلكين.
كما سلّط التقرير الضوء على هشاشة الأوضاع المالية العامة في عدد كبير من الدول، نتيجة مزيج من الديون العامة المرتفعة والعجوزات المستمرة، ما يجعلها أكثر عرضة للتأثر بأي تشديد في الأوضاع المالية، لا سيما في حال تعرّض مبدأ استقلالية البنوك المركزية للتهديد، وهو ما وصفه غورينشاس بـ«الركيزة الأساسية للاستقرار الاقتصادي والمالي».
وفي توصياته، دعا صندوق النقد الدولي إلى العمل على استعادة الاستقرار في السياسات التجارية لتقليص حالة عدم اليقين، وتسوية الخلافات ضمن أطر واضحة وقابلة للتنبؤ. كما شدد على ضرورة حماية استقلالية البنوك المركزية، وتوسيع الحيّز المالي من خلال سياسات ضبط تدريجية وموثوقة، وتنفيذ إصلاحات هيكلية تعزز الإنتاجية على المدى الطويل.
وأكد الصندوق أن الحفاظ على استقرار السياسات، واستعادة الثقة في النظام التجاري العالمي، يمثلان أساسًا ضروريًا لدعم الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أن النجاح في تفادي ركود عالمي واسع حتى الآن يعود إلى مرونة الاستجابات المالية والنقدية خلال العامين الماضيين.
وفيما يتواصل مسار انخفاض التضخم العالمي، لا يزال بعيدًا عن أهداف الاستقرار في عدد من الاقتصادات الكبرى، وفق التقرير.
ففي الولايات المتحدة، من المتوقع أن يبقى التضخم أعلى من الهدف البالغ 2% حتى نهاية 2026، بسبب تأثير الرسوم الجمركية وتراجع الدولار. أما في منطقة اليورو، فساهمت قوة اليورو وتدابير مالية استثنائية في تخفيف الضغوط التضخمية. بالمقابل، تم تعديل التضخم الأساسي في الصين صعودًا بشكل طفيف إلى 0.5% في 2025.
رغم التحسن الظاهري في التوقعات، حذر الصندوق من جملة مخاطر قد تعرقل المسار الاقتصادي العالمي، أبرزها تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا، مما قد يرفع أسعار السلع الأساسية ويُعقّد سلاسل التوريد.
ومن المخاطر أيضا؛ تزايد مستويات الدين والعجز في دول متقدمة كفرنسا والولايات المتحدة، ما قد يتسبب في تقلبات حادة في الأسواق المالية، استمرار الضبابية التجارية، والتي تهدد الاستثمارات في الدول المعتمدة على التصدير، وهشاشة الوضع المالي في عدد من الأسواق الناشئة التي تواجه حيزًا ضيقًا للتحرك المالي والنقدي.