تراجع الزوار الأجانب بنسبة 74% مقارنة بعام 2023
اسواق جو – لأول مرة منذ سنوات، تغيب الاحتفالات الرسمية في مدينة البترا الأثرية بذكرى اختيارها كثاني عجائب الدنيا السبع الجديدة، والتي تصادف السابع من تموز من كل عام. يأتي ذلك في ظل أزمة خانقة تضرب القطاع السياحي والتجاري في المدينة، نتيجة تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر 2023، والأحداث الإقليمية المتسارعة، وعلى رأسها الأزمة الإيرانية–الإسرائيلية، والتوترات المستمرة في المنطقة.
ويعيش القطاع السياحي في البترا – وهي من أهم الوجهات السياحية في الأردن – واحدة من أسوأ فتراته، حيث أغلقت عشرات المنشآت السياحية والفندقية أبوابها، في ظل تراجع أعداد الزوار وغياب السياحة الأجنبية، ما انعكس سلبًا على الاقتصاد المحلي الذي يعتمد بشكل كبير على هذا القطاع الحيوي.
أرقام مقلقة:
وكشفت أرقام سلطة إقليم البترا التنموي السياحي عن تراجع حاد في أعداد الزوار، حيث استقبلت المدينة خلال حزيران الماضي فقط 16,207 زائر أجنبي، مقارنة بـ 68,349 زائرًا أجنبيا في حزيران 2023، و53,888 زائرًا في الشهر نفسه من عام 2019.
أما في النصف الأول من عام 2025، فبلغ عدد الزوار الإجمالي 259,798 زائرًا، منهم 175,510 زائرًا أجنبيًا، مقارنة بـ 692,595 زائرًا في الفترة نفسها من 2023، منهم 606,000 زائر أجنبي، في حين سجّلت الفترة ذاتها عام 2019 قرابة 538,187 زائرًا، من ضمنهم 474,139 زائرًا أجنبيًا.
قطاع فندقي ينهار:
وأكد رئيس سلطة إقليم البترا، فارس البريزات، أن المدينة تعيش “أزمة حقيقية”، خاصة أن أكثر من 85% من سكانها يعتمدون على السياحة كمصدر دخل، كما تعتمد السلطة ماليًا على إيرادات التذاكر كمورد رئيسي.
وأشار إلى أن السياحة المحلية والعربية غير قادرة على تعويض غياب السياح الأجانب، في وقت بلغت فيه نسب إلغاء الحجوزات بين 95% و100%، وفق ما صرّح به حسين الهلالات، نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية، مشيرًا إلى أن عدداً كبيراً من المنشآت أغلق أبوابه وسرّح موظفيه.
أما رئيس جمعية فنادق البترا التعاونية، عبدالله الحسنات، فكشف أن 28 فندقًا مُصنفًا أُغلق، تضم 1975 غرفة فندقية، تمثل نحو 56% من مجمل الغرف المصنفة. كما أُغلقت 10 فنادق شعبية غير مصنفة تضم 200 غرفة، ما يعني أن 59% من إجمالي الغرف الفندقية في البترا أصبحت خارج الخدمة، من أصل 3700 غرفة.
دعوات للدعم وإنقاذ البترا:
في ظل هذه الظروف، خاطبت سلطة الإقليم الجهات المعنية لاتخاذ إجراءات عاجلة، من بينها إعادة تفعيل برنامج “استدامة 1”، وتقديم إعفاءات، وتوجيه نشاطات وزارات ومؤسسات حكومية إلى المدينة، بما يسهم في تحفيز الحركة التجارية والسياحية.
ويبقى الأمل معلّقًا على انفراج إقليمي يعيد للبترا بريقها السياحي المعتاد، ويعيد الحياة إلى منشآتها، التي لطالما كانت رمزًا للحركة الاقتصادية والاستثمارية في جنوب المملكة.