اسواق جو – يتطلب النجاح بشكل عام المرونة والقدرة على التكيف مع المتغيرات السريعة، سواء في اتخاذ القرارات أو غيرها، حيث إنه لا يوجد أي ثابت في السوق، فلا بد أن تكون هناك استراتيجيات وخطط مستقبلية لأي تاجر قابلة لأي تعديل وتغير سوقي يطرأ عليها لسببٍ أو لآخر، ووضع خطط تطوير طويلة المدى، ووضع أنواع المخاطر التي من الممكن أن يتعرض لها، وهذا سبب من أسباب نجاح كبرى الشركات في أعمالها التجارية والصناعية والسوقية، إذ إن تأثير تغيرات السوق على المشاريع بأنواعها هو تأثير لا يُستهان به.
ومن أجل ذلك، لا بد من مراقبة مفهوم السوق ومتغيراته بشكل مستمر، وتحليل البيانات المتعلقة بذلك بشكل منتظم، لفهم الاتجاهات الحالية والمستقبلية للسوق بكل فاعلية، ودراسة تتعلق بالجمهور المستهدف وتفضيلاته ورغباته وميوله، كذلك مراقبة المنافسين ومتابعة أنشطتهم واستراتيجياتهم حتى يتم مواجهة تهديداتهم المحتملة.
وعلينا أن نجعل المستهلك في قمة الاهتمام، ومعرفة إن كان هناك أي مشكلات تواجهه بخصوص المنتج وتطلعاته، والأمور التي تحتاج إلى تحسين ومتابعة، وهذا يحتاج إلى استشاريين مختصين، لأن صاحب العمل لوحده لن يستطيع متابعة كل ذلك مهما بلغت قدراته الفكرية والعملية، لكن المتابعة والإشراف والتوجيه ضرورية لنجاح العمل، والتقييم أساس النجاح، ويجنبك كثيراً من المخاطر، وتمكِّنك من مواكبة المتغيرات.
فعند حدوث أي أزمة تعيق العمل بشكل عام وتشُلّ حركة السوق، حتماً ستؤثر على العمل من كافة النواحي، كما حدث عند جائحة كورونا، حيث تعطلت كافة أنواع الحركة السوقية وأثرت بشكل كبير على الإنتاجية، وهناك من لم يحسب حساباً لذلك فتضرر وخرج بخسائر كبيرة وخرج من السوق، لأنه لم يحسب حساباً للمخاطر بأنواعها.
إن القوانين والأنظمة تتغير باستمرار، والتكنولوجيا أيضاً تتغير، وكما نشاهد محلياً وعالمياً، فإن كلفة الشحن تتغير، ونِسَب الجمارك على المستوردات والمواد الأولية والبضائع بشكل عام أيضاً تتغير، فالاطلاع المستمر على حركة السوق محلياً ودولياً، ومراقبة التحديات والمتغيرات، أمر ضروري، ونحن نعيش اليوم في بيئة رقمية كلها تحديات ومتغيرات تؤثر على السلعة وكلفتها، مما يؤثر على المستهلك وقدرته الشرائية.
إن التخطيط للمستقبل من أهم العناصر في التكيف مع المتغيرات، خاصة عند وضع خطط مستقبلية مرنة، متاح فيها التعديل السريع والقدرة على اتخاذ القرارات السريعة، لأن المتغيرات مفاجئة وتبعاتها سريعة، لذلك فإن فتح قنوات الاتصال مع مصادر داخلية وخارجية أمر في غاية الأهمية، لأن التكيف مع التحديات غير المتوقعة يتيح بسهولة الاستفادة من الفرص الحساسة للوقت واقتناصها فوراً، أي يتيح الاستجابة الفورية لتغيرات السوق، مما يعطي ثباتاً أكبر في السوق ونجاحاً مستمراً.
إننا نعيش في عالم أصبح قريةً صغيرةً يتأثر بالمتغيرات بشكل سريع، ويتأثر بكل أزمة تحدث من حولنا محلياً وعالمياً، ويؤثر ذلك على اقتصادنا وقوته، لذلك لا بد من أخذ الاحتياطات والتدابير الضرورية، وعلى الجهات المعنية وغرف الصناعة والتجارة التنويه لهذه المتغيرات والتحذير من كافة أنواع الأزمات حتى لا نقع ضحيتها كمنتِج وكُمستهلك.
الدستور