اسواق جو – يرى “بارت ميليك”، المدير الإداري ورئيس استراتيجيات السلع العالمية في “تي دي سيكيوريتيز” (TD Securities)، أن الذهب يمتلك فرصة قوية لبلوغ مستوى 4000 دولار للأونصة في وقت قصير، مع حاجة الصين وغيرها من البنوك المركزية في الأسواق الناشئة إلى شراء ملايين الأونصات الإضافية للوصول إلى نسب الاحتياطيات التي تتمتع بها الدول المتقدمة.
وقال ميليك في مقابلة مع شبكة “بي إن إن بلومبرغ” (BNN Bloomberg) يوم الثلاثاء: “إنه وقت رائع للعمل في قطاع المعادن الثمينة. لقد أعلنت مرارًا أن وصول الذهب إلى 4000 دولار أمر محتمل بالفعل. السبب الرئيسي هو أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يواصل اتباع سياسة نقدية أكثر مرونة مع دخولنا عام 2026. نحن على الأرجح أمام خفض آخر للفائدة هذا العام، وربما خفضين، حتى لو لم يمنحنا رئيس الفيدرالي تأكيدًا كاملًا خلال خطابه الأخير”.
وأشار ميليك أيضًا إلى عودة الاهتمام بالذهب عبر صناديق المؤشرات المدعومة بالمعدن النفيس، حيث ارتفعت حيازاتها بوضوح عن مستوياتها المتدنية في فبراير. وأضاف: “المتداولون المستقلون والمضاربون الذين فاتتهم موجة الصعود الأخيرة مرشحون للدخول بقوة. منحنى العائد الآخذ في التزايد يقلل من تكلفة الاحتفاظ بالمراكز، والتوقعات بارتفاع التضخم تعزز الإقبال، كما أن المستثمرين الذين لم يستثمروا بشكل كافٍ في الذهب يسعون لإعادة التمركز”.
خفض الفائدة ودور البنوك المركزية
وأوضح ميليك أن قرارات خفض الفائدة من جانب الفيدرالي – والتوقعات بخفض إضافي – تجعل من الأرخص اقتراض الأموال للدخول في مراكز جديدة على الذهب. وأضاف: “مع تراجع العوائد قصيرة الأجل، تصبح تكلفة الاحتفاظ بالذهب أقل”.
وعن تقييمه لوتيرة مشتريات البنوك المركزية من الذهب – التي تعد أحد الأعمدة الرئيسة وراء استمرار صعود الأسعار – أوضح ميليك أن المعدن الأصفر ما زال يشكل نسبة صغيرة من الاحتياطيات لدى كثير من الدول، وعلى رأسها الصين.
وقال: “الذهب يشكل حوالي 6.7% من احتياطيات الصين، بينما تبلغ احتياطياتها من النقد الأجنبي نحو 3.7 تريليون دولار. حتى لو ضاعفت الصين هذه النسبة لتصل إلى 15%، فستظل أقل بكثير من الولايات المتحدة التي تبلغ حصتها 72%، أو ألمانيا بنحو 70%. روسيا لديها كميات كبيرة أيضًا، ودول أخرى مثل بولندا تواصل إضافة المزيد من الاحتياطيات”.
سيناريوهات مستقبلية وأسعار محتملة
وأكد ميليك أن “هناك ملايين الأونصات التي يتعين شراؤها”، مشيرًا إلى أن “مثل هذه البرامج تستغرق عقودًا وليس عامًا أو عامين فقط. وإذا حاولت الصين تسريع وتيرة الشراء، فقد تقفز الأسعار إلى نطاق يتراوح بين 6000 و7000 دولار للأونصة، لكن العملية ستكون تدريجية ومستمرة”.
وبشأن التقارير الأخيرة التي تحدثت عن عرض الصين حفظ احتياطيات الذهب الخاصة بدول أخرى لتعزيز نفوذها في السوق، قال ميليك إن الأمر وارد بالفعل. وأضاف: “الصين قد تلعب دور الحارس. حاليًا، بنك إنجلترا هو الحارس الرئيس للبنوك المركزية، حيث يتم تخزين الذهب بأمان تحت نهر التايمز. لكن الصين تستغل حالة عدم اليقين في العلاقات الدولية”.