Home مقالاتجولة الملك الآسيوية واستكمالية النهج الوطني المتكامل

جولة الملك الآسيوية واستكمالية النهج الوطني المتكامل

خلدون ذيب النعيمي

by sadmin

اسواق جو – تأتي جولة جلالة الملك عبدالله الثاني الآسيوية استكمالاً للنهج الوطني الاستراتيجي الذي اختطه جلالته والقائم على فتح وتعميق الشراكات مع مختلف الجهات الاقتصادية الدولية الحكومية منها والخاصة بهدف تمكين الأردن من الولوج للقرن الحادي والعشرين بقوة تحفظ له اسباب النهضة التنموية الشاملة التي شهدها ويشهدها العالم بشكل يجعله فاعلاً فيها لا متلقي سلبي كمنتظر لنتائجها، وتبرز اهمية هذه الجولة بكونها تستهدف منطقة تحتوي القوة اليابانية في المربع الاقتصادي الاول عالمياً اضافة الى قوى صاعدة باتت توصف بالنمور الأسيوية بوثباتها وقفزاتها الاقتصادية والسياسية التصاعدية مثل فيتنام وسنغافورة وإندونيسيا وباكستان سواء في منطقة جنوب وجنوب شرق القارة الاسيوية ومنطقة المحيط الهادي او على الصعيد العالمي ككل، ففي الوقت الذي تحمل فيه الزيارة بعداً اقتصادياً مهماً في تفعيل افاق الاقتصاد الاردني وفتح مجالات جديدة له فهي تحمل أيضاً ابعاداً استراتيجية لا يمكن التغافل عنها في ظل الظروف الاقليمية والدولية الآنية.
الملك ومنذ توليه قيادة مسيرة الوطن في شباط 1999م كان التنويع في سلة الشراكة السياسية والاقتصادية بمثابة الإستراتيجية الوطنية الشاملة التي تحفظ أدامة وتطوير مسيرة الأردن التنموية وصون ثوابته السياسية الوطنية منها والإقليمية، فرؤية جلالته ان الاردن لم ولن يكون يوما رهينة باقتصاده وقراراته وخياراته السيادية لأي طرف مهما ضاقت السبل وعظمت الضغوط هي الدافع بلا شك لنهج التنويع في ظل أن منظومة العلاقات الدولية لا يحكمها نهج الجمعيات الخيرية القائم بالعطاء دون مقابل، فمن هنا كان التأكيد على الإفادة من الشراكات الموجودة وتعميقها بما يضمن التنويع السياسي والاقتصادي والتقني وبشكل يعزز تمكين الشباب فيه، سيما ان الاردن يواجه الان تحديات أهمها فترة ما بعد حرب غزة والتي لم تتضح معالمها الإقليمية في ظل وجود حكومة التطرف الاسرائيلية فضلاً عن تعزيز الدور الأردني المأمول في مشروع أعمار سورية.
بلا شك فان هذا النهج الوطني الذي اختطه الملك قد اتى اكله في بعديه السياسي والاقتصادي على حد سواء وذلك فيما ما هو موجود على ارض الواقع حالياً، فمسيرة الجهود الدبلوماسية الأردنية في العامين الأخيرين والتي قادها الملك شخصياً كانت بمثابة العامل الأقوى في تعزيز حقوق الشعب الفلسطيني بالاعتراف الدولي المنوع بحقه في دولته الخاصة فضلاً عن الانهيار المدوي للسردية الإعلامية والسياسية الإسرائيلية، اما على صعيد النهضة الاقتصادية وابعادها المختلفة فإن الانجازات في استقطاب الاستثمار والتنويع والتطوير الرقمي بمثابة الرقم الذي لا يمكن تجاهله رغم عظم التحديات المختلفة، أقولها وانا الشاهد والمتابع لأحدى قصص النجاح الوطني في هذا المجال ممثلة بالشركة المتحدة للإبداع في قدرتها على تطوير دورها التنموي الاقتصادي والاجتماعي وهي من ثمار جهود جلالة الملك عبدالله الثاني في جلب الاستثمار الدائمة التطور منذ ربع قرن.
الجولة الملكية الاسيوية هي خطوة استراتيجية مهمة سيكون لها اثارها السياسية والاقتصادية التي تعزز نهج الاردن السياسي والاقتصادي، فحجم الانجازات الوطنية الكبير يقابله عظم وتنويع للتحديات لا يمكن التغاضي عناه في وسط اقليمي وعالمي لا يرحم  المتأخر والمتردد فاليد الراجفة لا تعمل عادة، هكذا تقول تجارب التاريخ بل وتؤكد في كل مناسبة.

 

الدستور

You may also like