Home Uncategorizedدافعو الضرائب الأردنيين

دافعو الضرائب الأردنيين

خالد النعيمات

by sadmin

 شطحات اقتصادية 

 

يدفع الأردنيون ما يقارب 76% من إيرادات الدولة على شكل عوائد ضريبية وعوائد أخرى بحسب بيان الموازنة العامة للدولة للعام الحالي، إن الغالبية العظمى من إيرادات الدولة تتأتى من دافعي الضرائب والرسوم الأردنيين.

هذا بالطبع مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأردن بلد يعاني من عجز مزمن في موازناته بلغ لهذا العام ما يقارب المليارين وثلاثمائة مليون دينار أردني. وهذا العجز بالضرورة لا يمكن تحميل مسؤوليته وتراكمه إلا لطرف واحد، هو من يدير النفقات والمصاريف ويحصل الإيرادات – وهو الجهاز التنفيذي أي الحكومة.

عوداً لدافعي الضرائب الأردنيين فهم من يتحمل عبء الصرف على الحكومة ومشاريعها ونفقاتها سواء الجارية أو الرأسمالية، ليس هناك ما هو جديد بهذا الشأن.

ولكن هل يحصل دافع الضريبة في الأردن على حقوق وامتيازات توازي أو حتى تلبي الحد الأدنى مما يقدمه هو للحكومة من مبالغ مالية.

دعونا نجري جردة حساب بسيطة، نحن لسنا دولة صاحبة موارد طبيعية تساعدنا في تحمل مزيد من النفقات ذات الطابع الترفيهي، بلا إننا نخضع لمعالجات وتصحيحات اقتصادية يقودها صندوق النقد الدولي والمانحين في كل مرة نلجأ لهم لمساعدتنا في تحسين أدائنا المالي والاقتصادي.

بعيداً عن هذا كله، نقول هل لدينا مدارس تكفي لاستيعاب عدد الطلاب المتزايد في كل محافظة في الأردن وهل هذه المدارس تمتاز بكفاءة تشغيلية توفر الحد الأدنى المطلوب لأبنائنا الطلبة ليتعلموا ويحققوا ذواتهم.

هل يتوفر لدينا منظومة نقل عام محترمة تسهل حياة الناس بالتنقل وقضاء حوائجهم؟ وهل لدينا منظومة طرق يسهل من خلالها على الناس نقل حاجاتهم وبضائعهم؟ وهل لدينا نظام صحي متكامل يلبي الحدود الدنيا من متطلبات العلاج ومتابعاته، وغيرها؟ وهل لدينا نظام تعليمي متكامل يوفر التعليم للجميع على حد سواء؟ وهل لدينا خطوط طيران – ناقل وطني – يعطي الشعور بالفخر لدى المواطن الأردني؟ وهل نقوم بتمويل دراسات وأبحاث علمية تجلب لنا عوائد مجزية من خلال ابتكارات واختراعات جديدة سواء علمية أو اجتماعية أو غيرها؟ وهل لدينا تأمين على صحة كل مواطن؟ وهل عندنا امتيازات كأردنيين تجعلنا نُقدر ما تقدمه الحكومات لنا كدافعي ضرائب؟ وهل عندما ندخل الدوائر الحكومية نلقى خدمات متطورة وسريعة توفر علينا الجهد والوقت.. أم أننا لا زلنا نقضي وقتاً طويلا لاستخراج جواز سفر او تجديده او غيره من وثائقنا؟ هل نحن مصنفون في أفضل المراتب بين الدول في استخدام التكنولوجيا الحديثة في تسهيل حياتنا؟ هل يتوفر لدينا منشآت رياضية ذات طابع عالمي متطور ومنتشرة عبر جغرافيا الوطن؟

هذه قائمة بأسئلة يستحق دافع الضريبة الأردني الإجابة عليها ليطمئن أن أمواله تذهب باتجاهها الصحيح ولا تتوجه لجيوب من يملكون ليزدادوا ثراءً على حساب المساكين من أصحاب الدخول المتدنية والمتوسطة.

للعلم يدفع الأردنيون ربع دخولهم ليرفدوا موازنة الدولة بما يقارب 76% من إيراداتها كاملة، وفي المقابل لا يحصلون على ما يستحقونه من عائد، لا بل مزيد من الضرائب والرسوم التي تتسبب بتآكل الدخل دون جدوى تذكر. القيمة المضافة للحكومات المتعاقبة والمجالس التشريعية وغيرها من المؤسسات عندنا لا تكاد تُذكر، ونحن في كل مرة لا نفهم ما الذي يجري لأموالنا التي ندفعها في كل عام.

ليس هناك من مخرج إلا بمراجعة شاملة لنظامنا الضريبي والرسوم بما يعيد توزيع الثروة بالاتجاه الذي يجب أن تكون عليه وليس ما هو كائن. وإلا فليحصل الأردنيون على مزيد من الحقوق السياسية والمدنية التي ربما تجعلهم قادرين على تحمل هذه الأعباء مقابل تلك الحقوق الجديدة.

 

 

 

You may also like