سجلت عائدات سندات حكومات منطقة اليورو انخفاضاً، يوم الأربعاء، في ظل تقدير الأسواق استمرار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بينما اتجهت الأنظار نحو بيانات الاقتصاد الكلي وخطط الإنفاق المالي لدول المنطقة.
ووافق مجلس الوزراء الألماني، يوم الثلاثاء، على مشروع ميزانية يتضمن استثمارات قياسية لتعزيز الاقتصاد، وفق «رويترز».
في سياق موازٍ، اجتمع قادة حلف شمال الأطلسي «الناتو» في لاهاي مع حلفائهم الأوروبيين؛ على أمل أن يبدّد تعهدُهم بزيادة الإنفاق الدفاعي مخاوف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن التزامه بالحلف.
وانخفضت عائدات سندات الحكومة الألمانية لأجل 10 سنوات، والتي تُعد المعيار المرجعي لمنطقة اليورو، بمقدار نقطتيْ أساس لتصل إلى 2.52 في المائة. كما تراجعت عائدات السندات الألمانية لأجل 30 عاماً بمقدار 1.5 نقطة أساس، بعد أن شهدت ارتفاعاً بمقدار 5 نقاط أساس، يوم الثلاثاء.
ويتوقع المحللون أن تؤدي زيادة المعروض من السندات عبر منطقة اليورو، جراء ارتفاع الإنفاق المالي، إلى ارتفاع العائدات طويلة الأجل. في هذا الإطار، قال وزير الاقتصاد الإسباني كارلوس كويربو إن بلاده لا تتوقع تأثيرات سلبية جراء رفضها تحقيق هدف الإنفاق الدفاعي، البالغ 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال بول دونوفان، كبير الاقتصاديين في إدارة الثروات العالمية ببنك «يو بي إس»، معقّباً على قمة «الناتو»: «ما يهمّ ليس حجم الإنفاق الأوروبي فحسب، بل كذلك مدى تقليل الاعتماد على المشتريات الأميركية».
وحافظت أسعار النفط، التي تُتابعها الأسواق من كثب، على استقرارها قرب أدنى مستوياتها في أسابيع، وسط آمالٍ بعدم انقطاع تدفقات النفط الخام، بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
وأشار دونوفان إلى أن الأسواق المالية «أخذت في الحسبان استمرار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مما يقلل المخاطر في حال وقوع أي نشاط عسكري جديد».
وأبرز المحللون أن ارتفاع أسعار الطاقة كان من الممكن أن يقوّض توقعات التراجع التضخمي في منطقة اليورو والولايات المتحدة، ما دفع الأسواق إلى تقليص توقعاتها بشأن خفض أسعار الفائدة من قِبل البنوك المركزية.
وسجل مؤشر رئيسي لتوقعات التضخم طويل الأجل بمنطقة اليورو 2.12 في المائة، يوم الثلاثاء، مقارنة بنحو 2.08 في المائة، خلال 12 يونيو (حزيران) الحالي.
وفي إيطاليا، تراجعت عوائد سندات الحكومة لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتيْ أساس لتصل إلى 3.46 في المائة. أما فجوة العائد بين السندات الإيطالية والألمانية، والتي تعكس علاوة المخاطرة التي يطلبها المستثمرون للديون الإيطالية، فقد تقلصت بمقدار 5 نقاط أساس إلى 95 نقطة أساس في اليوم السابق.