تراجع الدولار الأميركي اليوم الجمعة، بالتوازي مع انخفاض عوائد سندات الخزانة، بعد أن عززت بيانات اقتصادية أميركية دون التوقعات هذا الأسبوع الرهانات على خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي لاحقاً هذا العام.
وكان الأسبوع قد بدأ بزخم إيجابي في الأسواق، على خلفية هدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما دفع الدولار للصعود مؤقتاً، لكن هذا الزخم سرعان ما تلاشى لتدخل العملات في حالة تداول جانبي، وفقا لشبكة (سي إن إن) الإخبارية.
وتركزت أبرز تحركات سوق الصرف الأجنبي في انخفاض الدولار أمام الوون الكوري الجنوبي، حيث تراجع بشكل حاد لليوم الثاني على التوالي بعد تقارير أفادت بأن واشنطن وسول ناقشتا سوق الدولار – الوون في وقت سابق هذا الشهر، وشهدت الأسواق تحركات مماثلة مع الدولار التايواني في وقت سابق من أيار، وسجل الدولار آخر تداول له عند 1,390 وون، منخفضاً بنسبة 0.4 بالمئة.
وسجل اليورو ارتفاعاً بنسبة 0.26 بالمئة إلى 1.2130 دولار، بينما صعد الجنيه الإسترليني 0.14 بالمئة إلى 1.3325 دولار، وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، بنسبة 0.2 بالمئة إلى 100.57، لكنه ظل في طريقه لتحقيق مكاسب أسبوعية طفيفة، بفضل قفزة بنسبة 1.3 بالمئة يوم الاثنين.
وامتد تراجع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات، بعد هبوطه بمقدار 7 نقاط أساس الليلة الماضية، ليسجل 4.4217 بالمئة، فيما انخفض عائد السندات لأجل عامين إلى 3.9467 بالمئة.
أما في اليابان، فقد تراجع الدولار أمام الين بنسبة 0.33 بالمئة إلى 145.30، رغم صدور بيانات نمو ضعيفة من اليابان.
تقارير وتحليلات
ذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقرير صدر الخميس أن العوامل الاقتصادية غير المواتية، إلى جانب المبيعات القياسية للسيارات الكهربائية، ستخفض نمو الطلب العالمي على النفط إلى 650 ألف برميل يوميا خلال الفترة المتبقية من عام 2025.
وأوضحت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا في تقريرها هذا الشهر حول سوق النفط أن هذا المعدل يعني تباطؤ نمو الطلب مقارنة مع 990 ألف برميل يوميا التي سجلتها الوكالة في الربع الأول من هذا العام.
وأضافت الوكالة “من المتوقع أن يؤثر تزايد حالة الضبابية التجارية سلبا على الاقتصاد العالمي، وبالتالي على الطلب على النفط”.
ورفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2025 ككل إلى 740 ألف برميل يوميا، بزيادة 20 ألف برميل يوميا عن التقرير السابق.
سجل الاقتصاد البريطاني نموا على نحو غير متوقع في مارس ليرتفع الناتج خلال الربع الأول من عام 2025 بأكبر معدل خلال عام، وهي أرقام رحبت بها وزيرة المالية ريتشل ريفز.
وتوسع الناتج المحلي الإجمالي 0.2 بالمئة في مارس مقارنة بشهر فبراير، بحسب ما أظهرت بيانات رسمية صدرت الخميس.
وتوقع خبراء اقتصاد استطلعت رويترز آراءهم عدم حدوث تغير في القراءة عند صفر بالمئة.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن الناتج المحلي الإجمالي نما 0.7 بالمئة بين يناير ومارس. وذلك أعلى من النمو الذي توقعه استطلاع رويترز عند 0.6 بالمئة، وهي النسبة التي رجحها أيضا بنك إنجلترا المركزي.
في الربع الأوّل من العام، كان النموّ الاقتصادي في منطقة اليورو، أقلّ بقليل من المتوقّع مع تقدّم إجمالي الناتج المحلي 0.3 بالمئة مقارنة مع الربع السابق، وفق ما أفادت وكالة “يوروستات”.
وفي تقديرات أولى نشرت في 30 أبريل، أفاد المكتب الأوروبي للإحصاءات (يوروستات) بنموّ نسبته 0.4 بالمئة للبلدان العشرين في منطقة اليورو.
وبقيت النسبة على حالها (0.3 بالمئة) في كامل الاتحاد الأوروبي (27 دولة).
ويبدو أن هذا الأداء المتين، مع أنه أتى أقل من التوقعات، عائد إلى مشتريات مسبقة من الولايات المتحدة قبل دخول الرسوم الجمركية حيّز التنفيذ في مارس وأبريل، بحسب خبراء. لكن الآفاق تبقى قاتمة للعام بمجمله.
وقد تسبّبت التدابير الحمائية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تباطؤ النموّ الأميركي. وشهد إجمالي الناتج المحلي في الولايات المتحدة تراجعا مفاجئا في الربع الأول من العام بنسبة 0.1 بالمئة مقارنة بالربع السابق.
وتجري المفوضية الأوروبية مفاوضات مع واشنطن، في مسعى لإلغاء الرسوم الجمركية التي تبلغ 25 بالمئة على السيّارات والألمينيوم والفولاذ و10 بالمئة على المنتجات الأخرى.
وتشهد أوروبا منذ سنتين ركودا اقتصاديا بسبب ارتفاع أسعار الطاقة نتيجة أزمة أوكرانيا. وسيكون انتعاش النشاط المتوقع هذه السنة محدودا جدا.
وفي 22 أبريل، خفّض صندوق النقد الدولي بـ0.2 نقطة توقّعات النموّ لمنطقة اليورو إلى 0.8 بالمئة سنة 2025، بعد 0.4 بالمئة في 2024، بفعل التوتّرات التجارية.
ويتقلص الفارق مع الولايات المتحدة التي تشهد منذ سنوات أكبر نموّ عالمي إذ من المتوقّع أن ينكمش نشاطها الاقتصادي.
وخفّض صندوق النقد الدولي توقّعاته لأكبر اقتصاد في العالم بواقع 0.9 نقطة إلى 1.8 بالمئة سنة 2025، في مقابل 2.8 بالمئة العام الماضي.
وتصدر المفوضية الأوروبية الإثنين أحدث توقّعاتها للنموّ في منطقة اليورو للعامين 2025 و2026.
يزور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن جولته الخليجية، في وقت تأتي فيه العلاقات الاقتصادية والتجارية في مختلف القطاعات الرئيسية – لا سيما القطاع التكنولوجي والذكاء الاصطناعي- من بين أبرز الملفات.. فما هو واقع العلاقات الاقتصادية حالياً؟ وما هي أبرز المستهدفات؟
البيانات الأميركية الرسمية تشير إلى أن إجمالي تجارة السلع الأميركية مع الإمارات العربية المتحدة بل غ ما يُقدر بنحو 34.4 مليار دولار أميركي في العام 2024.
بلغت صادرات السلع الأميركية إلى الإمارات العربية المتحدة في العام الماضي ما قيمته 27.0 مليار دولار، بزيادة قدرها 8.5% (2.1 مليار دولار) عن العام 2023.
وبلغ إجمالي واردات السلع الأميركية من الإمارات العربية في العام 2024 ما قيمته 7.5 مليار دولار، بزيادة قدرها 12.9% (854.7 مليون دولار) عن العام 2023.
بينما بلغ فائض تجارة السلع الأميركية مع الإمارات العربية المتحدة 19.5 مليار دولار أمريكي في عام 2024، بزيادة قدرها 6.9% (1.3 مليار دولار أميركي) عن عام 2023. وتُعتبر الإمارات ثالث أكبر فائض تجاري للولايات المتحدة عالمياً.
وتتميز العلاقات التجارية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة بمجموعة من الأنشطة التجارية والاستثمارية ذات القيمة العالية، بحسب تقرير للسفارة الإماراتية في و اشنطن أفاد بأن “إجمالي الاستثمارات المباشرة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الولايات المتحدة يتجاوز تريليون دولار، وهو ما يمثل مساهمة كبيرة في الاقتصاد الأميركي”.
ومن خلال تلك الاستثمارات الممتدة لأكثر من 30 عاماً، أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لا سيما مع وجود 1500 شركة ومؤسسة أميركية تعمل في دولة الإمارات التي يقيم في الدولة أكثر من 50 ألف أميركي.
وأعلن البيت الأبيض أن الإمارات التزمت بإطار عمل استثماري مدته 10 سنوات بقيمة 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة، وذلك بعد لقاء عقده ترامب مع مستشار الأمن القومي طحنون بن زايد آل نهيان في واشنطن.
وبحسب وزارة الاقتصاد الإماراتية، تعد دولة الإمارات الشريك التجاري الأول عربياً للولايات المتحدة، فيما تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة عالمياً على قائمة أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات للعام 2023، وقد حققت 40 ولاية أميركية من أصل 50 نمواً في صادراتها إلى دولة الإمارات خلال العام نفسه، مما دعم أكثر من 166 ألف وظيفة في الولايات المتحدة.
في حين نمت التجارة الخارجية غير النفطية بين الدولتين بنسبة 20% في العام 2023 لتصل إلى 40 مليار دولار مقارنةً بعام 2022، وبنسبة نمو أكثر من 50% مقارنةً مع مستويات ما قبل الجائحة عام 2019، وهو ما يؤكد النمو المتزايد في المبادلات التجارية بين البلدين الصديقين.
وبلغت قيمة أصول دولة الإمارات في الولايات المتحدة 35 مليار دولار، أي ما يتجاوز 50% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة من الدول العربية في واشنطن بحلول نهاية 2023.
الاستثمارات المباشرة
ووفق بيانات نشرتها وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام”، فإن استثمارات الإمارات المباشرة في الولايات المتحدة الأميركية بلغت حوالي 3.7 مليار دولار بين عامي 2018 و2023، بينما بلغت استثمارات الولايات المتحدة في الإمارات حوالي 9.5 مليار دولار خلال المدّة ذاتها.
وذكرت الوكالة أن البلدين يعملان معاً على تعزيز الاستثمارات المتبادلة في مجال الطاقة، إذ تمتلك الإمارات استثمارات مهمة في سوق الطاقة الأميركي بأكثر من 70 مليار دولار حتى الآن من خلال أدنوك ومصدر وXRG.
وتشمل القطاعات الرئيسية لاستثمارات الإمارات في الولايات المتحدة ، الطاقة المتجددة، والاتصالات، والطاقة، والعقارات، والخدمات البرمجية، إضافة إلى تكنولوجيا المعلومات.
نمو قطاعات التعاون
ومن المتوقع نمو قطاعات التعاون الرئيسية التي تشكل بشكل متزايد العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة على صعيد العلاقات التجارية، بحسب رئيس مجلس الأعمال الأميركي الإماراتي، داني سيبرايت، في تصريحات سابقة لـ CNBC عربية، قال فيها: “نتوقع نموًا في هذه القطاعات الرئيسية في العقد المقبل.. في معظم هذه القطاعات، تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة استراتيجيات أو خطط عمل وطنية من شأنها أن تخلق فرص الاستثمار وتدفع النمو”.
وتابع رئيس مجلس الأعمال الأميركي الإماراتي: ” على وجه التحديد، فإن توسيع البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وبناء نظام بيئي رقمي مرتبط بجميع القطاعات الرئيسية (بما في ذلك التكنولوجيا والطاقة الخضراء والبنية التحتية) سيقدم فرص الشراكة للشركات الأميركية والإماراتية”، مُتوقعاً أن يكون التعاون التجاري الثنائي في اقتصاد الفضاء قطاعًا رئيسيًا للنمو في المستقبل.
كيف ستنفذ إستراتيجية الحماية الاجتماعية أهداف محور “تمكين” للسنوات المقبلة؟
عمان – وضعت الإستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية المحدثة 2025-2033 التي أطلقت السبت الماضي، مخرجات متوسطة المدى وأخرى بعيدة المدى لتنفيذ وتحقيق أهداف محاورها الأربعة “تمكين وكرامة وفرصة وصمود”.
الفئات الأكثر حاجة
وركزت الإستراتيجية في “تمكين” الموجه للفئات الأكثر حاجة، على حقي الصحة والتعليم لتحقيق المخرجات بعيدة المدى، المتمثلة بالوصول إلى رأس مال بشري وممكن وقادر على الوصول إلى خدمات التعليم والصحة، والخدمات الاجتماعية المتكاملة، والدامجة، وعالية الجودة، والحصول العادل عليها بشكل مستدام.
ويعنى محور “تمكين” بالخدمات الاجتماعية ورعاية وحماية فئات الأطفال المحتاجين للحماية والرعاية، وكبار السن والهائمين والأحداث، وضحايا العنف الأسري والنساء وضحايا جرائم الاتجار بالبشر، والأشخاص ذوي الإعاقة، والمتسولين، والأطفال في عمر الحضانة.
وبحسب الإستراتيجية، فأدرج 4 مخرجات متوسطة المدى لـ”تمكين، هي أولا: خدمات تعليمية وتدريبية دامجة، وثانيا تغطية صحية شاملة، ثالثا خدمات رعاية اجتماعية دامجة وفعالة، ورابعا خدمات مرنة ومستجيبة للصدمات، تعمل معا بشكل متواز للوصول للمخرجات بعيدة المدى.
تطوير سياسة لرعاية الأطفال
وأدرج تحت كل مخرج متوسط المدى، حزمة مشاريع ومبادرات ضمن أهداف إستراتيجية فرعية، منها مثلا في مجال الخدمات التعليمية والتدريبية الدامجة؛ تطوير سياسة وطنية لرعاية الأطفال لوضع إطار وطني واضح وشامل للتوجهات والأهداف العامة في هذا المجال، والتوسع بإنشاء رياض الأطفال وإنشاء غرف صفية وتجهيزها لرياض الأطفال بالمدارس، لتحسين جودة الخدمات المقدمة، وبناء قدرات معلمات رياض الأطفال وتأهيلها.
ومن ضمن المبادرات العملية أيضا، باعتبار أن المحور يستهدف الفئات الأكثر حاجة، تطوير المناهج والوسائل التعليمية بأشكال ميسرة لتناسب متطلبات الطلبة ذوي الإعاقة، بما فيها تقنيات الاتصال والتكنولوجيا والإنترنت والحاسوب، وتطوير حملة لرفع الوعي بأهمية التعليم الدامج، بالإضافة لتنفيذ دراسة دورية تحليلية عن خصائص الأطفال غير الملتحقين والمعرضين لخطر التسرب من المدارس، بناء على على الإطار التحليلي الخاص بالمبادرة العالمية للأطفال خارج المدرسة.
توحيد برامج التأمين الصحي
وبشأن المخرج متوسط المدى المتعلق بالصحة، فمن ضمن المبادرات والمشاريع توحيد البرامج التي تقدم تأمينا صحيا مجانيا، تحت البرنامج الصحي الاجتماعي والاستعانة بالسجل الاجتماعي لعملية الاستهداف، وكذلك إجراء دراسة تكلفة التوسع بتغطية التأمين الصحي المجاني للأطفال منذ 6 سنوات وأقل من 18 عاما، ودراسة توسيع نظام التأمين الصحي لتغطية أكبر للرعاية الصحية النفسية.
وفيما يخص المخرج متوسط المدى الثالث، فمن بين المبادرات والمشاريع لتحقيقه مأسسة مهنة العاملين الاجتماعيين، واعتماد مزاولتها لتطوير التشريعات، والتوسع ببناء نظام أمان وطني الخاص بتتبع حالات العنف الأسري وإدارات حالات العنف، بطريقة شمولية تضمن السرية والخصوصية وكفاءة الاستجابة، ورفع الوعي بين الأسر لدى الذكور والإناث لمعالجة العنف الأسري في المراحل العمرية المختلفة وفي المحافظات، وتطوير إجراءات إصدار البطاقات التعريفية لذوي الإعاقة، وتطوير برامج الرعاية اللاحقة وغيرها، والحد من عمل الأطفال “وزواج القاصرات”، والحد من التسرب المدرسي.
وكذلك مراجعة الموازنات المالية المخصصة للطفل ضمن الموازنة العامة، في مجال الخدمات الاجتماعية، وخصص في هذا المخرج، مبادرات تخص قطاع الجمعيات، من بينها: اعتماد آلية لتصنيف الجمعيات وتقييمها، وتعزيز دورها بخدمات الرعاية والحماية الاجتماعية، وزيادة موازنة صندوق دعم الجمعيات، وتطوير أسس لتوزيع الدعم للجمعيات، تكون مبنية على آلية التصنيف المستحدثة، واستحداث جائزة أفضل الجمعيات القائمة على عمل الحماية الاجتماعية، والتوسع في شراء الخدمات من الجمعيات.
وبشأن المخرج الرابع متوسط المدى، فضم أيضا عشرات المبادرات والمشاريع المقترحة من بينها، استكمال نظام الإنذار الاجتماعي المبكر وتفعيله، وتطوير إجراءات التشغيل القياسية المبنية على سيناريوهات مختلفة عىل مستوى “تمكين”، بحيث يشمل حزم متفاوتة من برامج الحماية الاجتماعية التي يمكن تنفيذها بمختلف أنواع الصدمات والأزمات، وغيرها من المبادرات.
في تحول لافت يعكس قوة المصالح المشتركة وتغليب لغة الاقتصاد على الخلافات السياسية، توصلت الولايات المتحدة والصين، اللتان يوصف اقتصادهما مجتمعين بأنهما يشكلان نحو 45 بالمئة من حجم الاقتصاد العالمي بقيمة تقدر بنحو 50 تريليون دولار، إلى اتفاق يقضي بخفض مؤقت للرسوم الجمركية المفروضة بينهما.
هذه الخطوة، التي جاءت بوتيرة أسرع من المتوقع، تثير تساؤلات جوهرية حول طبيعة العلاقة المعقدة بين أكبر اقتصادين في العالم، وحاجة كل منهما للآخر رغم التنافس الشديد الذي يصل في بعض الأحيان إلى حد التصادم.
50 تريليون دولار الحجم الإجمالي لاقتصاد الولايات المتحدة والصين مجتمعين، وهو ما يعادل حوالي 45 بالمئة من حجم الاقتصاد العالمي.
582 مليار دولار حجم التبادل التجاري السنوي بين الولايات المتحدة والصين.
784 مليار دولار قيمة استثمارات الصين في الديون الأميركية، ما يجعلها ثاني أكبر دائن للولايات المتحدة بعد اليابان.
تاريخ التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين البلدين يمتد للعام 1979.
استثمرت الشركات الأميركية في الصين حوالي 127 مليار دولار خلال العام 2023، بينما بلغت استثمارات الشركات الصينية في أميركا نحو 23 مليار دولار في العام نفسه.
من الصعب أن تجد منزلاً أميركياً يخلو من سلعة صينية، بل إن قبعات الرئيس الأميركي نفسه دونالد ترامب نفسه تحمل علامة “صنع في الصين”.
الصين ليست كما كانت من قبل!
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: من يحتاج الآخر أكثر (واشنطن أم بكين)؟ أم أن العلاقة بين أميركا والصين قائمة على تبادل المنفعة؟
للإجابة عن تلك التساؤلات، يستهل الشريك المؤسس لأكاديمية ماركت تريدر، عمرو زكريا عبده، حديثه في برنامج “بزنس مع لبنى” على شاشة “سكاي نيوز عربية”، بالإشارة إلى سر السرعة التي تم بها الاتفاق خلال ثلاثة أيام فقط، قائلاً: الصين حققت شيئاً مهماً جداً، وهو أنها أثبتت أولاً لنفسها وللعالم وللولايات المتحدة أن الصين في عام 2025 ليست كما كانت من قبل. وأن حصول هذا الاتفاق بهذه السرعة هو في حد ذاته مكسب للصين، مكسب معنوي أكثر من كونه مكسباً تجارياً.
ويتابع: الصين منذ السبعينات وحتى أواخر التسعينات كانت تتبنى عقيدة متجذرة في سياساتها الداخلية والخارجية تسمى (Hide your ability)، أي إخفاء قدراتك.. وكانت تحاول قدر الإمكان ألا تظهر للعالم، وتحديداً الدول التي قد تعرقل مسيرتها بعقوبات أو إجراءات أخرى، قدراتها الحقيقية.. لكن مع الرئيس الحالي، تغيرت إلى (Impose your will)، أي “افرض عزمك وإرادتك”، هذا التغيير بدأنا نلاحظه حتى في حياتنا اليومية خلال السنوات الخمس الماضية، حيث بدأت السيارات الصينية مثلاً تُصدر بأسماء علاماتها التجارية الصينية، ولم تعد الصين مجرد مصنع للعلامات التجارية الأخرى.
ويضيف: الآن 80 بالمئة من الألواح الشمسية بيد الصين، وهذا يغير طريقة استخدام الطاقة في العالم.. هم الآن يريدون فرض الإرادة.. وهذا تغير كبير جداً سينعكس في اكتساح العلامات التجارية الصينية للعالم.. حتى بعد الحرب التجارية الأخيرة، بدأ الصينيون يسخرون من فكرة أن العلامات التجارية الأميركية والغربية لا تكلف شيئاً ويتم بيعها بأسعار باهظة.
وبسؤاله: هل العالم ينقسم اليوم إلى عالمين، واحد لأميركا والغرب وواحد للصين ومن يتبعهم؟ يجيب”
بالفعل، هناك استقطاب حاد اقتصادياً وتجارياً.
الصين تبنت استراتيجيات مهمة جداً مكنتها من الوقوف على أرضية صلبة وتحدي العالم، وتحدي الولايات المتحدة تحديداً.
أهم هذه الاستراتيجيات تجارياً هي إنشاء مبادرة الحزام والطريق، وإنشاء ممرات تجارية مع دول وأقاليم في آسيا وأفريقيا، مما مكنها من أن تقول للولايات المتحدة: “نحن لسنا بحاجة للسوق الأميركية الآن كما كنا في السابق، لدينا شركاء تجاريون بالفعل”.
الصين اتبعت النموذج الذي اتبعته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وهو بناء مؤسسات والتعاون مع العالم من خلالها.. فهي اليوم تتعامل مع العالم عن طريق مؤسسات أسستها أو ساهمت في تأسيسها بشكل كبير جداً.
طريق الحرير
وحول مبادرة الحزام الاقتصادي أو ما يسمى بطريق الحرير الصيني وما كانت تحمله من انتقادات للصين مثل استخدام القروض كأداة للتأثير السياسي والاقتصادي على الدول، يقول: بالطبع.. وأعتقد بأن الصين وافقت على هذا التنازل “الهدنة” لأن الكسب المعنوي بالنسبة لها مع شركائها، الذين ربما يكونون مترددين، هو كسب كبير جداً.. وبالنسبة للهجوم على الصين بشأن قروضها للدول النامية فقد تحدثت مع أحد المسؤولين الأفارقة وسألته عن ذلك، فقال لي: “القروض التي تأتينا من الولايات المتحدة مشروطة بالتزامات ثقافية وغيرها، هي قروض مصحوبة بدروس يجب أن نتعلمها. أما قروض الصين، فهي تأتي لإنشاء شوارع ومبانٍ وبنية تحتية وموانئ، هذا هو الفرق الكبير”.
ويستطرد: “هناك بالفعل انطباع بأن التعامل مع الصين أفضل، بالإضافة إلى أن الصين مستعدة للتعامل مع دول تعتبر عالية المخاطر تتجنبها المؤسسات الغربية.
الموقف التفاوضي لإدارة ترامب
وعن مكاسب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من الهدنة مع الصين يقول عمر عبده:
لا أرى أي مكاسب لإدارة ترامب في هذه الهدنة. بل إن هذا التراجع سيضعف موقفهم التفاوضي على الأقل مع الصين.
لدى أميركا أوراق أخرى، مثل إبقاء الرسوم الجمركية على الصين وتخفيفها على دول أخرى قد تنتقل إليها المصانع، مثل فيتنام والفلبين وإندونيسيا.
الولايات المتحدة ما زالت أكبر اقتصاد وأهم اقتصاد، وبالتالي لديها أوراق كثيرة جداً. لكن في هذه الحلقة تحديداً من الحرب التجارية المكاسب الأكبر كانت لصالح الصين.
القاعدة الانتخابية للرئيس ترامب تضررت أكثر من غيرها في هذه الحرب، لأن الصين اتجهت بمشترياتها من السلع الزراعية إلى الأرجنتين والبرازيل، خاصة أن البرازيل من دول البريكس. وبالتالي، هذه أيضاً فرصة للصين لتعزيز مكانة دول ومنظومة البريكس.
“صنع في الصين” يهزم “صنع في أميركا”
وحول تفوق الصناعة الصينية على نظيرتها الأميركية خلال السنوات الـ15 الماضية، يقول الشريك المؤسس لأكاديمية “ماركت تريدر” إن استراتيجية “صنع في الصين 2025” كانت تستهدف منذ البداية الوصول إلى مرحلة يُغطي فيها الإنتاج المحلي نحو 70 بالمئة من احتياجات البلاد التكنولوجية. وقد نجحت بكين في تحقيق هذا الهدف عبر مسارين رئيسيين.
المسار الأول هو المحاكاة الذكية، فالصين، باعتبارها سوقاً ضخمة، كانت تدرك جيداً أن الشركات العالمية من الدول المتقدمة تتطلع إلى الدخول إليها. ولضمان الاستفادة من هذه الرغبة، اشترطت الحكومة الصينية على تلك الشركات إقامة مصانع محلية ونقل جزء من التكنولوجيا.
ويضرب الخبير مثالاً بشركة “سيمنز” الألمانية، التي دخلت السوق الصينية في التسعينات لتزويد البلاد بتكنولوجيا القطارات السريعة، رغم أن الصين لم تكن تملك أي شبكة قطارات فائقة السرعة آنذاك. اليوم، تمتلك الصين نحو 70 بالمئة من خطوط القطارات السريعة على مستوى العالم، وأصبحت تنافس “سيمنز” نفسها من خلال تقديم حلول أرخص وأكثر تطوراً.
أما المسار الثاني فتمثل في الاستثمار المكثف في التعليم والبحث العلمي. حيث ضخت الحكومة الصينية تمويلاً كبيراً في الجامعات ومراكز الأبحاث، مما أدى إلى تفوق الإنتاج العلمي الصيني على نظيره في العديد من الدول الصناعية الكبرى، بما في ذلك ألمانيا والولايات المتحدة.
والولايات المتحدة الأميركية نفسها اعترفت بالتفوق الصيني على لسان الرؤساء التنفيذيين للشركات مثلاً في إنفيديا وأوبن إيه آي، وعن ذلك يقول عمرو عبده: الصين أحدثت غزواً شديداً للعالم، تقريباً 70 بالمئة مما يحتاج العالم هو تصنيع صيني.
أعلنت مجموعة “إم بي سي”، المدرجة في سوق الأسهم السعودية، تحقيق منصة “شاهد” إيرادات بلغت 1.1 مليار ريال، وهو ما يمثل 26% من إجمالي إيرادات المجموعة خلال 2024.
سجلت منصة “شاهد”، التي تقدم خدمات البث التفاعلي عبر الإنترنت، ارتفاعا في عدد مشتركيها بنسبة 29% خلال العام الماضي، ليصل إجمالي المشتركين إلى 5 ملايين.
المنصة المجانية المدعومة بالإعلانات شهدت زيادة في عدد المستخدمين، حيث بلغ عددهم 18.6 مليون مستخدم، مدعومين بتنوع المحتوى الذي يشمل الأعمال الدرامية، الترفيهية، والرياضية.
ورغم استمرار المنصة في تحقيق نمو منذ انطلاقتها في 2019، إلا أن معدل النمو خلال 2024 يعد الأدنى مقارنةً بالسنوات الماضية، ما يعكس تباطؤًا في وتيرة جذب المشتركين الجدد.
تقليص الخسائر
بحسب تقرير “الاقتصادية”، نجحت منصة “شاهد” في تقليص خسائرها بنسبة 54%، لتصل إلى 129.2 مليون ريال خلال العام الماضي، بفضل تحقيق نمو في الإيرادات بنسبة 28%.
ووفقًا لإستراتيجيتها المستقبلية، تستهدف المنصة الوصول إلى نقطة التعادل المالي بحلول 2027، وهو ما يتطلب استمرار النمو في أعداد المشتركين والإيرادات.
مجموعة “إم بي سي”
حققت مجموعة “إم بي سي” صافي ربح بلغ 426 مليون ريال خلال 2024، بزيادة بلغت 5 أضعاف مقارنة بالعام السابق.
كما ارتفعت الإيرادات الإجمالية للمجموعة إلى 4.1 مليار ريال، مدعومة بالأداء القوي لقطاع الإعلانات التلفزيونية، الذي لا يزال يشكل ما يقارب 50% من إجمالي الإيرادات، إلى جانب التوسع في خدمات البث الرقمي ومنصة “شاهد”.
وحدة التحليل المالي
قالت جولي كوزاك المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي اليوم الخميس إن الصندوق يواصل تقييم تأثير خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرسوم الجمركية، التي تتضمن رسوما جديدة على السيارات بنسبة 25 بالمئة، لكن التوقعات الأساسية للصندوق لا تستشرف حدوث ركود في الولايات المتحدة.
وقالت كوزاك حين سُئلت عن خطط ترامب للرسوم الجمركية في مؤتمر صحفي اعتيادي لصندوق النقد الدولي، إن استمرار الرسوم المفروضة على السلع من كندا والمكسيك سيكون له “تأثير سلبي كبير” على التوقعات الاقتصادية لهما، لكنها أحجمت عن تقديم تفاصيل محددة.
مع تصعيد جديد في سياساته الاقتصادية، فتح الرئيس الأميركي دونالد ترامب جبهة جديدة في حربه التجارية، مستهدفًا هذه المرة قطاع السيارات بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على واردات السيارات وقطع الغيار.
هذه الخطوة التي يسعى ترامب من خلالها إلى جمع 100 مليار دولار كإيرادات إضافية، جاءت على حساب كبار اللاعبين في السوق، حيث تراجعت أسهم “تسلا” بخسائر بلغت 74 مليار دولار، فيما انخفضت أسهم “جنرال موتورز” بنسبة 8 بالمئة و”فورد” بنسبة 5 بالمئة.
السيارات والتكنولوجيا في مرمى النيران
لم يكتف ترامب باستهداف صناعة السيارات، بل وسع نطاق المواجهة ليشمل قطاع التكنولوجيا، حيث أدرج أكثر من 50 شركة صينية في القائمة السوداء، مما أدى إلى موجة بيع مكثفة في وول ستريت، متسببة في خسائر بلغت 512 مليار دولار لأكبر سبع شركات تكنولوجية أميركية. هذه القرارات تطرح تساؤلات حول مدى قدرة الاقتصاد الأميركي على تحمل تداعيات المواجهة مع القوى الاقتصادية العالمية.